هل يتعرّض ترامب للإقالة بتهمة «الخيانة الوطنية»؟

هل يتعرّض ترامب للإقالة بتهمة «الخيانة الوطنية»؟

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٤ مارس ٢٠١٧

في مطلع الشهر الثالث لرئاسته في الحكم، عاش الرئيس الأميركي دونالد ترامب اسبوعا عصيبا هزّته فضائح تورط مساعديه في علاقات مع موسكو، والتحقيقات التي تطاردهم في هذا السياق. كذلك عانى ترامب من انهيار معظم وعوده حتى الآن، وفشله في حشد تأييد في الكونغرس لتنفيذ وعده بـ «ابطال واستبدال» قانون الرعاية الصحي، الذي كان أقره سلفه باراك أوباما.

وكان ترامب استبق مصاعبه مطلع الاسبوع ببث تغريدات حمل فيها على «الاعلام المزيف»، الذي يتحدث عن علاقات يقيمها مع الروس تربو الى مصاف الخيانة الوطنية، وقال ان مسؤولي استخبارات سلفه باراك أوباما كانوا أكدوا ان لا تحقيقات تجريها وكالاتهم حول علاقات العاملين في حملة ترامب الرئاسية مع روسيا.

لكن مدير «مكتب التحقيقات الفيديرالية» (اف بي آي) جيمس كومي، في جلسة استماع أمام الكونغرس، أطاح بثرثرة ترامب عندما أكد ان وكالته تجري تحقيقات «مضادة للاستخبارات» حول امكان قيام مستشاري ترامب بمساعدة الروس الذين عملوا على اختراق حسابات بريد الكترونية اميركية، وعلى مساعدة الروس في بث «اخبار كاذبة» لمحاولة التأثير في نتائج الانتخابات لمصلحة ترامب.

وفي حال ثبت تورط ترامب او اي من مساعديه في الهجوم الالكتروني الروسي، قد يتعرض الرئيس للاقالة والمحاسبة بتهمة «الخيانة الوطنية».

على ان ترامب نفسه يساهم في تعميق ازمته، فهو بدلا من ان يلتزم الصمت اثناء التحقيقات، يمضي في رمي الاتهامات عشوائيا، مثل اتهامه لسلفه باراك أوباما بأنه «أمر» بالتنصت على «برج ترامب»، حيث كان مقر ترامب قبل دخوله البيت الابيض. ونفى كومي وجود اي تجسس على ترامب او برجه، وقال ان لا سلطة لأي رئيس أميركي لاصدار أوامر بالتجسس على أي مواطن أميركي.

وقيام كومي بدحض اتهامات ترامب ساهم في المزيد من التحطيم لمصداقية الرئيس، الذي سخّر العاملين في البيت الابيض للملمة الوضع، فما كان من هؤلاء الا ان راحوا يبثون تغريدات اجتزأوا فيها أقوال كومي ومسؤولي الاستخبارات في جلسات الاستماع امام الكونغرس، وهو ما فاقم من الوضع، وجعل من البيت الابيض وتغريداته مصدرا للتهكم والتندر بين الاميركيين.

وتصريحات كومي امام الكونغرس لم تكن وحدها مصدر قلق لترامب، إذ واصلت وكالات الاعلام استخراج اسرار تعاون ترامب وحملته مع الروس، وكان آخر الاكتشافات ان التحقيقات الاميركية تطول مواقع اخبارية اميركية يمينية، احدها هو موقع «برايتبارت» اليميني المتطرف، الذي كان يرأسه مستشار ترامب للشؤون الاستراتيجية ستيفن بانون.

وقبل ان يستوعب فريق ترامب الضرر، أطلت وكالة «اسوشيتد برس» في خبر أظهرت فيه ان بول مانوفورت، المدير السابق لحملة ترامب الرئاسية، تقاضى 9 ملايين دولار من أوكرانيين كانوا مقربين من الرئيس المخلوع فيكتور يانيكوفيتش، حليف موسكو، وان هذه الاموال كانت مخصصة ليصمم مانوفورت حملة لوبي داخل واشنطن تسمح بتدخل روسيا بشؤون الجمهوريات السوفياتية السابقة من دون اعتراض واشنطن.

وفي وسط الفضائح، أظهر «مكتب موازنة الكونغرس» ان قانون الرعاية الذي قدمه رئيس الكونغرس بول ريان، وهو قانون أيده ترامب ويسعى لإقناع المشرعين الجمهوريين بالمصادقة عليه، سيؤدي الى رمي 24 مليون أميركي خارج شبكة الرعاية الصحية في العقد المقبل، وهي انباء تتعارض مع وعود ترامب بتأمين الرعاية الصحية لكل الاميركيين، و«بتكلفة أدنى من الحالية».

وبسبب عدم شعبية «ابطال» قانون الرعاية الذي اقره أوباما، بدأ المشرعون الجمهوريون يتراجعون عن فكرة الابطال، تحت ضغط شعبي من مؤيديهم. وقبل أقل من 24 ساعة على الموعد الذي كان مقررا للتصويت على قانون الرعاية الصحية الجديد، كان 27 من اعضاء مجلس النواب من الجمهوريين معارضين للتصويت على القانون، الذي يحتاج الى غالبية 216، وهو ما يعني ان التزام المعارضين بمعارضتهم يطيح الغالبية الجمهورية ويسقط القانون. حتى لو مرّ القانون في النواب، يجمع المراقبون انه سيسقط في الشيوخ، حيث المطلوب ان يعارضه ثلاثة من الشيوخ الجمهوريين ليسقط، فيما يبلغ عدد من اعلنوا معارضتهم تسعة شيوخ.

* سقوط قانون الرعاية الصحية في الكونغرس سيظهر «الإمبراطور من دون ثياب».

سقوط قانون الرعاية الصحية في الكونغرس سيظهر «الامبراطور من دون ثياب»، حسبما وصف الخبراء الاميركيون ترامب، اذ سيظهر ان الرئيس لا يتمتع بتحالف يمكّنه من تنفيذ وعوده. وفي حال سقط قانون الرعاية الذي قدمه الجمهوريون، من المرجح ان تسقط قوانين كثيرة اخرى في ما بعد، في طليعتها قانون تخفيض الضرائب الذي وعد به ترامب، والذي ادى الى صعود غير مسبوق في اسعار الاسهم المالية الاميركية، التي عادت الى التهاوي بعدما تبين ان وعود ترامب قد تبقى وعودا بسبب الضعف الهائل للرئيس.

تحت ضربات الفضائح وبسبب عدم الكفاءة، يهتز ترامب ويصب جام غضبه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لكن ناخبيه مازالوا في انتظار وعوده، وهذه ان لم تأت، فستجعل عملية اعادة انتخابه لولاية ثانية في العام 2020 صعبة، هذا في حال لم تؤد التحقيقات وفضائح التورط مع الروس الى اخراجه من الحكم قبل ذلك.