في عرض للقوة.. قوات تركية تشارك في تدريبات عسكرية في قطر

في عرض للقوة.. قوات تركية تشارك في تدريبات عسكرية في قطر

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٠ يونيو ٢٠١٧

 أجرت قطر تدريبات عسكرية بالمشاركة مع قوات تركية اليوم الاثنين في محاولة منها لتسليط الضوء على واحد من تحالفاتها القوية القليلة في المنطقة، وذلك بعد أسبوعين من فرض عزلة سياسية ومقاطعة اقتصادية فرضتها دول عربية على الدوحة متهمة إياها بدعم الإرهاب.
وبثت قناة الجزيرة القطرية مقطعاً مصوراً لطابور من حاملات الجنود المدرعة يتحرك وسط الشوارع. وذكرت أن قوات تركية إضافية وصلت إلى قطر يوم الأحد للمشاركة في التدريبات، غير أن وكالة رويترز نقلت عن مصادر عسكرية في المنطقة قولها إن العملية تشارك فيها قوات تركية موجودة بالفعل هناك ولم ترسل تركيا أي وحدات عسكرية جديدة.

وفي لفتة لإظهار الدعم لقطر، كان البرلمان التركي قد أقر في السابع من يونيو حزيران الجاري تشريعاً تم التعجيل بالتصديق عليه يتيح إرسال مزيد من القوات إلى قاعدة عسكرية في قطر تضم نحو 90 جندياً تركياً بمقتضى اتفاق تم التوقيع عليه في عام 2014. وقالت تركيا إنها ستنشر ثلاثة آلاف جندي في القاعدة التي ستكون أساساً بمثابة موقع للتدريبات المشتركة.

وتركيا واحدة من الدول القوية القليلة في الشرق الأوسط التي تقف إلى جانب قطر بعد أن قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر متهمة إياها بدعم الإرهاب. وتنفي قطر دعم الإرهاب وتقول إنه يجري معاقبتها لخروجها عن الخط السياسي لجيرانها.

في غضون ذلك، تتواصل الأزمة الخليجية ويستمر الحصار البري والجوي والبحري على قطر من جاراتها الخليجيات الثلاث، السعودية والإمارات والبحرين، بينما تواصل الكويت وسلطنة عمان وساطتيهما لحل الأزمة.

وقال الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر "الحصار مستمر منذ أسبوعين، والدول التي تحاصرنا لم تطرح أي صيغة لحل الأزمة". وأضاف "من المؤسف أن جيراننا اختاروا استثمار وقتهم ومواردهم في حملة دعائية بلا أساس...الدول التي تحاصرنا تستخدم الإرهاب حيلة دعائية".

في المقابل، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن العزلة التي تفرضها دول خليجية عربية على قطر "قد تستمر لسنوات" إذا لم تغيّر سياساتها الداعمة للإسلاميين المتشددين.

وأكد قرقاش في لقاء مع صحافيين في باريس أن عزل قطر "قد يستمر سنوات". وقال: "نراهن على الوقت. لا نريد التصعيد، نريد عزلها".

وشدد قرقاش على وجوب أن "تعدل قطر عن دعم الجهاديين والإسلاميين المتطرفين". واتهمها بأنها "بنت منصة متطورة من الدعم المالي والسياسي والاعلامي" للإسلاميين المتطرفين، وبإيواء العديد من قياداتهم.

وأشار الى ان السعودية وقطر والامارات والبحرين ومصر ستقدم "خلال الأيام المقبلة" لائحة بمطالبها الى قطر تتضمن إبعاد شخصيات متطرفة، من دون إعطاء تفاصيل اضافية.

ورأى قرقاش ان الأزمة لن تحل قبل أن "تغيّر قطر سياستها"، وتتعهد بـ"وقف دعمها للجهاديين والإسلاميين المتطرفين".

وطالب الغرب بوضع "آلية مراقبة" من أجل التحقق من أن الإمارة ستلتزم بتعهداتها. وقال "الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أو ألمانيا لها ثقل سياسي وخبرة تقنية تخولها وضع مثل هذه الآلية".

ويرافق قرقاش ولي عهد الامارات الشيخ محمد بن زايد الذي سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأربعاء.

إلى ذلك، أغلقت السعودية الأحد منفذ "سلوى" الحدودي مع قطر، المنفذ البري الوحيد الذي كان يربط القطريين مع سائر العالم، إثر انتهاء مهلة الـ14 يوماً التي حددتها السعودية لمغادرة القطريين للأراضي السعودية قبل إغلاق المنفذ الحدودي بين البلدين.

ويبلغ عدد سكان قطر أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم 2.7 مليون نسمة بينهم 300 ألف مواطن قطري فقط أما بقية السكان عمال أجانب مغتربون ومعظمهم عمالة يدوية تشارك في مشاريع تشييد ضخمة توجت الدولة الصغيرة بناطحات السحاب واستادات لكرة القدم لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022.

وعطلت العقوبات طرق الواردات الرئيسية البرية من السعودية والبحرية من سفن الحاويات الكبيرة الراسية في الإمارات ولكن حتى الآن تفادت البلاد انهياراً اقتصادياً بالتوصل سريعاً إلى طرق بديلة.

وتقول قطر أيضاً إن العقوبات كان لها أثر صعب على مواطنيها الذين يقيمون في الدول المجاورة أو لهم أقارب هناك. ومنحت الدول التي فرضت العقوبات على الدوحة القطريين مهلة أسبوعين لمغادرة البلاد انتهت يوم الاثنين.

ولم يعد بوسع آلاف القطريين السفر جواً إلى الإمارات والسعودية والبحرين وانقطعوا عن أقاربهم هناك في منطقة يشيع فيها الزواج بين مواطني دولها ويشير حكامها إلى بعضهم البعض "بالأشقاء".

وقال الشيخ سيف إن حكومات السعودية والإمارات والبحرين استدعت مواطنيها "قسراً" يوم الاثنين رغم أن قطر ترحب ببقائهم. وأضاف "الأثر الإنساني للحصار حقيقي... النسيج الاجتماعي لسكان دول مجلس التعاون الخليجي يجري تمزيقه لأسباب سياسية ولن نسمح لأنفسنا بأن نكون جزءاً من هذا الظلم".

ويمثل النزاع الدبلوماسي اختباراً مهماً للولايات المتحدة وهي حليف وثيق لدول طرفي النزاع، إذ أن قطر مقر القوات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط. ودعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقوة العقوبات على قطر، إلا أن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأميركيتين حاولتا البقاء على الحياد. وأقرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) صفقة حجمها 12 مليار دولار لبيع طائرات حربية لقطر الأسبوع الماضي