موسكو هددت فأخافت.. دمشق ترد على العدوان.. وإيران أوصلت رسائلها

موسكو هددت فأخافت.. دمشق ترد على العدوان.. وإيران أوصلت رسائلها

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢١ يونيو ٢٠١٧

علي مخلوف
بعد استهداف الطائرة السورية تصاعدت اللهجة الحربية، توعدت موسكو بإسقاط أي جسم طائر فوق مناطق عملها في سورية، فيما صرخ جندي بأعلى صوته صرخة نصر بعد تحرير الرصافة المدين التي أسقطت فوقها الطائرة وتم تحرير الطيار، لم تقف زمجرة العسكر عند الرصافة، ففي درعا استأنفت أوركسترا الموت عزف لحن الهلاك لإرهابيي درعا، الجيش العربي السوري يحرر كتيبة الدفاع الجوي ويسيطر على الطريق الحربي في حي المنشية، إضافةً للسيطرة على تلة الثعيلية غرب درعا البلد، وذلك بعد انتهاء هدنة وقف النار هناك.
الرد السوري على إسقاط الطائرة الحربية كان بتحرير الرصافة واستئناف العمليات في درعا حتى تحريرها، بالتزامن مع عمليات مكثفة في جوبر وعين ترما، لقد صدر القرار بالرد الفوري من خلال تحرير أهم المناطق الاستراتجية في دمشق وريفها وفي درعا ومحيط الرقة، فضلاً عن تسريع العمليات العسكرية نحو دير الزور بمساعدة الحلفاء.
إثر ذلك الحكومة الأسترالية تعلق ضرباتها الجوية في سورية ضمن التحالف الدولي، موضحة أن ذلك إجراء وقائي، بعد تعليق موسكو مذكرة أمن تحليق الطيران في سورية مع واشنطن، فيما اعتبرت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني أن إسقاط الولايات المتحدة المقاتلة السورية قرب مدينة الرقة يدل على ضرورة تسوية الأزمة ووقف الحرب في البلاد، بينما حذرت الأمم المتحدة من مخاطر الأخطاء في التقديرات والتصعيد اللاحق للوضع في سورية، في حين كشفت مصادر داخل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بأن هذا التحالف أجرى تغييرات على مناطق عمل طيرانه بعد التهديد الروسي.
أما فيما يتعلق بميليشيات "قوات سورية الديمقراطية" والتهديدات التي أطلقتها بالرد على هجمات الجيش السوري على مواقعها، فإن استهداف الطائرة السورية من قبل التحالف أنعش آمالهم بأحلام انفصالية وعززز فكرة دعم ماما أمريكا للعنصر الشعوبي العرقي، وهان لا بد من الإشارة إلى ما قاله السفير السابق في دمشق روبرت فورد بأن الأكراد مخطئون بالوثوق بأمريكا لأنها ستتركهم لوحدهم وما دعمها حالياً إلا لاستخدامهم الآني لقتال داعش فقط.
بما أن روسيا حذرت وسورية عبرت عن ردها بتعزيز تقدمها العسكري في ريف دمشق ودرعا والبادية، وإيران أوصلت رسائلها عبر صواريخها الدقيقة إلى دير الزور، فإن فكرة انتصار هذا المحور بات واقعاً أكثر من ذي قبل بالمقابل فإن هناك مطالبات أوروبية وأممية بوقف الحرب السريع، وتريث أسترالي قد يتبعه قيام أوروبية أخرى بوقف طيرانها حالياً ضمن مظلة التحالف الدولي، وسط الحديث عن مخاوف من انجرار واشنطن لحرب أو صدام مع موسكو على الأرض السورية بعد أن قالت أمريكا أنها تحتفظ بحق الرد في حال تعرضت إحدى طائراتها للإسقاط.
كل هذه المتغيرات يُضاف إليها الأزمة الخليجية ـ القطرية المتفاقمة وقيام الأخيرة بحسب الإعلام السعودي  بالتقرب من إيران ومغازلة روسيا أي حلفاء سورية، ثم إعلان "أحرار الشام" انضمامها إلى هدنة خفض التوتر على اعتبار أن هذه الحركة مدعومة قطرياً يوحي بأن السيناريو القادم في المستقبل القريب سيكون في صالح دمشق وحلفائها، على الرغم من محاولات النظام السعودي افتعال حادث لاستعراض العضلات كالقبض على ثلاثة صياديين إيرانيين زعمت أنهم حرس ثوري متجهون إلى حقل نفطي سعودي للتخريب، هذه المحاولة من أباطرة النفط ما هي إلا ردا على رسالة طهران الصاروخية التي أصابت إرهابيي دير الزور بمقتل، كل ما سبق آنفاً هو بمثابة رسائل ودلالات على ما سيجري في القريب العاجل.
عاجل