لماذا يجند "داعش" مواطني دول آسيا الوسطى؟

لماذا يجند "داعش" مواطني دول آسيا الوسطى؟

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٨ يناير ٢٠١٧

 قال تقرير أمريكي إنه إذا واصلت سلطات دول آسيا الوسطى تجاهل حياة شعوبها المريرة فمواطنوها سوف ينخرطون في صفوف "داعش" أكثر فأكثر.
وأشارت مجلة "The National Interest" إلى مشاركة مواطنين من دول آسيا الوسطى، وخاصة من أوزبيكستان وقرغيزيا في هجمات إرهابية في اسطنبول، من بينها الهجوم على مطار أتاتورك وعلى الملهى الليلي في رأس السنة.

ولفتت المجلة إلى أنه يتعذر في الوقت الحالي تحديد عدد مواطني قرقيزيا(قيرغيزستان) وأزبيكستان والدول الأخرى بالمنطقة، الذين يقاتلون في صفوف تنظيم "داعش" في العراق وتركيا، مشيرة إلى أن موقع "The Diplomat" الإخباري يفيد بأن هؤلاء يُستخدمون أساسا بمثابة قنابل متفجرة في تنفيذ الأعمال الإرهابية الانتحارية.

 وذكر التقرير أنه بتجنيد مواطني أوزبيكستان وقرغيزيا لتنفيذ أعمال إرهابية في تركيا، يستغل تنظيم "داعش" ميزة أن شعوب تلك المنطقة ذات الأصول التركية لها قواسم لغوية وثقافية مشتركة ويصعب تمييزهم داخل المجتمع التركي، على النقيض من العرب. ورأى أن دول آسيا الوسطى، بما انها شهدت قلاقل واضطرابات عاصفة بعد انحلال الاتحاد السوفيتي، فقد أصبحت تربة خصبة لنشاط "داعش" التجنيدي.

 ورأت المجلة الأمريكية أن انهيار الاتحاد السوفيتي اسهم في اندلاع مرحلة الحرب الأهلية الأخيرة في أفغانستان وأدى إلى بدء نزاع في طاجيكستان، وان تلك الأعمال العسكرية قامت بها حركة طالبان والحركة الإسلامية الأوزبيكستانية، التنظيم الأقل شهرة، معددة مظاهر الصراع بين هذه الدول حديثة النشأة، وممارسات أنظمتها التي قالت إنها فاقمت من سوء الأوضاع المعيشية ومن انهيار الخدمات الأساسية وخاصة التعليم.

 وشدد التقرير على أن إحجام دول آسيا الوسطى عن إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، وعدم رغبتها في تخفيف قبضتها على الأحزاب الإسلامية، يمكن أن يسهم في تعزيز الصراع الذي يؤججه تنظيم "داعش" في المنطقة، وزيادة حصيلة الهجمات الإرهابية التي يقوم بها مواطنو هذه الدول في الخارج، لافتا إلى أن أحداث إسطنبول الأخيرة تظهر بشكل جلي أن مواطني دول آسيا الوسطى الذين يجندهم "داعش" ينتقلون من المنطقة إلى الحرب في سوريا وتركيا.

 واختتمت المجلة تقريرها بالتأكيد من جديد أن تنظيم "داعش" سيجد الكثيرين لتجنيدهم في صفوفه من دول آسيا الوسطى طالما بقيت أوضاعها الهشة الحالية قائمة.

 التقرير استشهد بمقولة للصحفي الباكستاني أحمد رشيد صدرت عنه قبل 17 عاما وجاء فيها "مستقبل آسيا الوسطى يمكن أن يؤثر على مستقبل بقية العالم"، مشيرا إلى أن هذه المقولة صائبة في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى، و"اسألوا عن ذلك سكان اسطنبول".