3 سنوات و40 دولة

3 سنوات و40 دولة

افتتاحية الأزمنة

السبت، ١٨ أكتوبر ٢٠١٤

على الأقل حاجة الغرب بعديده وعتاده وجبروت سلطانه للقضاء على داعش قالها بالفم الملآن زعيم زعماء قواه أوباما، بعد أن قدّم اعترافاً بأنّ استخباراته لم تستطع تقديم معلومات دقيقة عن قوة وقدرة وسرعة حركة هذا التنظيم الذي يدعونا إلى البحث في أسرار نشأته، وهل حقاً شكّل للجميع مفاجأة الموسم وقنبلتها التي انفجرت في لحظة الدهشة، أم إنّه برنامج أُلقي على المنطقة، أخذ الغائبين والغافلين إلى الاستفاقة مما هم منه وعليه، والذي قادنا للبحث والتساؤل حول هذا العنوان هو لماذا علينا الانتظار؟ ونحلل متوقعين أنّ ما يجري لا يحمل رائحة المؤامرة، بل نؤكد على أنّه المؤامرة بعين ذاتها فكيف بها تفعل بنا ولا نستفيق على خطوطها وخطواتها التي تستهدف تدمير إنساننا وشجرنا وحجرنا، مواردنا ومنتجاتنا ومصادرنا، مائنا وهوائنا، مياه أمطارنا بمنع السحاب من المرور في أجوائنا والغمام من الهطول فوق حقولنا، إنّهم يعملون على تجفيفنا لا إحداث الجفاف على أرضنا بدلاً من تجفيف منابع الإرهاب الذي طالبنا ومنذ نهايات السبعينيات من القرن الماضي بضرورة تجفيفه، والبحث في قوانين تنهيه أو على الأقل تجفف منابعه وتحصره ضمن بيئاته الراعية له، ونحن نؤكد أنّنا لسنا منه، فيسهل القضاء عليه. ثلاث سنوات تضاف إلى أربع سنوات من عمر ما أطلقوا عليه الربيع العربي الدموي ليصبح المجموع سبع سنوات وهو عمر ولادة التكوين، أي إعادة الأمتين العربية والإسلامية إلى نقطة الصفر، مستفيدين خلالها من حجم التدمير الهائل للبنى الفوقية والتحتية، المهم أن تدور عجلات آلاتهم، ولنقرن السبع سنوات بمجموع الدول السبع، وأنهم أرادوا تحالفاً من أربعين دولة وهو رقم استثنائي لم يختاروه من فراغ، فموسى النبي واعد ربه أربعين ليلة على جبل الطور لينفرج تيههم الذي استمر أربعين سنة في سيناء، وأنزل الرب المن والسلوى على بني إسرائيل أربعين سنة، وقبلهم أعطى يونس النبي قومه أربعين يوماً حتى يؤمنوا، ويخلق من الشبه أربعين أي أن تتوافق جميعها على أمر، ومحمد النبي بلغ النبوة مع الأربعين من عمره، وأربعون النفساء وأربعون الميت، وأربعون المرافئ (الكرتنه أو الكرنتينا) وهي مدة الحجر الصحي، وكذلك الخلوة أربعون يوماً، ومن عاشر القوم أربعين يوماً صار منهم، وأوباما والأربعون دولة، ورجال الأربعين القابعون في صدر قاسيون، وأربعينية الصيف، وأربعينية الشتاء، وسن اليأس يبدأ من الأربعين عند النساء، والشيطان يجرب الرب أربعين يوماً ( مرقس 12:1)، وعلي المكرم من العلي القدير يقول: كلوا الرمان بشحمه فما من حبة منه تستقر في بطن مؤمن إلا أنارت ونفت الشيطان والوسوسة عنه أربعين صباحاً، وجبريل الملاك أوصى الرسول العربي بالأربعين من الجوار، والأربعين من العمر تعني سن اكتمال العقل والرجولة، والمدة بين القيامة والصعود كانت أربعين ليلة، وصيام السيد المسيح أربعون يوماً ملتزماً بالزهد لكي نحيا، وأمطر الرب أربعين يوماً وليلة على الأرض لإبادة الخليقة العتيقة بالطوفان، وهنا أعود لأقول عن العلاقة القائمة بين طلب أوباما تشكيل أربعين دولة للقضاء على داعش ومجموعة السبع الاقتصادية وربط هذا وذاك بالمقدس وإمطار الرب لشعوب المنطقة الذي أحدث الطوفان ولم ينجُ منه إلا المتنورون على سفينة نوح، وهل المقصود من إحداث الفوضى المسماة خلاقة وفي جوهرها هدامة إعادة مراحل الطوفان إلى أرض الطوفان الأولى الواقعة ما بين جبال طوروس وبحر العرب، حيث جرى في حينها إبادة شعوب المنطقة برمتها وإعادة تكوينها من جديد، وأيضاً من مبدأ المقدس القرآني القائل (إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ)، وحينما يخرج علينا قادة الغرب قائلين إنّهم يعملون على إنتاج إسلام جديد يعم هذه المنطقة من العالم والتي تدعى بالشرق الأوسط يستطيعون التعامل معه وبناء إنسانه على أسس جديدة، ألا يدعونا كل هذا للتوقف عند الذي حصل ويحصل، والتفكير الجدي والعقلاني بأنّ كل ما حدث ما هو إلا مخطط خفي أخذ بالظهور إلى العلن، فكيف بنا نتعامل معه؟ والسؤال الذي يطرح نفسه؛ من سيذهب ضمن هذه المعادلات الرقمية الهائلة، ومتى سنكون قادرين على تفكيك شيفراتها وتحليل أسرارها وامتلاك نواصي علومها؟ فما من رقم يطرحه الغرب أو يشيد عليه بُناه إلا كان علماً حقيقياً خفياً مثل الرقم خمسة عدد أعضاء مجلس الأمن الدائمين، وكنت قد شرحته في مقالاتي السابقة والذي يعني القبضة، ورقم ثمانية والذي عنى أيضاً قف والسيطرة على العالم، وباقي الأعداد كلٌ له قيمه العلمية الفكرية وقوة سيطرته على الفكر الإنساني.
لم يقل أوباما أرقامه من فراغ، ولم ينشأ العالم إلا من خلال علم العدد والرقم، فمسيرته الكونية قائمة على الحساب ومعادلاته الهندسية الدقيقة ورموزه المتشكلة من النقاط الدقيقة، وخطوطه المتحولة إلى دوائر ومثلثات ومربعات ومستطيلات متساوية ومنحرفة وشبه منحرفة، لا ينبغي لنا أن نبقى ضمن دائرة التعليم، فالذي يعلمنا يمنع عنا امتلاك علوم العلم، فانتشرت فيما بيننا الأمية العلمية والفكرية وامتلكنا فقط لغة كتابية، هل ننتبه والعالم يريد أن يمحو وجودنا ويعيد بناءنا على شاكلته.  
د. نبيل طعمة