لسد الثغرات المعيشية تربية الحيوانات والزراعات المنزلية.. عمل استثماري إنتاجي وعائدية اقتصادية عالية

لسد الثغرات المعيشية تربية الحيوانات والزراعات المنزلية.. عمل استثماري إنتاجي وعائدية اقتصادية عالية

أخبار سورية

الجمعة، ١٢ أبريل ٢٠١٩

برزت في السنوات الأخيرة ظاهرة قد تبدو إيجابية بشكل مطلق، وهي تربية الدواجن والحيوانات المختلفة المنزلية، وزراعة الخضار في حدائق المنازل، وعلى أسطح المنازل، في خطوة قد تحمل العديد من التفسيرات ابتداء بتعبئة أوقات الفراغ، وصولاً إلى غايات اقتصادية، وصحية، وعملية توفير قد تكون بسيطة، وقد تتجاوزها إلى الاستثمارات المربحة في بعض الأحيان.
 
حيوانات أليفة
يرى الدكتور البيطري وسيم الجرف أن تربية الدواجن والحيوانات مثل: الحمام، والدجاج، والقطط، والكلاب، وفي بعض الحالات المواشي بشكل بسيط، تحمل في مضمونها عدة نقاط بين الإيجابية والسلبية يمكن الإضاءة على بعض منها، وفي حالة تربية الحمام على أسطح المنازل فإن هذه الحالة يمكن إدراجها تحت مسمى الهواية، أو باللفظ الشعبي (سوسة)، وتأتي كحالة تجارية في جزء منها، فهذا النوع من الحيوانات فيه مردودات اقتصادية مختلفة نتيجة التبادل التجاري، حيث تتعدى أثمان بعضها مليون ليرة للطائر الواحد، وأصبحت لها أماكن خاصة بها للتجارة يطلق عليها بالغالب اسم مقهى الحمام، بينما تختلف الحالة في تربية الدجاج لأنها ترتبط في الحالة العامة بأبناء الريف المتواجدين في المدن، حيث تربطهم بعاداتهم وتقاليدهم، وتوفر لهم المنتجات المختلفة من بيض، ولحم، ويسود الاعتقاد هنا أنها تندرج في إطار الحالات الصحية الصحيحة، ومعرفة المادة المستهلكة، سواء بالبيض، أو اللحم، بينما يؤكد الجرف أن حالة تربية الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب تختلف في مضمونها العام عن الحالات السابقة لأنها ترتبط بعدد من العوامل، أهمها الحالة الاقتصادية لمقتني هذه الحيوانات، لأنها تكون بالغالب لطبقة الأغنياء نظراً للظروف التي تتطلبها تربية هذه الحيوانات، وتأتي هذه التربية في إطار ملء الفراغ الذي يعيشه بعض أفراد الطبقة المخملية، وقد تتعدى أثمان بعض الحيوانات الملايين بحسب سلالتها، ونوعها، وشكلها، ويتم إخراج دفاتر صحية لها، والعناية بها أكثر من العناية ببعض طبقات البشر الفقيرة.
 
جدوى اقتصادية
بدوره المهندس الزراعي كنعان زيد أكد أن زراعة بعض النباتات المنزلية، سواء في الحدائق، أو على الأسطح تنقسم إلى شقين: الأول: التعلّق بالزراعة، ومحاولة ممارستها بشكلها البسيط في ظل الابتعاد عن الأرياف بسبب ضغوط الحياة، والاستفادة من هذه النباتات في الاستهلاك الغذائي، وهذه الحالة تنطبق على أبناء الريف الذين سكنوا المدينة بشكل عام، حيث تعتبر زراعة بعض أنواع الخضار والحشائش من أكثر الزراعات الرائجة في هذا السياق مثل: البندورة، والفليفلة، والبصل، والبقدونس، والنعناع، ويأتي الاهتمام بها لجهة معرفة نوعية الخضار المستهلكة، ومقارنتها بالموجودة في الأسواق، في حالة تكون فيها الحالة العاطفية أكبر من الحالة الاقتصادية لأنها لا تكون ذات عائدات اقتصادية رابحة بقدر ما تكون ذات محتوى عاطفي في معظم الحالات نظراً لصغر المساحات المزروعة، وفي الشق الثاني تبرز العناية بالنباتات المنزلية، ونباتات الزينة التي يكون فيها للحالة الجمالية العامل الأكبر في إحضارها، وهذه النباتات تميل إلى أصحاب الطبقات الغنية نظراً لتجاوز أسعار بعضها مئات الآلاف من الليرات مثل: نبتة الغاردينيا، والنوسة، واليوغا، وغيرها من النباتات، وبالتالي فإن هذه الأنواع اكتسبت هذه الميزات نظراً لجمالها، وروائحها العطرية، وشكل أزهارها في موسم الربيع، وعدد مختلف من العوامل.
 
شغف
أما السيد أحمد الأحمد، وهو من مقتني طيور الزينة، ولديه حديقة مزروعة بمختلف النباتات، فيرى أن الحالة التي يمارسها تأتي لشغفه بالطيور، وحب الاستمتاع بأشكالها وألحانها، ولكي يصل إلى مرحلة الرضى يجب أن يوفر الجو الملائم، فقام بتزيين حديقته بمختلف أنواع النباتات، سواء نباتات الزينة، أو بعض الأشجار المثمرة مثل: الدوالي، والزيتون لإرضاء الذات أثناء جلوسه في حديقته، ولا ينكر الأحمد أنه استفاد بعائدات مادية كبيرة من خلال بيع وشراء الطيور، وقد تضاعف ثمن بعضها في السنوات الأخيرة حتى بلغ أكثر من عشرة أضعاف ما كان عليه قبل الأزمة، على سبيل المثال كان يشتري زوج الكنار بمبلغ 500 إلى 1500 ليرة، وأصبح اليوم يشتريه أو يبيعه بمبلغ يفوق 25000 ليرة، بينما طائر الحسون أو (النغل)، تضاعف بأكثر من ذلك حتى تجاوز سعر الطائر الواحد الـ 100 ألف ليرة وأكثر، لكن (سوسة) اقتناء هذه الأنواع هي العامل الفصل في الحالة التجارية، وهو ما أكسبها هذا الانتشار.
 
مشاكل وعقبات
رغم انتشار تربية الحيوانات على اختلافها، والعناية بالنباتات، والاستفادة منها جمالياً، ومعيشياً، وتجارياً، فإن الحالة غير سليمة نوعاً ما نظراً لعدم المتابعة الصحية بشكل كامل من قبل أصحاب هذه الهوايات، عدا عن مقتني القطط والكلاب، وهو ما يؤثر سلباً على الحالة الصحية، ويستوجب تعميق ثقافة العناية بالحيوانات وعزلها نظراً للأمراض التي قد تنقلها للبشر، والاتجاه نحو الأساليب العلمية في زراعة بعض النباتات القالبة للزراعة في جو المدن للوصول إلى حالة إيجابية، وإرضاء النفس، وممارسة هواية بشروط مقبولة وصحية.
مرهف هرموش-البعث