ستيفانو لـ الأزمنة : خطاب السيد الرئيس بشار الأسد يحمل الكثير من الرسائل على الصعيد المحلي والخارجي.

ستيفانو لـ الأزمنة : خطاب السيد الرئيس بشار الأسد يحمل الكثير من الرسائل على الصعيد المحلي والخارجي.

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٠ فبراير ٢٠١٩

الكثير من المفاهيم الهامة التي طرحها السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه أمام رؤساء المجالس المحلية ، هي جملة مفاهيم شكلت في جزئياتها طريقا لبداية سياسية و اجتماعية شاملة و عامة، فقد حملت عبارات الاسد الإجابة للكثير مما تم طرحه مؤخراً سواء على الصعيد الإقليمي و الدولي، وكذلك على الصعيد الداخل السوري.

حول هذا الموضوع كيف قرأت عضو مجلس الشعب الدكتورة أميرة ستيفانو خطاب السيد الرئيس خلال لقائه رؤساء المجالس المحلية حيث تقول لـ الأزمنة :

جاء خطاب السيد الرئيس مع رؤساء المجالس المحلية و اعضاء الوحدات الادارية من كل المناطق و المحافظات السورية شاملا" لكل الجوانب على الصعيد المحلي و يحمل رسائل قوية على الصعيد الخارجي .

حيث شرح مضمون القانون  ١٠٧ للعام ٢٠١١ من توسيع هامش اللامركزية لتحقيق التوازن التنموي بين المناطق من خلال اعطاء الصلاحيات للوحدات الادارية لرفع مستوى معيشة المواطن و ليكون للمواطن دور في مراقبة اداء مؤسسات الادارة المحلية و توسيع الشراكة مع المواطن لصنع القرار .

كما نلاحظ انه ربط دور عمل الوحدات الادارية في عودة المهجرين الى مناطقهم عندما يعملوا على  اعادة البنية التحتية المدمرة بالحد الادنى ليساهموا بعودة المهجرين .

كما تحدث عن المشاكل الخدمية و هي ثلاثة : توفير المواد ، الاحتكار ، الاسعار.

و اكد على دور الادارة المحلية في المرحلة الثالثة لتأمين المواد على مستوى المحافظة لان تنظيم الخدمات لا يمكن ضبطه مركزيا" بتفاصيله و انما دور الادارة المحلية السيطرة وفق وضع آليات عمل و معايير مناسبة و مكافحة الغش و ارتفاع الاسعار .

كما دعاهم لكسب ثقة المواطن و اقناعه بمدى فاعلية عمل هذه المؤسسة و اهمية تطبيق القانون و مكافحة الفساد و الغاء المحسوبيات و مد جسور التواصل مع المواطن لان الطموح اعادة الوطن الى احلى مما كان عليه .

وأضافت ستيفانو :

 كما تطرق السيد الرئيس الى عناوين كثيرة تتعلق بصلب الحياة في الداخل السوري سياسية و اقتصادية و خدمية من دور العميل المتذمر الذي لن يجد قيمته الا بانتمائه لوطنه بتسليم سلاحه و المصالحات ؛ و ان  عراقة الشعب السوري ستسامح  من اعلن عودته للوطن شرط ان تكون صادقة لأن السوريين ينتصرون مع بعض و ليس على بعض ؛ و شجع على التعلم من التجارب لان سورية التي صمدت ستكون اقوى سورية انتصرت بصمود شعبها و احتضانه الجيش العربي السوري  ؛ و ان غياب الانتماء هو الوقود الذي يستخدمه الخارج لاستهداف وطننا .

كما وضح عن ملف النازحين و اعادة عشرات الالاف منهم و كيف ان الدول الداعمة للارهاب هي التي تعيق عودتهم و  يسيسون هذا الملف لادانة الدولة السورية .

كما دعا السيد الرئيس كل من غادر الوطن بفعل الارهاب العودة و المساهمة في عملية اعادة الاعمار فالوطن لكل ابنائه .

تحدث السيد الرئيس عن الوعي الوطني الذي افشل الافكار المسمومة التي يبثها الاعداء خلال سنوات الحرب . و عملية بناء العقول و اصلاح النفوس هي التحدي الاكبر و ليس اعادة اعمار البنى التحتية .

