تشكيل «الدستورية» وإطلاق عملها على نار حامية بين ضامني «أستانا»

تشكيل «الدستورية» وإطلاق عملها على نار حامية بين ضامني «أستانا»

أخبار سورية

الاثنين، ٤ فبراير ٢٠١٩

بينما أعلنت موسكو أن المباحثات الروسية الإيرانية التي عقدت في طهران تناولت جهود الحل السياسي للأزمة في سورية ومستجدات الوضع فيها، وموضوع تشكيل لجنة مناقشة الدستور وإطلاق عملها في أسرع وقت ممكن، كشفت أنقرة عن أن الأخيرة ستشكل خلال الأيام القليلة المقبلة.
ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» أمس عن بيان لوزارة الخارجية الروسية: أن وفداً روسياً بحث السبت مع مسؤولين إيرانيين في طهران مسألة تشكيل اللجنة الدستورية السورية وإطلاق عملها في أسرع وقت ممكن.
وذكر البيان، أن الوفد الروسي الذي ضم الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فرشينين، بالإضافة إلى ممثلي وزارة الدفاع الروسية، أجرى محادثات مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، ومشاورات مع كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية حسين جابري أنصاري.
وأضاف البيان أن الطرفين تناولا أيضاً سير التحضيرات لعقد قمة روسية إيرانية تركية جديدة في إطار صيغة أستانا، كما تبادلا وجهات النظر حول مجمل القضايا المتعلقة بتطور الأوضاع في سورية ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها.
تأتي اللقاءات بعد نحو أسبوعين من إعلان وزارة الخارجية الروسية أن اجتماع استانا المقبل حول الأزمة في سورية سيعقد منتصف الشهر الجاري.
إلى ذلك، أكد السفير الروسي في طهران، لفان جاغاريان، أن روسيا هي شريك إستراتيجي لإيران.
وأشار وفق وكالة «تسنيم» للأنباء، إلى تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، فيما إذا تعرضت علاقات طهران وموسكو إلى أي تغيير أو توتر، قائلاً: استغربت كثيراً من الصخب الذي رافق تصريحات السيد ريابكوف لأنه لم يحدث أي تغيير في العلاقات الإستراتيجية بين إيران وروسيا».
وأضاف: «شاهدت الحوار بدقة، سألوه هل إيران حليف لروسيا في سورية؟، إن مفهوم كلمة حليف يختلف عن مفهوم شريك، برأينا من الناحية القانونية، الحليف بمعنى الحليف العسكري، على سبيل المثال: روسيا وفق الاتفاقية التي وقعتها في عام 1992 في طشقند، هي حليف عسكري لخمس دول هي: بلاروسيا وأرمينيا وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزيا، أو على سبيل المثال، أعضاء حلف الناتو هم حلفاء عسكريون، لذلك من الناحية القانونية، وبما أنه لا يوجد اتفاقية عسكرية بين إيران وروسيا نحن لسنا حلفاء، لكن في الوقت ذاته نحن شريكان إستراتيجيان في محاربة الإرهاب». وتابع: «نحن في غاية الارتياح من هذا التعاون مع إيران في سورية بل ليس في سورية فقط، وهذا التعاون سيستمر في إطار التعاون الثنائي، والثلاثي في عملية أستانا وفي التعاون مع أصدقائنا الأتراك، أن معارضينا يحاولون إحداث شرخ في العلاقات بين إيران وروسيا، فهم لن ينجحوا في هذا الشأن».
في سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي، وفق وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: «خلال الأيام القليلة المقبلة سنشكل لجنة الدستور السوري بمشاركة ممثلي المجتمع المدني والنظام السوري والمعارضة».
وزعم في كلمة له في اسطنبول، أن تركيا تعمل على ترسيخ وقف لإطلاق النار في المنطقة من خلال حماية التفاهم المبرم مع روسيا، بشأن إدلب، بالتوازي مع اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الإرهاب.
وادعى أن الجهود التركية تركزت على إنشاء لجنة مناقشة الدستور، وإحياء مؤتمر جنيف بالتوازي مع الحفاظ على مساري أستانة وسوتشي.
وأضاف: من ناحية أخرى، نحاول التنسيق مع الولايات المتحدة حول ما سنفعله في شمال سورية بعد قرار الانسحاب الأميركي.
وتابع القول: الحديث في هذه الآونة يجري عن كيفية إدارة عملية الانسحاب الأميركي وتحقيق الاستقرار الدائم في سورية من خلال التنسيق مع الدول المجاورة والمعنية، بما في ذلك روسيا وإيران.
وشدد الوزير التركي على أهمية دعم المهجرين السوريين الذين بدؤوا بالعودة إلى بلادهم، وأن تركيا تتحدث مع جميع الجهات الفاعلة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، من أجل توفير الدعم المطلوب.
ولفت إلى أن تركيا سوف تنظم مؤتمراً مع الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم 14 آذار المقبل، من «أجل مناقشة آليات الدعم الواجب تقديمه للمهجرين السوريين».
وعقد أحد عشر اجتماعاً حول الأزمة في سورية بصيغة أستانا أحدها في مدينة سوتشي الروسية أواخر تموز الماضي أكدت في مجملها الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائياً.
الوطن