كازاخستان وجهت دعوات «أستانا 5» … موسكو: لا خلاف مع أنقرة حول تحديد «مناطق تخفيف التصعيد»

كازاخستان وجهت دعوات «أستانا 5» … موسكو: لا خلاف مع أنقرة حول تحديد «مناطق تخفيف التصعيد»

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢١ يونيو ٢٠١٧

وجهت وزارة الخارجية الكازاخستانية أمس دعوات إلى الحكومة السورية و«المعارضة» والدول الضامنة، روسيا وإيران وتركيا والمراقبين، لحضور اجتماع أستانا حول سورية المقرر في الـ4 والـ5 من تموز المقبل، في حين نفت روسيا الأنباء عن وجود أي خلاف بينها وتركيا حول تحديد «مناطق تخفيف التصعيد» الأربع في سورية.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، عن النائب الأول لوزير الخارجية الكازاخستاني مختار تليوبردي قوله للصحفيين: إنه «يمكن القول إن ممثلين رفيعي المستوى في وزارات خارجية روسيا وإيران وتركيا وهي الدول الضامنة لوقف الأعمال القتالية في سورية سيشاركون في الاجتماع».
وأضاف: إن «الدعوات أرسلت إلى الحكومة السورية والمعارضة ونحن بانتظار ردهم».
وكانت وزارة الخارجية الكازاخية أعلنت أمس أن اجتماع أستانا حول الأزمة في سورية سيعقد في الرابع والخامس من تموز القادم.
واستضافت العاصمة الكازاخستانية «أستانا4» اجتماعات حول الأزمة في سورية أكدت في مجملها الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية وتثبيت وقف الأعمال القتالية في حين تم في الاجتماع الأخير الذي عقد مطلع الشهر الماضي توقيع المذكرة الروسية لإنشاء مناطق لتخفيف التوتر في سورية.
وفي الإطار ذاته، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أمس، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: إن «عملية الاتفاق على المسائل المتعلقة بمناطق تخفيف التصعيد في سورية لا تزال مستمرة».
وأضاف غاتيلوف: إن «مشاركة المعارضة السورية المسلحة في اجتماع «أستانا» المقرر عقده في 4-5 تموز، يعتمد على إرادتهم السياسية»، كما أشار إلى أن الأشخاص المدعوين «هم أنفسهم الذين كانوا في الجولات السابقة».
وقال غاتيلوف مجيباً على سؤال عما إذا سيشارك الأميركيون في «أستانا 5»: «نحن نأمل في مشاركة ممثلي الولايات المتحدة في هذا الاجتماع القادم حول سورية في أستانا، بصفة مراقب». وأشار إلى أن واشنطن «شاركت دائماً في الجولات السابقة بهذه الصفة».
وبحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» فقد نفى غاتيلوف، «وجود أي خلاف في مواقف موسكو وأنقرة حول تحديد مناطق تخفيف التصعيد الأربع بسورية»، مؤكداً أن العمل في هذا السياق «يجري بشكل منتظم».
وجاء نفي الدبلوماسي الروسي رداً على سؤال حول تقارير تحدثت عن خلافات بين تركيا وروسيا، قيل إنها أدت لتأجيل الجولة القادمة من اجتماعات أستانا الخاصة بتثبيت الهدنة بسورية إلى أوائل تموز المقبل.
وأوضح غاتيلوف قائلاً: «خلافات مع تركيا؟ لم أسمع عن وجود أي خلافات، العملية تجري على مستوى الخبراء، ويستمر العمل على تنسيق مناطق تخفيف التوتر، ويجري كل شيء بالتتابع».
وينتظر الدبلوماسي الروسي أن تبقى قائمة المشاركين في المفاوضات بلا تعديل، مؤكداً أن حضور ممثلي «المعارضة» المسلحة مرتبط بإرادتهم السياسية ورغبتهم.
في سياق متصل، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في موسكو، أمس، وفق «روسيا اليوم»، الأوضاع في أوكرانيا وسورية وليبيا.
وأتى هذا الموعد لعقد اجتماع «أستانا 5» بعد تأجيلين سابقين، بدا أن تركيا كانت السبب وراءهما نتيجة تخبط أجنداتها والميليشيات المسلحة التي تضمنها، وذلك لعدة أسباب أولها انطلاق عملية تحرير مدينة الرقة من قبل «قوات سورية الديمقراطية – قسد» المدعومة من «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، حيث يعد إشراك «قسد» في المعركة نقطة الخلاف الأبرز بين واشنطن وأنقرة، نظراً لأن «وحدات حماية الشعب» الكردية تشكل العمود الفقري لها، والتي ترى فيها أنقرة امتدادا لـ«حزب العمال الكردستاني» وتصفهما بـ«الإرهاب».
ومن جهة ثانية، فإن تركيا لن تذهب إلى اجتماع أستانا التي تعتبر ضامنة فيه وبالأخص لمذكرة «مناطق تخفيف التصعيد» التي نتجت عن اجتماع «أستانا 4»، في ظل حجم الاقتتال الذي يطغى على منطقة إدلب الحدودية مع تركيا والتي تعتبر إحدى المناطق الأربعة المشمولة بمذكرة مناطق تخفيف التصعيد، وتعتبر أنقرة المتزعم للميليشيات المسلحة فيها والتي انضمت إلى الاتفاق.
إضافة إلى ذلك شكل الخلاف الخليجي القطري والذي استهدفت فيه جماعة «الإخوان المسلمين» المدعومة من تركيا، وربما رأت أنقرة أنها المقصودة في التحرك، وباتت في حيرة من أمرها نظراً لانعكاس الخلافات الخليجية على الميليشيات المسلحة التي تضمنها، وكذلك على المعارضة التي ترعاها وفي مقدمتها «الائتلاف».
كل العوامل السابقة شكلت دوافع لتركيا لعدم الذهاب إلى اجتماع جديد في أستانا ولعلها تبحث عن ترتيب جديد لأجنداتها قبل أن تحضر الاجتماع المقبل في العاصمة الكازاخية.
يذكر أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أعلن في وقت سابق أنه تم تحديد الـ20 من حزيران الحالي بشكل أولي كموعد للجولة القادمة من اجتماع أستانا حول سورية»، بعد أن كان مقرراً سابقاً في الـ12 والـ13 من حزيران، حيث أكد مصدر مقرب من اجتماع أستانا أن المشكلة أن تركيا تعيق عملية التنسيق تحت ذرائع مختلفة وهذا يظهر أنها ليست جاهزة بعد لعقد اجتماع أستانا في الـ12 من حزيران الجاري.