أستاذ جامعي: تجربة دعم الخبز فاشلة.. وإلغاؤه يخفض الاستهلاك 50 بالمئة … 28 مليون رغيف خبز يأكلها السوريون يومياً

أستاذ جامعي: تجربة دعم الخبز فاشلة.. وإلغاؤه يخفض الاستهلاك 50 بالمئة … 28 مليون رغيف خبز يأكلها السوريون يومياً

أخبار سورية

الاثنين، ١٨ فبراير ٢٠١٩

1.1 مليار ليرة سورية الدعم اليومي المقدم للخبز من الحكومة، أي ما يزيد على 400 مليار ليرة سورية سنوياً، وحيث إن الإنتاج اليومي من الخبز من المخابز التابعة للشركة العامة للمخابز يبلغ 2600 طن يومياً فهو يعادل 2 مليون ربطة خبز يومياً، ما يساوي تقريباً 14 مليون رغيف خبز يومياً، وعلى اعتبار أن المؤسسة تغطي 50 بالمئة من الحاجة للخبز، فإن العدد الذي يستهلكه السوريون يومياً من الخبز هو 4 ملايين ربطة تقريباً أي نحو 28 مليون رغيف.
وعلى اعتبار سعر ربطة الخبز المدعومة هو 50 ليرة سورية فيكون مبيع المخابز التموينية والاحتياطية التابعة للشركة هو مئة مليون ليرة سورية تقريباً، أي ما يعادل 36 مليار ليرة سورية في العام، أي إن حجم الدعم الذي يقدم للخبز يبلغ حوالي 337 مليار ليرة سورية سنوياً.
وحول آلية دعم الخبز من الحكومة بين الدكتور إبراهيم العدي من كلية الاقتصاد في جامعة دمشق لـ«الوطن» أن تجربة الدعم بدأت من الدول الاشتراكية وهي تجربة فاشلة وعفا عنها الزمن، وقد تم إلغاؤها في العديد من الدول، والأصل أن يكون الخبز سلعة مثل أي سلعة وتباع بشكل طبيعي، حيث إن الدعم لا يكون للسلع والخدمات وإنما يكون لمستخدم هذه السلع والخدمات، ولذلك لا يمكن أن يكون الدعم بوضعه الحالي إلا مرتع فساد وخاصة موضوع دعم الخبز والمحروقات، مبيناً أن تجربة دعم الخبز كانت مأساوية وخلقت الكثير من الأثرياء نتيجة التلاعب والغش بالمواد المدعومة وخاصة الخبز، وأصبحت ضبوط الدقيق التمويني المهرب والمحروقات الخاصة بالأفران كثيرة وغير مقبولة، وبات واضحاً بأننا لسنا بحاجة إلى ضبط أي كيلو دقيق فيمكن للقوانين الاقتصادية أن تأخذ مجراها بشكل طبيعي وبالتالي فإن الدعم هو تشويه للقوانين الاقتصادية.
ولفت إلى وجود طرق وبدائل عديدة للدعم مثل أن يوزع الدعم بشكل نقدي على المواطنين وهناك تجارب عديدة في دول مجاورة وأوروبية، وقد لاقت هذه التجربة نجاحاً في الأردن، فيمكن لأي شخص وإن كان موجوداً في أقصى القرى النائية أن يحصل على الدعم من خلال فتح حساب مصرفي للمواطن، ويتجه لقبض مستحقاته من الدعم كل ثلاثة أشهر.
وأشار العدي إلى أن إلغاء دعم الخبز سيؤدي بشكل قطعي إلى خفض استهلاك الخبز إلى النصف لأن نصف الخبز يذهب كعلف للحيوانات نتيجة انخفاض سعره.
وفي هذا السياق كشفت بيانات الشركة العامة للمخابز أن الإنتاج من مادة الخبز خلال العام الماضي وصل إلى أكثر من 820 ألف طن، أي ما يعادل 2600 طن خبز يومياً، وذلك من خلال 175 مخبزاً عاملاً في المحافظات وتحتوي على 244 خط إنتاج للخبز يعمل حالياً.
وقد بينّ مدير عام الشركة العامة للمخابز جليل إبراهيم لـ«الوطن» أنه يتبع للشركة العامة للمخابز 13 فرعاً موزعة على جميع المحافظات تضم 270 مخبزاً و391 خطاً إنتاجياً، ويبلغ عدد العاملين في الشركة 6 آلاف عامل، ولكن هناك 95 مخبزاً متوقفاً عن العمل وضمنها 147 خط إنتاج متوقفاً أيضاً، ويعود سبب توقف المخابز وخطوطها إلى الحرب على سورية ما أدى إلى خروجها من الخدمة.
ولفت إلى أن الشركة قامت خلال 2018 بصيانة المخابز القائمة في معظم المحافظات، وخطوط وأسقف، واستكمال إحداث مخابز جديدة في بعض محافظات القطر، وهي 13 مخبزاً في مناطق صدد والزهراء وعناز في محافظة حمص، وشطحة وعين الكروم وربيعة في محافظة حماة، وتل بلاط في حلب، وعين الشرقية وعين التينة والغراف في محافظة اللاذقية، والحاطرية وبرمانة المشايخ وحيلاتا في محافظة طرطوس.
وأوضح أن عدد المخابز المتنقلة التي أحدثتها الشركة بلغ 5 مخابز توزع على المحافظات حسب الحاجة، ويتم العمل حالياً على إنتاج رغيف خبز بقطر صغير على غرار إنتاج المخبز المتنقل أثناء معرض دمشق الدولي بدورته الستين، كما تم تصنيع 8 خطوط لمصلحة إدارة التعيينات بأيد وطنية في الوحدة الاقتصادية /مصنع الدوير/ التابع للشركة، كما تقوم الشركة بتأمين مستلزمات الإنتاج بشكل مستمر لتأمين مادة الخبز لجميع المواطنين بالوقت المناسب والسعر التمويني والجودة المطلوبة.
الوطن