في الذكرى السنوية للاحتلال.. عام أسود في عفرين حافل بالقتل والتغيير الديموغرافي

في الذكرى السنوية للاحتلال.. عام أسود في عفرين حافل بالقتل والتغيير الديموغرافي

أخبار سورية

الاثنين، ٢١ يناير ٢٠١٩

مع مضي عام على احتلال النظام التركي لمنطقة عفرين بريف حلب الشمالي يتضح أنه حول عام المنطقة إلى عام أسود حافل بالانتهاكات والإتجار بأرواح البشر والقتل والتغيير الديموغرافي.
وصادفت أمس، الذكرى السنوية لاحتلال مدينة عفرين قبل نظام أردوغان، حيث بدأ هذا النظام في مثل هذا اليوم من العام الماضي بإيعاز مباشر من رئيسه رجب طيب أردوغان عدواناً على المنطقة تحت مسمى «عملية غصن الزيتون»، التي كانت تسيطر عليها ميليشيات كردية من أبناء المنطقة، ويقطنها مئات الآلاف من سكان المنطقة.
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، بدأ النظام التركي بتحشدات عسكرية كبيرة مؤلفة من عشرات آلاف الجنود الأتراك ومسلحي «منظمة الذئاب الرمادية التركية» وميليشيات مسلحة سورية تابعة له، مدعمة بعربات مدرعة وطائرات استطلاع وطائرات مروحية وحربية، وبراجمات صواريخ ومدفعية ومنصات إطلاق قذائف الهاون والصواريخ الثقيلة، حيث عاشت عفرين نحو 60 يوماً من القصف المكثف والدمار والمجازر والتدمير والقتل الذي طال مزارع ومدارس ومشافي ومراكز طبية وتسبب في قتل وإصابة المئات من المدنيين من أبناء المنطقة، ممن شهدوا العدوان الأعنف والوحيد الذي طال منطقتهم.
كما تسبب هذا العدوان، بحسب «المرصد»، بتهجير أكثر من 350 ألف مواطن سوري من أبناء المنطقة، نحو مخيمات أقيمت على عجل في ريف حلب الشمالي، ضمن مناطق انتشار الميليشيات الكردية ومناطق سيطرة القوات الرديفة للجيش العربي السوري، لتبدأ مأساتان حقيقيتان بعد الـ19 من آذار من العام 2018، تاريخ سيطرة قوات الاحتلال التركي والميليشيات المسلحة الموالية لها، على منطقة عفرين بالكامل بنواحيها وبلداتها وقراها مع مركز المنطقة ألا وهي مدينة عفرين.
وبعد هذا التاريخ بدأت رحلة من التوطين من قبل قوات الاحتلال التركي لميليشيات مسلحة من الغوطة الشرقية وريف دمشق والجنوب السوري وريفي حمص وحماة، ممن رفضوا المصالحة مع الدولة السورية في منازل جرى الاستيلاء عليها، كما بدأت رحلة من الاستيلاء والسلب والنهب والتعفيش والسطو الذي طال معظم منازل مدينة عفرين وريفها، حتى وصل الأمر بالميليشيات إلى الاقتتال الداخلي حول مسروقات ومنازل وممتلكات مستولى عليها، تعود لسكان متبقين في منطقة عفرين، ضمن مناطق سيطرة ما تسمى قوات عملية «غصن الزيتون».
وبحسب «المرصد»، فإن تلك الميليشيات التي أطلق النظام التركي يدها في المنطقة، بعد صمت دولي، عمدت إلى تنفيذ الاعتقالات بحق الرجال والنساء، بتهم مختلفة أبرزها «الانتماء للميليشيات الكردية والتواصل معها والعمل لمصلحتها»، إذ باتت عملية الاختطاف لتحصيل الفدية، تجارة رائجة تعتمدها معظم الميليشيات في محاولة لتحصيل أكبر مبلغ ممكن من المال، والتضييق على السكان المتبقين في المنطقة.
كما عمدت الميليشيات إلى نقل المختطفين، لمعتقلات ومراكز احتجاز مكونة من منازل مدنيين جرى الاستيلاء عليها وتحويلها لمقرات للميليشيات الموالية لتركيا، والتي تتقاسم النفوذ والممتلكات في عفرين، وتعمد بين الحين والآخر لتنفيذ عمليات سلب ونهب ومصادرة أموال وممتلكات.
وذكر المرصد، أن أكثر من 2600 مواطن جرى اختطافهم واعتقالهم من ضمنهم نحو 1000 لا يزالون قيد الاعتقال، بينما أفرج عن البقية بعد دفع معظمهم لفدية مالية، تفرضها ميليشيات النظام التركي، والتي تصل في بعض الأحيان لأكثر من 10 ملايين ليرة سورية.
وأضاف: إن عفرين شهدت مجازر وقتل تسبب في استشهاد نحو 384 مدنياً من الكرد والعرب والأرمن، العشرات منهم استشهد في انفجار ألغام وتحت التعذيب على يد تلك الميليشيات، وغالبيتهم ممن قضوا في القصف الجوي والمدفعي والصاروخي التركي، وفي إعدامات طالت عدة مواطنين في منطقة عفرين.
وأفاد المرصد، بأنه قتل الكثيرون تحت التعذيب، منذ الـ20 من كانون الثاني من عام 2018، وحتى التاريخ ذاته من عام 2019، من ضمنهم نحو 84 مدنياً فضلاً عن جرح المئات وتشريد مئات آلاف آخرين، بينما وصلت عمليات القتل إلى 152 عملية، حيث قتل نحو 689 من الميليشيات المسلحة وقوات الاحتلال التركي نحو 689، و 1584 من مسلحي الميليشيات الكردية، واستشهد 91 عنصراً من القوات الشعبية التابعة للجيش العربي السوري، وأكثر من 140 عملية قتل واستهداف نفذتها الميليشيات الكردية.