قطاع الدواجن.. ارتفاع في أسعار مستلزمات الإنتاج وخسائر تلاحق المربين!

قطاع الدواجن.. ارتفاع في أسعار مستلزمات الإنتاج وخسائر تلاحق المربين!

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢ أبريل ٢٠١٩

يعتبر قطاع تربية الدواجن في محافظة طرطوس من أهم القطاعات الاستثمارية في المجال الزراعي، فهو المصدر الرئيسي لتوفير مادتي اللحم الأبيض، وبيض المائدة، وبالتالي تأمين فرص عمل لأعداد كبيرة بشكل مباشر أو غير مباشر في 1380 مدجنة عاملة العام الماضي، ومع ذلك فقد عزف الكثير من مربي الفروج عن تربية خمسة أفواج في العام، واكتفوا بتربية فوجين أو ثلاثة، وذلك بسبب تحكم التجار، وعدم استقرار السوق، وصعوبة تأمين التدفئة، وعدم التزام التاجر بتأمين الصوص بالوقت المناسب!.
بيّن عزام إبراهيم، مربي فروج اللحم، أن صعوبة الحصول على ترخيص للمدجنة يكمن في الروتين، فأصغر مدجنة كلفة ترخيصها بين 300-350 ألف ليرة، لافتاً إلى أن نوعية الصوص، وجودة العلف تلعبان دوراً بوزن الفروج، مضيفاً: أؤمن العلف “متذبذب السعر” عن طريق التجار الذين يتحكمون بالمربين بشكل كبير، بدءاً من تأمين الأعلاف، وكل مستلزمات الفروج، وحتى التسويق، وبما أن التسويق يتم للقطاع الخاص فالتاجر الذي يؤمن مستلزمات التربية هو من يسعّر ويحدد السعر، وكأن المربي عامل لديه، ويخضع لأمرته!.
خسائر وديون
يبلغ سعر طن العلف 200 ألف ليرة سورية، ويصل في نهاية تربية الفوج إلى 220 ألف ليرة، حيث إن حاجة الصوص 4,5 كيلوغرامات من العلف، وتحتاج المدجنة إلى 10 أطنان لتربية فوج واحد، ويكلّف الفروج 670 ليرة، ويأخذه التاجر بـ 525 ليرة من أرض المدجنة، وعندما يأتي تاجر من خارج المحافظة يتم كسر السعر، ولفت إبراهيم إلى أن الديون التي تترتب على المربي في كل فوج تلزمه بتربية أفواج متتالية ليسدد ديونه، ولاعتقاده أن الفوج يعوض الخسارة، فيتفاجأ بخسارة أكبر، وديون جديدة، ووجود المداجن خارج التنظيم يعني خروجها عن الشبكة الكهربائية، فالمربي يحتاج الإنارة خلال تربية الفوج كاملة، إضافة إلى استخدام الحرّاقات!.
تشجيعاً للمربي
بدوره أشار المهندس شكيب أسعد، رئيس الوحدة الإرشادية في بلدة جنينة رسلان، إلى أنه خلال فترة الصقيع والبرد بقيت المعضلة الوحيدة لدى المربي تأمين مازوت التدفئة، علماً أن الكميات المعطاة قليلة، واقترح أسعد تأمين مستلزمات التربية، ولاسيما الصوص، من مصدر موثوق، وتأمين الأعلاف المحلية، والاستعاضة عن المستوردة لأنها ذات كلفة عالية، وتوزيع المحلية عن طريق المؤسسة العامة للأعلاف، وإيجاد مفاقس تابعة للدولة، وتأمين اللقاحات البيطرية المحلية، وأن تقوم التجارة الداخلية بوضع تسعيرة ثابتة و”ملزمة” للفروج، كذلك تأمين وسائل التدفئة، وقمع التهريب، إضافة إلى إعفاء مراكز الإنتاج:/مدجنة، مبقرة/، من رسوم الترخيص، والتصديق الهندسي تشجيعاً للمربي.
الابتعاد عن الفحم الحجري
ونوّه أسعد إلى ضرورة ابتعاد المربين عن استخدام الفحم الحجري في التدفئة، وذلك لأثره السلبي على البيئة، وصحة المربي، والفروج نفسه، فغاز الكربون الناتج كاف لقتل الإنسان، وهو ما حصل في إحدى المداجن، وينصح أسعد بالاستعاضة عنه بمخلفات تقليم الأشجار المثمرة من زيتون وغيره، إضافة إلى بقايا مكابس الزيتون!.
عزوف عن التربية
تأثر قطاع الدواجن في سنوات الحرب كباقي القطاعات الأخرى، وذلك لقلة الأيدي العاملة، وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج من أعلاف، ومواد تدفئة، إضافة إلى المشكلات التسويقية، ما جعل العديد من المربين يخرجون عن التربية، وذلك حسب زراعة طرطوس، وأفاد المهندس محمد حسن، رئيس دائرة الإنتاج الحيواني في المديرية بأن عدد المداجن المرخصة حتى نهاية عام 2018 /1847/مدجنة، أما عدد المداجن غير المرخصة فبلغ 250 مدجنة، في حين تمت تسوية وضع مدجنة واحدة العام الماضي، مشيراً إلى أن عدد المداجن العاملة العام الماضي بلغ حوالي 1380 مدجنة عاملة، أي حوالي 74% من إجمالي المداجن المرخصة، وبالمقارنة مع السنوات السابقة فهي نسبة جيدة.
