ماذا يقول الجولاني عن مرحلة ما بعد معركة إدلب؟

ماذا يقول الجولاني عن مرحلة ما بعد معركة إدلب؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٩ أغسطس ٢٠١٧

نضال حمادة
 

قالت مصادر في إحدى الجماعات السلفية أن ""جبهة النصرة" تعمل حاليا على ما بعد معركة إدلب وتستعد لنزول قادة الهيئة وعناصرها تحت الارض"، واضافت المصادر التي تربطها علاقات بـ"النصرة" في حديث خصت به موقع "العهد" الاخباري، ان "القائد العسكري العام لـ"هيئة فتح الشام" وأمير جبهة النصرة ابو محمد الجولاني يعلم انه لن يستطيع الصمود طويلا في أي هجوم للجيش السوري على إدلب".

 

وتقول المصادر أن "الجولاني والقيادات العسكرية والسياسية التي تحيط به يقولون في جلساتهم الخاصة أن الدور آت عليهم فور الانتهاء من "تنظيم داعش" في الرقة ودير الزور"، وتنقل المصادر العليمة بوضع الجماعات التكفيرية المحاربة أن "الجولاني يريد خوض معركة كبرى في إدلب تجعل منه المرجع الأكبر للجماعات المسلحة ولتنظيم القاعدة الأم، وهو لا يريد ان تكون المعارك التي يخوضها "داعش" في مدن العراق وسوريا التي كان يسيطر عليها التي انهزم فيها، أهم وأكبر من معركة "جبهة النصرة" المرتقبة في محافظة إدلب ومدينة إدلب تحديداً"، مؤكدة ان "الجولاني يعتبر أن زعامته على التيارات السلفية المحاربة في سوريا والمنطقة تمر عبر خوض معركة كبرى في إدلب".


"جبهة النصرة" الارهابية تخطط لوراثة "داعش"


الجولاني، وبعد الضربات التي تلقاها تنظيم داعش في العراق وسوريا وقرب انتهاء وجود هذا التنظيم على الارض في البلدين، أعاد التواصل مع قيادات انشقت عن النصرة سابقا والتحقت بتنظيم "داعش"، وأبرز هؤلاء العائدين الى حضن "النصرة" ابو الفاروق السوري وهو من قيادات الجيل الاول في تنظيم القاعدة منذ أيام أسامة بن لادن، وكان أبو فاروق السوري قد ابتعد عن الجولاني بعد إعلان الأخير فك ارتباطه بتنظيم القاعدة قبل عامين.


المصادر تقول أيضا ان "اجتماعات ولقاءات تحصل في إدلب مع مسؤولين في تنظيم داعش غالبيتهم من السوريين تهدف الى الالتحاق بـ"النصرة" في إدلب". وتصف المصادر هذه المباحثات بـ"المرنة والجدية، حيث أظهر الجولاني تغيراً كبيرا في خطابه وعقلية منفتحة على الآخرين ومرونة كبيرة في مسائل كانت لحد وقت قريب خلافية وتسببت بنشوب حرب ضروس بينه وبين من يحاورهم حاليا".

وتشير المصادر في إحدى الجماعات السلفية في حديثها أن  "جبهة النصرة" فقدت الأمل في أي اندماج او توحد أو تقارب مع "احرار الشام" منذ موافقة الاخيرة ضمنيا على اجتماعات الأستانة التي أعلنت أن "النصرة" باسمها الجديد هيئة فتح الشام منظمة إرهابية واتفقت الفصائل التي تحضر جلسات الأستانة على محاربتها واعطاء الشرعية السورية المعارضة لأية ضربة إقليمية أو دولية تشن ضدها".


الجولاني المتواجد في إدلب ومحافظتها شمال سوريا يعمل على تأسيس أرضية عمله السرية في الجنوب السوري، حيث البيئة ملائمة اكثر للعمل السري، والمنطقة قريبة من دمشق وقريبة من الحدود مع ثلاثة بلدان هي لبنان وفلسطين المحتلة والاردن، ويعتبر الجولاني أن مغادرة "غرفة الموك" للأردن وتوقف الدعم المالي الاماراتي لبعض الفصائل في حوارن يؤمن له ارضية التواصل معها، معتمدا على الطبيعة العشائرية للمنطقة، في حين يتوقع أن تخدمه الطبيعة الجغرافية في الجنوب السوري في التخفي كما يمني نفسه في الاعتماد على الحدود الفلسطينية السورية للمراوغة واللعب على الصراع السوري الاسرائيلي في تلك المنطقة.

 

وتنقل المصادر عن الجولاني قوله في إحدى الجلسات أن "فصائل حوران انقسمت بين مبايع لداعش مثل جماعة المثنى، وبين خاضع لأوامر غرفة الموك وبالتالي تابع الأردن والإمارات، وطرف ثالث يعول عليه الجولاني ويقول ان هذا الطرف التزم بيته بسبب نفوذ داعش والموك"، ونقل عنه قوله أن "فتح دمشق لا يمكن أن يتم إلا من الجنوب، وأن تجربة الشمال كانت محكومة بالقرب من تركيا الأقوى من الاردن وان هذه التجربة وإن حققت قفزة كبيرة في  واقع الحركات الجهادية لكنها ظلت في الاطراف ولم تقترب من دمشق مركز القرار". على حد تعبير الجولاني.

 


"جبهة النصرة" تترقب معركة ادلب


كما تنقل المصادر عن الجولاني قوله أيضا أن "المخابرات الاردنية كانت الأقدر على اخترق الحركات الجهادية منذ الجهاد في افغانستان مرورا بالشيخ ابو مصعب في العراق وصولا الى جماعات مسلحة في الجنوب السوري وفي تخوم دمشق مثل "جيش شهداء اليرموك". وتابع أن ""شهداء اليرموك" مدعوم من الأردن وممول من الامارات، وان كل الجماعات المدعومة من الاردن والممولة من الامارات تميل لجانب زعيم تنظيم داعش البغدادي"، وقال أن "دمشق لا تفتح إلا من درعا والقنيطرة وهذا لن يحصل حتى يتم إخراج جماعة البغدادي وتحرر فصائل الجنوب من التبعية للاردن والإمارات". وتشير الى أن الجولاني أعطى توجيهاته لاستمالة "قيادات المثنى"، معتبراً "هذا الهدف سوف يتحقق بعد معركة دير الزور".