النصرة تتجه للإنسحاب من القلمون

النصرة تتجه للإنسحاب من القلمون

أخبار سورية

الجمعة، ٣٠ يناير ٢٠١٥

مئةٌ وسبعون مقاتلاّ بالتمام والكمال، هو عديد عناصر جبهة النصرة اليوم في منطقة القلمون السورية، التي تمتدّ من حدود الزبداني في الجنوب الغربي نحو جرود عرسال في الشمال الشرقي لسلسلة جبال لبنان الشرقية. هذا العدد المتواضع من المقاتلين يعود لسببين جوهريين:
1. موت عدد كبير من المقاتلين منذ معركة القصير وصولاً إلى المعارك المتنقلّة في عرسال وجرودها، مروراً بمعركة يبرود.
2. مبايعة عدد كبير من المقاتلين المنضوين تحت لواء جبهة النصرة، تنظيم داعش الإرهابي.
كان أمير جبهة النصرة في القلمون أبو مالك التلّي منذ أشهرٍ عدّة أمام خيارين لا ثالث لهما، الأوّل يتمثّل بمبايعة تنظيم داعش الإرهابي والذي عرض عليه العديد من مبعوثيه تسلّم إمارة التنظيم في القلمون في حال وافق على المبايعة. الخيار الثاني كان القتال.
درس أبو مالك الخيارين، عقد العديد من جلسات التشاور مع من أُرسلوا للقائه من الرقة والموصلز النتيجة التي خلصوا إليها حينذاك كانت تحريم التقاتل بين النظيمين شبه التوأمين.
بقي مفعول هذا الإتفاق سارياً لما بعد معركة عرسال بشهر ونصف، وتحديداً مع وصول أبو الوليد المقدسي من الرقة، حيث تسلّم الأمرة الشرعية لداعش، بعدما كان قد تلقّى تكليفاً شرعياً بذلك من الأمير العام للتنظيم أبو بكر البغدادي.
يتداول المقاتلون فيما بينهم أنّ "أبو الوليد يكره النصرة". بناء على هذا رفض أبو الوليد التواصل مع جبهة النصرة، أمهلهم عدة مرات ليبايعوا "الدولة الإسلامية" دون أن ينجح بإستقطاب الجميع، ولكن الأكيد أنّه نجح بقص جناح جبهة النصرة في القلمون، ونجح أيضاً برفع أسهم تنظيمه عبر زيادة عدد المقاتلين تحت لوائه، وكذلك التمكّن من السيطرة على مناطق عدة على الحدود، لم يكن لداعش أي وجود فيها إن عدنا بداتا إنتشار الإرهابيين أشهراً إلى الوراء.
اليوم، يؤكد مصدرٌ ميداني ل"سلاب نيوز" أنّ جبهة النصرة قرّرت الإنسحاب من منطقة القلمون السورية. يشكّل هذا الخبر بحد ذاته صدمة لكل المتابعين. كيف للنصرة التي تقاتل في هذه المنطقة منذ العام 2012 أن تترك كل ما عملت عليه لثلاث سنوات متتالية وتغادر بخفّي حُنين؟
يأتي هذا القرار بعد معارضة أبو مالك التلّي مبايعة داعش، وكذلك حسم أمره بعدم قتال داعش، نظراً لفارق الإمكانيات الكبير. وجهة عناصر النصرة في القلمون لم يتم حسمها حتى الساعة، ولكن يفيد المصدر أن التلّي يدرس إمكانية التوجّه نحو درعا، كما يدرس إمكانية الإنتقال إلى غوطة دمشق.
العالم بمسار الأمور يدرك بشكل منطقي أنّه لا إمكانية لتأمين طريق سالك يربط القلمون بأيّ من المنطقتين المذكويتين، فيما قد يخبّئ التلّي حلولاً جديدة لتأمين خروج عناصره، أبرزها إمكانية الضغط على الدولة السورية عبر المفاوض اللبناني ليكون بعد ذلك الجنود اللبنانيين المختطفين لديه هم ثمن تأمين هذا الطريق. حلٌّ يشبه نوعاً ما، ما حصل في حمص القديمة، مع إختلاف الفدية والتفاصيل هذه المرة.
هذا ما تريده النصرة، ولكن مسار الأمور من ال2012 وحتى اليوم يجزم أن النصرة تريد وداعش يريد، والجيش السوري الممسك بالأرض، يفعل ما يريد.