كما دعا سيادته الى الوقوف الفعلي لجانب اسر الشهداء و المصابين حيث تم لحظهم في مشاريع التوظيف و السكن و التعليم العالي و المنح التنموية .

كما وعد سيادته بمتابعة ملف المخطوفين و العمل على معرفة مصيرهم و تحريرهم .

تحدث سيادته بشكل مفصل عن الخدمات و ان شكوى المواطن تعبر عن معاناة حقيقية و النقد البناء الموضوعي مطلوب و ان الحوار المثمر هو الذي يعتمد الحقائق و ليس الانفعال لصالح الانتهازيين و علينا تحديد مكامن التقصير و ضرورة اعطاء المواطن المعلومة الحقيقية .

اما عن الجانب السياسي فلقد كان تشخيص الحالة الداخلية و الدور الدولي و العربي واضحا" و حاسما"

قال ان سيادة الدولة شيء مقدس انتهكت عبر العدوان و الارهاب لكن لا يعني هذا التنازل عن جوهرها و هو القرار الوطني المستقل كما ان الدستور غير خاضع للمساومة الاصدقاء يقدمون المشورة و الامم المتحدة مرحب بدورها ان التزمت بميثاقها و هو احترام سيادة الدول .

تحدث عن دور الولايات المتحدة الراعي للارهاب و دورها في شرق الفرات كيف تبيع المراهنين عليها بتنزيلات سوق النخاسة الدولي  ؛ الشعب هناك وطني انما بعض القيادات عميلة للاجنبي ووجه لهم رسالة قوية و انها فرصتهم ليختاروا العيش اسياد في وطنهم او أجراء عند المحتل .

 و كيف الدول الداعمة للارهاب حاولت تسويق محاولة تطبيق اللامركزية لاضعاف الدولة السورية ؛ كما ان مخطط التقسيم ليس بجديد و ان بدأ لن يتوقف عند سورية انما سيشمل كل المنطقة  .

و اردف انه بعد فشل الاعداء في الاعتماد على الارهابيين و العملاء بالعملية السياسية انتقلوا للمرحلة الثالثة و هي تفعيل دور العميل التركي في شمال سورية و شرقها .

و لكن من حرر اي شبر في سورية سوف يحرر أي منطقة و كل محتل هو عدو و بفضل قواتنا المسلحة و دعم القوات الرديفة و الحلفاء و الاصدقاء سنتمكن من دحر الارهاب .

وأردفت الدكتورة ستيفانو قائلة ....شخصيا  رأيت خطاب السيد الرئيس يكرس أن طبيب العيون الشاب ليس رئيسا" للجمهورية العربية السورية فقط و انما هو رمز وطني عالمي .

 كان الخطاب قويا" دقيقا" حقيقيا" فضل ان يكون شفافا" مع شعبه و صادقا" لأنه مواكبا" للتطورات و محترما" لمعاناة الشعب و تضحياته .

انا وجدت بكل فكرة وردت انها ردا" و رسالة واضحة لكل مؤسسة من مؤسسات الدولة و اتوقع ان لكل فكرة ملف جاهز للعمل به .

النقطة الهامة التي طرحها سيادته و كان صريحا" مع الشعب أن الحرب لم تنته و نوه عن بعض المسؤولين الذين اعتبروا ان الحرب انتهت و هنا  اعرف تماما" كيف انعكس موقفهم لهؤلاء   سلبيا" على الناس بسبب قرارات خاطئة .

عندما يعتبر السيد الرئيس ان هناك اربع حروب نخوضها ( العسكرية ' الحصار ' الانترنيت ' الفساد ) و يعتبر ان فوضى الانترنيت الحاصلة و الفساد المستشري حربان لا يقلا اهمية عن الحرب العسكرية اتوقع هنا ان المرحلة القادمة تستهدف اصلاح الداخل و بشكل قوي لا تهاون فيه و بدأنا نرى ما تم بخصوص تقييم و تقويم عمل الجمارك و مكافحة التهريب الوارد و الصادر الذي تسبب بإضعاف المنتج المحلي و التلاعب بسعر الصرف و الحاق الضرر بالمواطنين عبر ادخال مواد فاسدة و رفع سعر المواد و مفاقمة الازمات .

