حصاد الرايات السود بنيران الجيش السوري في القلمون قريباً

حصاد الرايات السود بنيران الجيش السوري في القلمون قريباً

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢ سبتمبر ٢٠١٤

في ظل التمدد الداعشي وكثرة الحديث عما تُسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام وتنامي خطرها، تحاول جبهة النصرة أن تأخذ لها مساحةً من وسائل الإعلام ومكاناً على ساحة الإرهاب الإقليمية والدولية، لم يعجبها أن داعش أصبحت الرقم واحد على لائحة الإرهاب والأكثر شهرةً في نشاطها الإجرامي، فراحت تكثف من نشاطها في محاولة منها أن تقول للرأي العام بأنها موجودة ولم يأفل نجمها، عملية خطف الجنود اللبنانيين كانت الوسيلة لذلك، ثم استتبعته بالعزف على الوتر المذهبي مرةً أخرى عندما أفرجت عن خمس جنود ينتمون لمذهب معين دون غيرهم، ثم أردفت ذلك ببيان علني توضح فيه أن ما أسمته بمعارك تحرير قرى القلمون ستبدأ خلال أيام وأن أي مشاركة لعناصر حزب الله في تلك المعارك ضدهم يعني أن الجنود الشيعة المختطفين سيكون مصيرهم الذبح.
نجحت الجبهة الآن في إعادة تسليط الضوء عليها بعدما سرقت داعش منها كل الأضواء، لكن الأهم هو ما جاء في بيانها عن قرب معاركها في القلمون، في وقت تسيطر فيه داعش على الرقة ويتصاعد الحديث عن قرب ضربات جوية مركزة على تجمعاتها في العراق، النصرة تحاول ان تحوز لنفسها مساحة جغرافية مماثلة لتلك التي استولت عليها داعش لتنطلق منها إلى التمدد نحو مناطق أخرى.
في حال اندلاع معارك جديدة في قرى القلمون بالتزامن أيضاً مع تحرير عدة مناطق من الريف الدمشقي كالمليحة، والمعارك الشبه نهائية التي تشهدها جوبر، ستكون القلمون بمثابة اختبار ومغامرة بالنسبة للنصرة، فهي إن فشلت ستكون بمثابة نهاية لحكايتها وتقزيم لها أمام داعش، أما إن نجحت في الاستيلاء على بعض القرى في القلمون فإنها سترفع من معنويات مقاتليها والمتأثرين بها، بالطبع ستترافق نجاحاتها بارتكاب مجازر مهولة لا سيما في المناطق التي تضم أقليات كمعلولا وصيدنايا وسيتم تدمير وتدنيس أديرة وكنائس، لكن ردة الفعل الدولية ستتضاعف عندها في الإصرار على محاربة الإرهاب وقد يكون هناك قرار بتوسيع الضربات الجوية لتكون أبعد من مواقع داعش في العراق وسوريا لتتخطاها أيضاً إلى مواقع النصرة في كل مكان لا سيما في القلمون ولبنان.
لبنان بطبيعة الحال سيدخل اللعبة وستكون مناطق تواجد النصرة فيه مسرحاً محتملاً لصواريخ الطائرات التي يمكن أن تتعدد جنسياتها، وقتها هل ستتشكل معضلة مخاوف حزب الله من استغلال مشاركة طائرات غربية وأمريكية بالتحديد من أجل تنفيذ طلعات تجسس أو ضرب مراكز تابعة للحزب بالخطأ، أم هل سيكون هناك تعاون أمني معلوماتي بين الحزب و محاربي الإرهاب عبر الدولة اللبنانية كوسيط؟.
بالعودة إلى سوريا فإن جبهة القلمون إذاً باتت مرشحة للعودة إلى الاشتعال بعد بيان النصرة الآنف الذكر، بعد ما يحدث في جوبر سيعيد المسلحون حساباتهم جيداً لا سيما بعد استخدام الجيش العربي السوري لأسلحة جديدة فيها الأيام القادمة قد تكون أيام حصاد النصرة في القلمون بنيران الجيش السوري، وستكون القلمون متممةً لنصري المليحة وجوبر وممهدةً لبداية القضاء على حلم أصحاب الرايات السود في نشر سوادهم على الأرض السورية.