القصة الكاملة لقطع مياه الفيجة عن العاصمة.. هكذا عطّشت (الثورة) الدمشقيين!

القصة الكاملة لقطع مياه الفيجة عن العاصمة.. هكذا عطّشت (الثورة) الدمشقيين!

أخبار سورية

الجمعة، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

أيام عشرة مرت على بدء العملية العسكرية لقوات الحرس الجمهوري والدفاع الوطني في قرى وادي بردى من بسيمة إلى الخضرا ودير مقرن وصولاً إلى عين الفيجة التي تحوي نبع عين الفيجة والذي يشكل مصدراً أساسياً لإرواء عطش دمشق والذي يقع على طول مجرى نهر البردى على مسافة تقدر ب ١٨كم شمال غرب العاصمة دمشق ويعد النبع في بلدة الفيجة أخفض نقطة بالاتجاه الجنوبي الغربي للحوض المائي الممتد من بلدات مضايا وسرغايا وبلودان ورنكوس وعسال الورد وباتجاه الشمال الشرقي حيث تصل بعض القمم الواقعة في الحوض الصباب إلى ارتفاع ٢٦٢٩م فوق سطح البحر وعند اتحاد نبع الفيجة مع نهر بردى عند قرية «الفيجة» مكوّناً الرافد الرئيسي لبردى إذ تصل غزارته إلى ضعف غزارة نهر بردى تقريباً مما جعل هذا النبع ومنذ القِدم واهباً الحياة للعاصمة دمشق.
في بداية العام ١٩٣٢ وبجهود وطنية عمل لطفي بن الحاج حسن الحفار على تنفيذ مشروع جر مياه نهر الفيجة إلى منازل الدمشقيين، وبعد ذلك تحول المشروع الخاص إلى مشروع عام وضعت الدولة السورية يدها عليه وطورته وحدثته ووسعت المشروع ليكفي العاصمة دمشق من احتياجاتها من المياه واستمر العمل بالمشروع وتطويره حتى منتصف العام ٢٠١١ حيث بدأت الأزمة السورية التي مرت بأكثر من مرحلة لنصل إلى الصراع المسلح مع الميليشيات المسلحة الإرهابية حيث استطاعت تلك الميليشيات السيطرة على عدد من قرى وادي بردى وأهمها مشروع عين الفيجة لتبدأ بمرحلة استفزاز الدولة السورية ومحاولة الضغط عليها بتعطيش سكان العاصمة دمشق بأكثر من فترة زمنية.
بتاريخ السادس عشر من الشهر الجاري بدأت العملية العسكرية للجيش السوري من أجل السيطرة على وادي بردى بالكامل حيث أن المجموعات الإرهابية المسلحة التي تنتمي إلى الجيش الحر وجبهة النصرة والتي يقدر تعدادها ب ١١٠٠ مسلح يعانون من نقص في الأسلحة والذخيرة حسب مصادر ميدانية لـ "دمشق الآن" في وادي بردى.
العملية العسكرية وخلال الساعات الأولى استطاعت القوات بسط السيطرة على ٦٠٪ من قرية بسيمة وطـوقت القوات وادي بردى وتمترست على القمم والمرتفعات من أجل البدء بالعملية الكبرى لتحرير وادي بردى بالكامل وقدّرت الفترة الزمنية المتوقعة لانتهاء العملية ما بين ٣٠ إلى ٤٠ يوماً على الأكثر، وبعد ٤٨ ساعة على بدء العملية العسكرية قام مسلحون من جبهة النصرة باقتحام عين الفيجة وقطع المياه عن العاصمة دمشق لأول مرة منذ جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض دمشق.
المسلحون هددوا في بيان صدر عبر مواقعهم بتفجير نبع عين الفيجة بشكل كامل إذا لم تتوقف العملية العسكرية وتراجع الجيش السوري إلى مواقعه السابقة في أشرفية الوادي إضافة الى إطلاق عدد من المسلحين في السجون وفتح الطرق وإدخال معونات غذائية.
ما حصل أمس الثلاثاء هو انتفاضة أكثر من ٢٠٠ رجل وامرأة وتوجههم إلى مركز عين الفيجة وحصل تلاسن مع المسلحين واشتباك بالأيدي للضغط عليهم في حين كانت مدفعية الجيش تقصف مواقعهم بشكل عنيف ونتيجة لذلك أرسل المسلحون ثلاثة أشخاص للتفاوض وفق شروط جهزوها من أجل ضخ المياه من عين الفيجة وكانت على النحو التالي:
- تراجع الجيش السوري إلى أشرفية الوادي والتخلي عن المناطق التي سيطر عليها في بسيمة.
- إعادة التيار الكهربائي وإدخال شاحنات من المعونات والأغذية لوادي بردى.
- إطلاق سراح عدد من المسلحين الموجودين ضمن السجون.
الشروط التي عرضها المسلحون رميت في القمامة جميعها وتم الاتفاق بشكل مبدئي على ضخ المياه من عين الفيجة مقابل إيقاف إطلاق النار فقط وتثبيت الجيش في مواقعه التي سيطر عليها وإعادة تفعيل المصالحة الوطنية في المنطقة، وهذا ما تم الاتفاق عليه بشكل مبدئي حتى مساء اليوم ٢٦-١١-٢٠١٤ حيث ضخت المياه من عين الفيجة لكن ليس بالاستطاعة الكاملة.
ضابط ميداني في المنطقة تحدث لـ "دمشق الآن" وقال بأن المسلحين قد تلقوا خسائر كبيرة خلال الأيام العشرة الماضية وتجاوز عدد قتلاهم ٥٥ مسلحاً إضافة إلى إصابات في صفوفهم تجاوزت ال ٧٠ مسلحاً، وقال بأن العملية العسكرية لن تتوقف وستستمر في الوقت المناسب الذي لن يستطيعوا استخدام سلاح المياه فيه وتعطيش سكان دمشق الذين قالوا بأنهم مستعدون للصبر والتحمل مقابل إنهاء هذه المهزلة بالكامل.. وهذا ما سيحصل فتحرير وادي بردى صدر والتنفيذ ليس ببعيد.