ترامب وشبهه اللدود كيم..وشغفهما باستعراض القوة دون كلل أو ملل!

ترامب وشبهه اللدود كيم..وشغفهما باستعراض القوة دون كلل أو ملل!

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١٣ أغسطس ٢٠١٧

 رغم تنافر رئيس أمريكا دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، واختلافهما ليس فقط حول البرنامج النووي والصاروخي للأخير، فإن الرجلين يتشابهان كثيرا بطباعهما وردود أفعالهما.
ويخوض الزعيمان اللدودان حربا كلامية ساخنة، بلغت ذروتها بوصف ترامب الزعيم الكوري الشمالي، بأنه "مجنون يمتلك أسلحة نووية"، وقال إن بلاده لا يمكنها أن تترك مجنونا يمتلك قدرات نووية حرا طليقا. وردّت بيونغ يانغ بوصف رئيس سيد البيت الأبيض بأنه "فاقد للإدراك" ولا يستجيب إلا للقوة، في تصعيد للحرب الكلامية بين البلدين بعد تبادل التهديدات بينهما.

وأشرف زعيم كوريا الشمالية مؤخرا على تجربة بلاده الثانية لإطلاق صاروخ عابر للقارات قادر على بلوغ معظم الأراضي الأمريكية،  الأمر الذي أثار حمية ترامب وشكل أزمة جديدة له، يحاول الرئيس الأمريكي التعامل معها تارة بالوسائل الدبلوماسية وطورا بالتهديدات العسكرية.
وفيما لوحت بيونغ يانغ منذ مدة طويلة بشن حرب نووية، جاء دور الرئيس الاميركي هذه المرة ليعلن أن أسلحته "جاهزة" للاستخدام ومتوعدا بـ"بنار وغضب لم يشهد العالم لهما مثيلا".

وسارعت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" الروسية للرد على ذلك بالقول، إن ترامب، حتى لو صرح بضرورة توجيه ضربة نووية إلى كوريا الشمالية، فإن العسكريين في البنتاغون لن يهرعوا إلى تنفيذ رغبته.

وقالت المديرة العامة لمعهد دراسات السياسات الخارجية والمبادرات، الروسية فيرونيكا كراشينينيكوفا، إنه لم يسبق لرؤساء الولايات المتحدة إطلاق مثل هذه التهديدات العنيفة. وقد استغربها الجميع، بمن فيهم معظم العاملين في إدارته. فقد أعلنوا في البيت الأبيض أن الرئيس لم يتشاور مع أي شخص بهذا الشأن، وهي مبادرة شخصية منه تعبر عن موقفه الشخصي المتهور.
ويقول جون ديلوري الاستاذ المساعد في جامعة يونسي في سيول  "قد يكون دونالد ترامب أكثر رئيس أمريكي لم يكن يتوقع وصوله الى عتبة البيت الأبيض في الولايات المتحدة في حين أن كيم جونغ-أون كان الوريث المُختار".

وكان كل من والد كيم وسلفه كيم جونغ-إيل أعد ابنه ليخلفه على رأس الهرم السياسي في بيونغ يانغ قبل سنوات من وفاته عام 2011.

من جهته، وصل ترامب إلى البيت الأبيض عبر مسيرة مهنية في مجال تطوير العقارات وتلفزيون الواقع، متبوعة بحملة انتخابات شعبوية غير مسبوقة قلبت المؤسسة السياسية التقليدية في واشنطن رأسا على عقب.
وكما كان كيم شابا عديم الخبرة لدى تسلمه السلطة، فإن ترامب أيضا لم يكن يمتلك خبرة سياسية ذات شأن قبل وصوله إلى البيت الأبيض.

وأشار ديلوري إلى أن "الوضع غريب اذ أن الزعيم الكوري الشمالي الذي يعتبر من أصغر الزعماء سنا في العالم، أكثر خبرة بكثير من دونالد ترامب، الذي يبلغ ضعف عمره".

ويوضح أن كيم "يعتقد على الأرجح بأنه سيكون لا يزال موجودا بعد رحيل ترامب (...) كونه ورث ما يبدو أنها دولة عائلية مستقرة وهو ما يعني أن لديه فسحة من الوقت أكثر من العديدين غيره".
ويرى ديلوري أن الرجلين "يوليان أهمية كبرى للولاء" الشخصي لهما، وهما على استعداد لتوظيف "عدد كبير من الاشخاص للتأكد من أن أولئك المقربين منهما فحسب من يديرون المنظمومة. هذا أمر مشترك بين كيم وترامب".

ويعتمد الزعيمان كذلك على أقاربهما في الحكومة. ويشكل انحدار كيم من عائلة مؤسس كوريا الشمالية كيم ايل-سونغ أساس شرعيته شخصيا. وحتى عندما تروج له، تشير بيونغ يانغ إلى أوجه الشبه بين الجد والحفيد في الشكل والتصرفات وحتى في خط اليد. ويتولى عدد من أفراد عائلة كيم مناصب نافذة في الدولة.

وعلى نسق مشابه في واشنطن، تعمل ابنة ترامب ايفانكا مساعدة للرئيس، وزوجها جاريد كوشنر مستشارا مقربا منه. أما ابنه دونالد جونيور، فقد ورد اسمه في التحقيق المتعلق بادعاءات التدخل الروسي في انتخابات العام الماضي.

ويوضح ديلوري أنه فيما باتت السياسة العائلية "رسمية في منظومة كوريا الشمالية، قدمتها عائلة ترامب بطريقة تغضب بعض الأميركيين" وهو ما يشكل برأيه "تشابها آخر" بينهما.

وينخرط الطرفان حاليا في دوامة من التهديدات والتهديدات المضادة، إذ كشفت بيونغ يانغ عن خطة لإطلاق وابل من الصواريخ نحو جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ.

وتطلق بيونغ يانغ منذ عقود سيلا من التهديدات حيث سبق وهددت بتحويل سيول إلى "بحر من النار".

ويقول ديلوري "بينما تشكل كوريا الشمالية خيارا غبيا للغاية كمكان لخوض حرب حقيقية، إلا أنها مكان رائع لخوض حرب زائفة. لذلك فإن ترامب وكيم قادران على الاستمرار بما يقومان فيه حاليا لأربع سنوات وبكل سعادة، عبر إبقاء خطاباتهما في حالة استعداد دفاعي من المستوى العاشر".

وختم قائلا "يبدو بالنسبة لي أن كلاهما يرغبان بذلك حقا (...) أعتقد أنهما يستمدان قوتهما من استعراضاتهما المتواصلة لقوتهما دون ملل أو كلل".

المصدر: RT+ أ ف ب