سلمية تشيِّع شهداء المبعوجة الـ52...القضاء على أعداد كبيرة من إرهابيي داعش و«النصرة» في أرياف حمص.. وتسوية أوضاع عشرات المسلحين

سلمية تشيِّع شهداء المبعوجة الـ52...القضاء على أعداد كبيرة من إرهابيي داعش و«النصرة» في أرياف حمص.. وتسوية أوضاع عشرات المسلحين

أخبار سورية

الأربعاء، ١ أبريل ٢٠١٥

قضت وحدات من الجيش العربي السوري على أعداد كبيرة من إرهابيي داعش وجبهة النصرة بريفي حمص الشرقي والشمالي، في وقت تمت تسوية أوضاع العشرات من المسلحين الذين سيلتحقون في صفوف الجيش لقتال التنظيمات الإرهابية المسلحة، على حين شيعت حماة شهداء قرية المبعوجة الـ52.
 
وفي التفاصيل فقد قضت قوات من الجيش على أعداد كبيرة من إرهابيي داعش و«النصرة» وكتائب وميليشيات أخرى بعضهم من جنسيات عربية وأجنبية ومنهم قياديون في النصرة بعد تنفيذ سلسلة عمليات مركزة استهدفت خلالها عبر سلاحي الجو والمدفعية معاقلهم ومواقعهم في قرى ومناطق بريف حمص الشرقي، على ما ذكر مصدر عسكري في مدينة حمص لـ«الوطن».
وعلى خط مواز استهدف الطيران المروحي ومدفعية الجيش عدة مقرات وتجمعات للتنظيمات الإرهابية المسلحة في مدينة الرستن وبحارة الفرزات بالرستن التحتاني في ريف حمص الشمالي، ما أدى لتدمير تلك المقرات والتجمعات بشكل كامل وسقوط العديد من إرهابيي النصرة وكتائب الفاروق وفيلق حمص بين قتيل وجريح إضافة لتدمير عربة بمن كان يستقلها من إرهابيين بالقرب من جامع الحسين بالرستن التحتاني.
وفي جانب آخر وحسبما أفادت مصادر أهلية وأخرى مطلعة في حمص لـ«الوطن» فقد تصدت قوات من الجيش بالتعاون مع قوات الدفاع الشعبية والأهالي ليلاً لمحاولتي اعتداء وتسلل مجموعات إرهابية مسلحة من قريتي الصالحية والطرفاوي باتجاه بلدة أبو العلايا ومن قريتي الصالحية والمشيرفة الشمالية باتجاه قرية خطاب الواقعتين في ريف بلدة جب الجراح بريف حمص الشرقي، وذلك بعد مواجهات عنيفة امتدت حتى ساعات الفجر واستخدم فيها الإرهابيون جميع أنواع الأسلحة الرشاشة والقناصة والقذائف الصاروخية وأدت إلى مقتل عدد كبير من الإرهابيين المهاجمين وإصابة آخرين من أفرادهم وإرغام الباقين على الانكفاء والتراجع بعد تدمير عدد من آلياتهم الثقيلة.
من جهة ثانية، وبجهود لجان اللقاء الوطني وبالتعاون مع السلطات الأمنية المختصة تمت تسوية أوضاع 155 مسلحاً من حي دير بعلبة ومناطق القصير والرستن وتلبيسة والبويضة الشرقية ونقيرة وشنشار والدار الكبيرة والمشاهدة وتل الشور وكفرعايا والريان بريف حمص، بعد أن سلموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة التي بدورها أخلت سبيلهم على الفور بعد تعهدهم بعدم العودة لحمل السلاح أو المساس بأمن سورية ومواطنيها مستقبلاً حسبما أفاد مصدر أمني لـ«الوطن» وأكد أن معظم هؤلاء المسلحين الذين سووا أوضاعهم سيلتحقون في صفوف الجيش العربي السوري لقتال التنظيمات الإرهابية المسلحة.
بدورهم المسلحون الذين سوّوا أوضاعهم أكدوا لـ«الوطن»، أنهم سيتسلحون من جديد ليقاتلوا تحت لواء القوات المسلحة لملاحقة التنظيمات الإرهابية المسلحة ومواجهة العدو الإسرائيلي، طالبين من الشعب السوري المغفرة والصفح عن أخطائهم وتجاوزها لأنهم عادوا لرشدهم وجادة صوابهم مشيرين إلى أنهم سيقاتلون بكل بسالة لتطهير وطنهم سورية من الإرهاب التكفيري المدعوم من دول الخليج وخصوصاً السعودية.
وفي حماة، ارتدت سلمية يوم أمس ثوب الحداد إجلالاً لأرواح شهداء قرية المبعوجة الـ52، الذين أعمل فيهم تنظيم داعش سواطيره وسكاكينه ونيرانه - وبينهم أطفال وعجائز ونساء وأفراد أسر كاملة - وهم نيام في بيوتهم الفقيرة، وخرجت المدينة في موكب رسمي وشعبي مهيب، في تشييع الشهداء من ساحة الشهداء إلى مقبرة الشهداء ووارتهم الثرى.
وتقدم جموع المشيعين أمين فرع حماة لحزب البعث العربي الاشتراكي مصطفى السكري ومحافظ حماة غسان خلف، وعدد من علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي الذين أكدوا أن هذه الجريمة النكراء التي ارتكبها داعش في المبعوجة، وقتل وأحرق فيها أسراً بكاملها لمجرد ولائها للوطن، هي وصمة عار في جبين الإنسانية والمتشدقين بالدفاع عن حقوق الإنسان الذين لم يُسمع لهم صوت يدين مرتكبي هذه المجزرة المروعة التي ذهب ضحاياها أطفال ونساء وعجائز أبرياء.
أكد المشيعون أن إرهاب داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، لن يؤثر فيهم شيئا، ولن يمنعهم عن حب سورية وقتالهم من أجلها حتى الرمق الأخير، ولن يثنيهم عن مواقفهم المؤيدة لسورية أرضاً وقيادة وشعبا قيد أنملة.
وأكد عدد من أهالي الشهداء لـ«الوطن»، أن إرهابيي داعش ارتكبوا مجازر عنيفة بحق عائلات بكاملها، ومن بين الشهداء مسنّون تجاوزت أعمارهم الـ70 عاما، منهم الشهيد نورس حسن الحاج يوسف وعمره 75 سنة، ومنهم أطفال، كالطفل ليث أسامة الجندي تولد 2003، وعلي أسامة الجندي تولد 2001، وأمهما ختام فارس الشيخ علي تولد 1976. وأكد رئيس مشفى سلمية الوطني نوفل سفر أن هناك 3 جثث لشهداء محروقة بالكامل وجثتين لامرأتين مجهولتي الهوية حتى الساعة.
من جانبه، أكد مصدر عسكري لـ«الوطن»، أن هذه الجريمة المروعة التي ارتكبها الدواعش في المبعوجة، جاءت بعد 10 أيام من هجوم التنظيم على بلدتي الحنيطة والشيخ هلال بالريف الشمالي الشرقي لمدينة سلمية ما تسبب باستشهاد 70 مواطناً.
وقبل ذلك بيومين، هاجمت «جبهة النصرة» بلدة الكافات بريف سلمية الغربي بسيارتين مفخختين ما تسبب بسقوط شهداء وجرحى من المدافعين عن البلدة.