المتآمرون

المتآمرون

افتتاحية الأزمنة

الثلاثاء، ١٦ يونيو ٢٠١٥

ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعاً، (منظومة أهل الكهف) حينما استيقظوا، وأرسلوا بأحدهم، ليحضر لهم طعاماً، وفي حقيقة الأمر ليطّلع على النظام السياسي القائم نتاج نومهم تلك المدة، التي اعتبرها المفسر الإسلامي، أنها الفرق بين القمري والميلادي، وفي حقيقة الأمر، أن هذا الرقم مع المتوقع من القائمين عليه، الثلاثة (الثالوث المقدس) وكلبهم الحارس، وخمسة (القبضة على العالم) وكلبهم الصائد، وسبعة (المجموعة الاقتصادية) وكلبهم المزبد، والذي أعنيه من يحكم العالم في غياهب الأسرار، المختبئ خلف كل مبهر وبراق، والمؤلف من بنوك عالمية، اتحادات اقتصادية، شركات سلاح، مخابر دواء عالمية، مؤسسات إعلام ضخمة، منظمات سرية، أيباك- ميسن- صهيون- حراس الهيكل- أو المعبد CIA -MI6  موساد، أوراق اللعبة بيد من؟ ومن أجل ماذا يلعبون؟ وبمن يتلاعبون؟ الـ KGB المسؤولة عن المليار الاشتراكي، أبدعت مفهوم المليار الذهبي، والذي عنت فيه، أن ثراء الغرب صاحب المليار البشري الغني قائم على استغلال العالم الثالث، ومنه تدعو إلى ضرورة الحدِّ من حرية التدخل الأجنبي في الاقتصاد الدولي، عالم الشمال ضد عالم الجنوب، لماذا؟ ولماذا ليس هو ضد بعضه؟ لكنه ضد روسيا في الاقتصاد؟ حيث يعتبر أنها الثامن، لنتفكر في الثلاثة زائد واحد، والخمسة زائد واحد، والسبعة زائد واحد، فمن أجل ماذا تنشأ الحروب، وتتطور الأحقاد؟ يلقى بالناس في أتونها وقوداً مستمراً، يحترق بنارهم سواد البشر الضعيف، يبقى الأقوياء، فكرة المليار الغني، الطبقة المالكة، التي تسود العالم، وتسوسه كقطيع، من يشرد، يضرب، أو يرمى، يخرج من المعادلة، لتبقى الفكرة أقوى من الجميع من كل دولة، هناك لاعب رئيس يدخل، يحمل أوراقه، يلقي بها على طاولة البقاء، يربح، يستمر، يخسر، يدمر، ينهي، السرّ يكمن في الحاكم الدولي، إله المال الحاكم المتحكم بكل شيء.
الحرب العالمية الأولى، من أسبابها الانهيار الاقتصادي الذي حدث في أوروبا، نتاج امتصاص الثورة الصناعية للمال، وحاجتها لإظهار ما أنتجت، كان هذا قبل الحرب التي بدأت عام 1914 بعشر سنوات، أيضاً كان الانهيار الثاني للاقتصاد الأوروبي، وظهور أميركا اللاعب الأقوى عالمياً، والذي يتطلع من البعيد على العالم، فحدث في عام 1930، إلى أن بدأت الحرب في عام 1939. الحرب العالمية الثانية، وهي أيضاً نتاج الانهيار الاقتصادي الهائل، الذي حدث في أوروبا، وحتى أميركا، البورصات والأسهم، والذي بدأ منذ عام 2007، لتشتعل نيران الحرب العالمية الثالثة بدءاً من الشرق الأوسط في عام 2010، وهي مستمرة تزداد نيرانها رويداً رويداً، وأجزم أنها لن تتوقف إلى أن ينهار العالم الثالث برمته، جنوب آسيا، شرقها وغربها، إفريقيا، أميركا اللاتينية، أؤكد أنها لن تشتعل في عالم الشمال، أي إن الأرض في الجنوب يابسة، والشرارة التي أشعلت نيران الشرق الأوسط، تتدحرج بهدوء، لتلتهم جميع ما ذكرت، باستثناء عددٍ لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وربما كان من هذه الأصابع دولة الإمارات على صعيد وطننا العربي، إلا أن الجميع سيكتوي بهذه النيران.