استقرار واقع التربية
وعن الخدمات التي تقدم لمربي الدواجن بيّن الدكتور نزيه سليمان، رئيس دائرة الصحة الحيوانية في زراعة طرطوس، أن الفنيين البيطريين يقومون بجولات دورية على المزارع المرخصة ضمن قطاع عملهم من أجل الاطلاع على واقع التربية، وتقديم الخبرة الفنية عند اللزوم، إضافة إلى تحصين الدجاج المنزلي في حال ظهور بؤر مرضية، وتنظيم ندوات إرشادية للمربين، كذلك إجراء مسوحات من خلال أخذ عينات من قطعان الدواجن للتقصي عن الأمراض، واتخاذ الإجراء المناسب بهذا الشأن، وإجراء التحاليل المخبرية للعينات الواردة من قبل المربين.
وللنهوض بواقع التربية، اقترح الدكتور سليمان، والمهندس حسن تأمين مستلزمات التربية، وخاصة مواد التدفئة/المحروقات/، ودعمها من خلال تخفيض الأسعار، إضافة إلى إيجاد آلية لتسويق المنتج، بحيث يؤمن تكلفة الإنتاج مع هامش ربح للمربي، ما ينعكس إيجاباً على استقرار واقع التربية.
وبرأي راتب إبراهيم، عضو مكتب تنفيذي مختص، فإن التحدي الأساسي الذي يواجه قطاع الدواجن في المحافظة هو عدم استقرار أسعار المواد الأولية والأعلاف، مبيّناً عدم وجود نقص بالمواد العلفية، وإذا لم تتوفر عند الجهات العامة فهي متوفرة بالسوق الخاصة، ويتم تأمين التدفئة للمربين بناء على حاجتهم وفق كشوف.
4% زيادة نسبة التنفيذ
وللوقوف على واقع إنتاج البيض، والعمل في منشأة دواجن طرطوس، التقت “البعث” مديرها محمد إبراهيم الذي بيّن أن المنشأة تقوم بإنتاج مادة بيض المائدة من النوع الجيد، حيث كان المخطط خلال عام 2018 /22/ مليون بيضة، وقامت المنشأة بتنفيذ 22,442 مليون بيضة بنسبة تنفيذ 102%، وبزيادة 4% عن عام 2017 التي كانت 98%، وخلال العام الماضي كان هناك فوجان منتجان:/100/ ألف فرخة بياضة، وفوجا رعاية /صوص/ بعدد 120 ألفاً، وعدد الفوج الثاني (رعاية) 60 ألفاً سيدخل الإنتاج خلال عام 2019 في منشأة تضم 110 عمال، ونقل 80% من العمال على حساب المنشأة.
746 مليون ليرة إيرادات
وبيّن إبراهيم أن المنشأة حققت إيرادات خلال عام 2018 وصلت إلى /746/ مليون ليرة، مشيراً إلى أن الصعوبة الوحيدة التي تعاني منها المنشأة هي  ارتفاع سعر العلف، وتذبذب سعره أحياناً، كون المادة مستوردة، وتتعلق بسعر الصرف، وتصل تكلفة طن العلف إنتاج المنشأة إلى /150/ ألف ليرة، ومعظم المواد العلفية يتم الحصول عليها من القطاع الخاص، وأحياناً يتم استجرار بعض الأعلاف من المؤسسة العامة للأعلاف كالذرة الصفراء، ومادة نخالة القمح، حيث تم شراء 100 طن ذرة صفراء من فرع الأعلاف، ويتم تسويق المنتج للقطاع العام بنسبة تقارب 45%، و15% لصالتي البيع، والباقي للقطاع الخاص الذي يتم بيعه وفق مزاد مرتين في الأسبوع.
زيادة الطاقة الإنتاجية
وبالحديث عن مشروع “زاهد”، والنتائج التي حققها، أكد مدير المنشأة أن العمل بالمشروع يتم بطاقته القصوى، حيث تمت زيادة الطاقة الإنتاجية عما كانت عليه أثناء التربية الأرضية، والحد من هدر العلف، وإنتاج مادة بيض المائدة بنوعية جيدة جداً، ومنتج نظيف خال من آثار الفرشة عند التربية الأرضية، حيث يتم جمع البيض وفق أقشطة آلية، وخلال فترة الصقيع انخفض الإنتاج 5% فقط.
قيد التشغيل
وأشار إلى إنشاء معمل الكرتون الوحيد التابع لوزارة الزراعة، والذي كسر احتكار أطباق الكرتون، وسيؤمن فرص عمل عند تشغيله في الشهر الخامس من هذا العام، ومن المشاريع التي سيتم العمل بها العام الحالي معمل أعلاف /بيليت/ بعد أن أُنهيت دراسته بشكل كامل، وسيعطي منتجاً متكاملاً للعليقة.
دعماً للعملية الإنتاجية
لم يتخل المربون يوماً عن التربية، رغم النكسات، والخيبات، وحتى الخسائر، آملين اهتمام الجهات المعنية بتأمين كافة مستلزمات التربية، وتخفيض الأسعار، وإيجاد آلية لمنافسة القطاع الخاص، وكسر احتكاره، ليبقى صمود المربي داعماً للعملية الإنتاجية لتأمين مادتي لحم الفروج، وبيض المائدة.
دارين حسن-البعث