لماذا أسقطت إسرائيل الصاروخ السوري؟

لماذا أسقطت إسرائيل الصاروخ السوري؟

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢١ مارس ٢٠١٧

 علي حيدر

ما زالت مفاعيل صلية الصواريخ أرض ــ جو السورية ضد طائرات سلاح الجو الاسرائيلي، التي استهدفت موقعاً للجيش السوري في ريف حمص الشرقي، تتوالى في الساحة الاسرائيلية. ويتمحور الاهتمام حول مسألتين: الاولى تتصل بدوافع اعتراض الصاروخ، مع أنه من النوع الذي ينفجر في الجو بعدما يستنفد مداه، كونه صاروخ أرض ــ جو، فيما تتمحور الثانية حول القلق الإسرائيلي من المرحلة التالية. بمعنى، هل سيكرر النظام السوري تصدّيه للطائرات في المرة المقبلة، وماذا لو أسقط إحدى الطائرات الإسرائيلية؟ وهل يعني أن عدم تصدّيه في المرة المقبلة، أنه لن يفاجئ سلاح الجو الإسرائيلي في أي اعتداء لاحقاً؟

وقد كشف قائد منظومة الدفاع الجوي في سلاح الجو الإسرائيلي، تسفيكا حايموفيتش، أنه "لم يكن هناك أيّ مجال للتردد في تفعيل منظومة حيتس لاعتراض الصاروخ السوري، خاصة بعدما تم تشخيص تهديد باليستي يحمل نحو 200 كيلوغرام من المواد المتفجرة".

تم اعتراض الصاروخ لأنه جرى تشخيصه على أنه من نوع أرض ــ أرض
أضاف حايموفيتش أن "التعليمات والسياسات والأوامر واضحة جداً بتحييد واعتراض أي تهديد يعرض المواطنين للخطر، وهذا ما حصل".
وأكدت إسرائيل، في أعقاب تحقيق أجراه سلاح الجو، أنها المرة الاولى التي تستخدم فيها منظومة "حيتس" لاعتراض صاروخ باليستي. وكان ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي قد أكد أنه تم تشخيص الصاروخ السوري المضاد للطائرات على أنه صاروخ أرض ــ أرض، بسبب المسار الباليستي من نقطة إطلاقه حتى نقطة إصابة الهدف، ولذلك تم اعتراضه.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الاسرائيلي سوف يعلن بعد أسبوعين عن تفعيل "مقلاع داوود" كمنظومة عملانية، ضد الصواريخ المتوسطة المدى. وتقع هذه المنظومة بين منظومة "القبة الحديدية" للصواريخ القصيرة المدى، ومنظومة "حيتس" للصواريخ البعيدة المدى.
وفي ما يتعلق بالمرحلة المقبلة، ما زالت المواقف ورسائل التهويل الإسرائيلية تتوالى في سياق رفع درجة التهديد ضد الدولة السورية، وأبرزها ما صدر على لسان وزير الامن أفيغدور ليبرمان، الذي هدد بتدمير منظومات الدفاع الجوي السورية. ويأتي ذلك نتيجة تقدير وقلق من أن يكون التصدي السوري للطائرات الاسرائيلية بداية مرحلة جديدة في التعامل مع الاعتداءات الإسرائيلية على الساحة السورية. وفي الاطار نفسه، تناول معلق الشؤون العسكرية في موقع واي نت، رون بن يشاي، المرحلة المقبلة بالقول إن "توالي هجمات سلاح الجو في سوريا هو جزء مما يمكن وصفه بالمعركة على الحرب المقبلة".