قد يسأل البعض معقول هذا!! فأجيب، إن الكثافة البشرية التي وصل تعدادها إلى سبعة مليارات ونيف، بدأت تلتهم الأخضر واليابس، وشعور الجميع بأنّ الحروب القادمة، ستقوم على الماء والهواء والتراب؛ أي الغذاء، وعلى الرغم من محاولات عالم الشمال الحدّ من هذا العدد الهائل عن طريق الحروب البيولوجية، والتي بدؤوها بالإيدز، والمتوقع منه أن يحصد مئات ملايين البشر منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي، والذي لم يؤتِ ثماره، فأنجزوا إنفلونزا الطيور في الصين، وبعده جنون البقر، ومن ثمَّ إنفلونزا الخنازير، ومرض الإيبولا، من أجل ماذا كل هذا، الغاية واحدة وهي القضاء على السواد الأعظم من البشرية، ولأن نظرية المليار الغني القائمة من الأغنياء اللاعبين المسيطرين على الإبداعيين، من المفكرين والمثقفين المبررين لوجود هذه الطبقات، وحاجة هذه الطبقات لطبقة العمال المثابرين القنوعين، وحصرهم ضمن دائرة الإنتاج والصرف والاستهلاك فقط.
إذاً، إنَّ ضرورة وجود المتآمرين العالميين، الذين يشغلهم استمرارهم فقط، والحرب العالمية الثالثة التي بدأت تدور رحاها، كما استعرضت في عجالة، على جغرافية الوطن العربي، الذي امتلأت بلدانه بكل شيء، السلاح والأدوات والإنسان، بدأت تتجه إلى التفكير في أحواله، والتحول إلى الإنتاج النووي الذري، الزراعي، الصناعي، الإبداعي، كيف يكون هذا والنظرية تقول: إذا كان هناك منتج، فلا بدَّ أن يكون أمامه مستهلك، فإذا أنتج الجميع،  اشتعلت الحرب، المنتصر فيها للمنتج الأقوى، الأضعف يعود إلى قاعدة الاستهلاك، وهذا ما يجري على الساحات التي حاولت التطلع إلى الأعلى، حقيقة الأمر، أنها أخافت مجموعة المليار الأول، فكان لا بدَّ من بدء الحرب العالمية الثالثة، ولكن بشكل مختلف عن سابقاتها، فالأرض أرض عالم الجنوب، وملايين القتلى منه، والدمار الاقتصادي والاجتماعي في البنى الاقتصادية الفوقية والتحتية تجري فيه، لماذا مرة ثانية، نسأل عن الغاية التي من المفترض أن تكون واضحة جداً، تتجلى في تعزيز النهب الكامل لثروات عالم الجنوب، وتحويله بشكل نهائي إلى مستهلك نهم، بعد التراكم الهائل الذي حدث ضمن بلدانه، من مواد ومعدات وآلات، وفكر علمي واقتصادي واجتماعي، كاد يمكنه تحت مسمى الاكتفاء الذاتي من الإقلاع بما يملك، وطموحه الوصول إلى مستويات منافسة، نحن نشرح هذه الأفكار ونطابقها مع الواقع، لتكون النتيجة مشاهدة من الجميع، الصعب يمرّ من بيننا، والأصعب يخطط له بدقة، ويستمر بعد أن انطلق تحت مسميات براقة مغرية، الحرية الديمقراطية، التغيير، الربيع، وفي جوهر كل ذلك حرب عالمية ثالثة، بدأت لغاية واحدة، تحقيق بقاء النخبة، والخفض قدر الإمكان من ستة المليارات إنسان الخادمة لذاك المليار، وإعادتهم لنظام تعلم الزحف، ومن ثمَّ الحبو من دون الوقوف، إلا عبر مساعداتهم؛ فهل ندرك حجم المؤامرة، والمتآمرون يقودونها عن بعد، عبر أدوات تتحرك بأجهزة التحكم عن بعد، هلّا تفكرنا في بعض ما طرحناه وإلى أين نحن ذاهبون؟!!
د.نبيل طعمة