الحالمون بتملك شقة أرهقتهم كوابيس الإيجار…!.. توجه «الإسكان» لبناء شقق ادخار صغيرة بأقساط مناسبة ليس مسـتحيلاً

الحالمون بتملك شقة أرهقتهم كوابيس الإيجار…!.. توجه «الإسكان» لبناء شقق ادخار صغيرة بأقساط مناسبة ليس مسـتحيلاً

أخبار سورية

الأحد، ١٧ فبراير ٢٠١٩

إبراهيم غيبور:
ليس من الضروري أن تسأل كل مواطن عن حلم يراوده طوال سنوات خلت، لتعرف أن الحصول على مسكن لم يكن مجرد حلم بقدر ما كان ضرورة ملحة وبشدة، فكيف الحال بعد ثماني سنوات من حرب إرهابية همجية دمرت بيوت معظم السوريين ودفعت الفقراء منهم إلى الإيواء في منازل ما زالت على الهيكل.!
إن الحصول اليوم على مسكن لم يعد حلماً يراود المواطنين الذين خسروا منازلهم بسبب الحرب، بل أصبح كابوساً جاثماً على رؤوسهم، إذ لم تعد مهمة إيجاد منزل للإيجار بسعر رخيص أمراً سهلاً، ويكاد يكون مستحيلاً في وقت ارتفعت فيه أسعار الإيجارات إلى 15 ضعفاً عما كان سائداً قبل الحرب، فمن يجد اليوم منزلاً بإيجار 50 ألف ليرة في الشهر كمن يجد إبرة في كومة قش، ولاسيما أن متوسط الإيجارات في ريف دمشق كمدينة جرمانا على سبيل المثال لا يقل عن 75 ألف ليرة لمنزل لا يتسع سوى لأربعة أو خمسة أشخاص.
الكثير من المواطنين ممن يبحثون عن فرصة امتلاك مسكن وإن كان صغيراً يخفف عنهم أعباء الإيجارات التي فرضها المُلاك بلا رحمة، يجدون في ذلك أمراً مستحيلاً، فهم من جهة غير قادرين على الشراء عبر المكاتب العقارية لأن الأسعار وصلت إلى مستويات جنونية، ومن جهة أخرى يرون أن طرح الاكتتاب على مساكن من المؤسسة العامة للإسكان لا يلبي طموح جميع الراغبين بالحصول على مساكن، نظراً لقلة المعروض للاكتتاب وارتفاع مبلغ الدفعة الأولى، ويسألون: لماذا لا تتجه المؤسسة العامة للإسكان إلى طرح الاكتتاب على مساكن ادخار بمساحات صغيرة ودفعات مالية تُناسب أصحاب الدخول المحدودة…؟
إن مؤسسة الإسكان اليوم بإمكانها أن تستثمر الأراضي التي تمتلكها لإنشاء شقق سكنية «سكن ادخار» بمساحات لا تتجاوز 50 – 60 متراً، بدلاً من بناء شقق ذات مساحات تتجاوز 100 – 150 متراً وبتكلفة مرتفعة وبدفعات نقدية كبيرة لا تتناسب مع مستوى دخل شريحة كبيرة من المواطنين، ولاسيما الموظفين، لذلك فإن التوجه نحو سكن الادخار المذكور يعطي فرصة حقيقية لتملك مساكن بأسعار مناسبة ولا تُشكل عبئاً، فالأسرة التي تدفع إيجار منزل لا تتجاوز مساحته 60 متراً بـ 75 ألف ليرة شهرياً، ستكون قادرة على تخصيص هذا المبلغ كقسط للمؤسسة، ولتكن مثل هذه المشاريع إسعافية ريثما تبدأ مرحلة إعمار المناطق السكنية التي دمرها الإرهاب، وتالياً إن سعي المؤسسة العامة للإسكان بهذا الاتجاه يعزز تحملها مسؤولياتها الاجتماعية في تأمين مساكن رخيصة للمواطنين.
ويبدو أننا كنا نفكر بعقل المؤسسة العامة للإسكان، إذ أنها وقبل نشر هذه المادة أعلنت أول أمس عن فتح باب الاكتتاب على 12200 مسكن في مشروع الادخار السكني في خمس محافظات.
تشرين