قال السيد الرئيس الحقيقة هناك حرب ارهابية و حصار و الحقيقة هناك قلة اخلاق و انانية و فساد و هذا كلام شفاف منطقي صادق لان الفساد تسبب بتفاقم الازمات الداخلية كما حصل بموضوع الغاز المنزلي حيث نقصت كميات المادة بسبب خلل ما و عدم وضوح الاسباب من قبل الحكومة تسببت بتذمر المواطنين في شهور الشتاء الباردة حيث زاد تقنين الكهرباء و نقص الغاز و لولا الاحتكار و تسلط بعض ضعاف النفوس لما تفاقمت الازمة .

اما حرب الانترنت فهي حرب شرسة تشن علينا من قبل اعداء الوطن لكن بسبب الجهل و قلة الشفافية كانت الادوات التي تروج لها  هي الجهلة من الوطنيين و هنا اتوقع ان دور الاعلام الوطني يجب ان ينشط على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي بنفس الاهمية و ربما اكثر مما ينشط على الفضائيات لأن الشريحة التي تعتمد على الانترنيت بمعلوماتها مقلة جدا" في متابعة الفضائيات و بالتالي لا بد من الدور الاعلامي الاكبر للمؤسسات الحكومية و المنظمات  و النقابات لنشر الخبر الصحيح و توعية المواطن و متابعة حثيثة لكل ما ينشر من اشاعات لتكذيبها و تصحيح المعلومات و الاخبار و هنا يفترض ان يبرز التعاون الكبير بين المكاتب الاعلامية للوزارات و المؤسسات مع الاعلاميين للتعاون على نشر الوعي و المستجدات و بالتالي الحد من انتشار الشائعات .

الحانب السياسي في الخطاب

اما رأي في الجانب السياسي فلقد كان الخطاب خطاب القوة التي تبشر بالنصر . و ما وصف رجب طيب اردوغان بالاخونجي الاجير لاميركا و المستعرض الا تحليلا" دقيقا" لنفسيته التي يمكن تصنيفها ضمن الامراض النفسية الواجب علاجها .

و طالما اداة فسينتهي دورها في الوقت المناسب .الرسائل كانت واضحة للاميركي و دول الخليج و كل من دعم الارهاب في سورية .

دور السلطة التشريعية

أما عن دورنا كسلطة تشريعية أجد ما نوه عنه السيد الرئيس عن غياب المعايير و الاليات في القوانين الحالية هو لب الموضوع لان التعليمات التنفيذية يضعها لكل قانون الوزير المختص و لا تخضع لرأي مجلس الشعب كما ان المعايير و الاليات لعمل كل وزارة و مؤسسة تضعها المؤسسة حسب ما يبسط و يوضح الاجراءات للمواطن و يمنع فرص الضغوطات و التدخلات و يضمن وصول الحق لصاحبه دون الحاجة للواسطة و عندما تكون المعايير مدروسة بشكل صحيح و منطقي يمكن اعلانها و شرحها و بالتالي تنعكس ايجابا" على المؤسسة و على المواطن .

كيف ستترجم السلطة التنفيذية خطاب السيد الرئيس

تشير ستيفانو .... هناك الكثير من الوزارات حدثت قوانينها الناظمة و البعض قيد التحديث و بالطبع فإن كل وزارة هي الاقدر على تحديد ماذا تحتاج من قوانين او تعديل لقوانين نافذة .

و انا ارى ان قانون الاعلام و قانون الجرائم الالكترونية يحتاجان الى بعض التعديلات لضبط الاعلام عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحماية المجتمع من الحرب الشرسة التي تهدف الى خلق الفوضى من داخل المجتمع السوري .

خطة عمل للحكومة بعد الخطاب

اتوقع بعد خطاب السيد الرئيس ستقوم الحكومة بوضع خطة عملها بشكل يرتقي الى افكار السيد الرئيس لتحسين  الواقع الخدمي و المعيشي و مهمة الوحدات الادارية كبيرة و تحتاج الى بذل الجهود و الاعتماد على الخبرات و الكفاءات لتستفيد من الصلاحيات الممنوحة لها وفق القانون ١٠٧ لتحسين معيشة المواطنين لأن الوطن يبنى بالعمل و ليس بالهتافات و الخطابات و التهليل كما اكد السيد الرئيس المريض يحتاج من الطبيب العلاج و ليس الادانة و التعاطف .

 

دمشق – موقع مجلة الأزمنة – محمد أنور المصري