طريق دمشق بغداد سالكة بالاتجاهين

طريق دمشق بغداد سالكة بالاتجاهين

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١٩ يونيو ٢٠١٧

باتت الطريق بين دمشق وبغداد سالكة بالاتجاهين من نقطة حدودية تقع في الوسط بين معبر التنف الذي تتمركز فيه قوات أميركية وبريطانية وبين منفذ القائم الحدودي الذي يسيطر عليه تنظيم داعش.
والتقت اليوم وحدات من الجيش العراقي، وقوات من الحشد الشعبي مع القوات السورية وتمركزت في الجهة المقابلة للنقطة التي وصلتها القوات السورية قبل سبعة أيام وتقع على بُعد 50 كلم مترا الى الشمال الشرقي من معبر التنف.
وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت أمس أن قوات حرس الحدود سيطرت على منفذ الوليد العراقي المقابل لمنفذذ التنف السوري، وطردت عناصر تنظيم داعش منه.
ووصفت بغداد ودمشق سيطرتهما على أجزاء من الحدود المشتركة بين البلدين بالإنجاز الاستراتيجي الكبير، وأعلنتاا عزمهما على تحرير الشريط الحدودي من تنظيم داعش.
وتعارض الولايات المتحدة الأميركية وصول القوات السورية الى الحدود مع العراق، وترغب في إسناد هذه المهمةة لمجموعات سورية مسلحة تُشرف على تدريبها وتمويلها منذ سنتين، وحاولت هذه المجموعات بدعم أميركي قبل سنة من الآن السيطرة على الخط الحدودي الممتدة من التنف إلى القائم لكنها تكبدت خسائر كبيرة في مواجهات استمرت ساعات فقط مع تنظيم داعش الأمر الذي دفع الأمريكيين الى تثبيت نقاط عسكرية لهم في منطقة التنف.
وكشفت موسكو أن القوات الأميركية بدأت قبل أيام بإنشاء قاعدة عسكرية ثابتة في منطقة التنف على بُعد 188 كيلومترا من الحدود الأردنية، وأكدت أن البنتاغون الأميركي أمر بنشر منصات صواريخ من نوع HIMARS في القاعدة الأمريكية الجديدة داخل الأراضي السورية بالقرب من بلدة التنف السورية، وحذرت موسكو من أي استهداف أميركي للجيش السوري الذي بات يسيطر على جزء رئيسي من مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية.
وسبق أن أعلنت واشنطن خلال شهر حزيران يونيو الجاري أن طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدةة استهدف وحدات عسكرية سورية لمنعها من الوصول الى منطقة التنف.
ويكتسب المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن أهمية استراتيجية كونه يُشكل عقدة مواصلات إقليمية تربطط بلاد الشام القديمة (لبنان وفلسطين وسوريا والاردن والعراق) بالجزيرة العربية (بلدان الخليج حالياً) وإيران ودول اسيا الوسطى.
وبدأت واشنطن تولي أهمية خاصة بالمثلث الحدودي المذكور منذ العام 1991 عندما استخدمه الرئيس العراقيي حينها صدام حسين لإطلاق 39 صاروخا من نوع سكود على مدن الاحتلال الاسرائيلي وخصوصا حيفا وتل أبيب، وذلك بعد يوم واحد من بدء التحالف الدولي حرب تحرير الكويت من القوات العراقية التي غزتها بأمر من صدام بعد خلافات مع دول الخليج على اقتسام عائدات النفط، وهي أموال كان يعتبرها صدما حقا مُكتسبا له له لقاء حربه المفتوحة التي شنها على إيران منذ العام 1980 بعد انتصار الثورة الإسلامية فيها.
في العام 2003 نفذت الولايات المتحدة عمليات إنزال جوي في مثلث التنف، وذلك قبل أيام من هجوم دولي تقودهه واشنطن كان يهدف الى اجتياح العراق لنزع أسلحة الدمار الشامل التي قالت ان النظام العراقي ينوي استخدامها ضد اسرائيل وضد دول أوروبية، وتبين لاحقا أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة وأن الهدف الأول لضرب العراق كان تدمير هذا البلد وتقسيمه لاحقاً.
والإنزال الأميركي عام 2003 في مثلث التنف (الضلع العراقي منه) جاء لتطمين إسرائيل، وذلك من خلال تأمين هذهه المنطقة، ومنع القوات العراقية من استخدامها مُجددا كمنصة لاستهداف المدن الاستيطانية الإسرائيلية داخل فلسطين المحتلة.
ولَم تعلن الولايات المتحدة الأهداف الحقيقية وراء تعزيز قواتها المتواجدة في قواعد عسكرية داخل الاْردن والعراق،، ولا الدوافع وراء انشاء قاعدة لها داخل الأراضي السورية.