زيارة تيلرسون لعسكرة المنطقة وافشال تفاهمات سوتشي وتعطيل مسار جينيف

زيارة تيلرسون لعسكرة المنطقة وافشال تفاهمات سوتشي وتعطيل مسار جينيف

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٧ فبراير ٢٠١٨

الدكتورة ناهد الحسيني – الأزمنة – خاص

علمت الأزمنة من مصادر واسعة الاطلاع أن الهدف الرئيسي من زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون الى منطقة الشرق الأوسط يهدف بالدرجة الأولى الى "عسكرتها وافشال تفاهمات سوتشي وتعطيل مسار الحل السياسي في جينيف و استنزاف الروس في سوريا ميدانيا باطالة عمر الأزمة، وسياسيا، عبر نسج خيوط مع منظمات المجتمع المدني في الداخل السوري، والتلويح بعصا استخدام الأسلحة كيماوية في مناطق تسيطر عليها المجموعات الارهابية، وتحميل روسيا المسؤولية القانونية أمام المجتمع الدولي لأنها تغض النظر عن استخدام غازات سامة محرمة دوليا من قبل حليفها السوري. واستكمالا للحملة الأمريكية الشعواء ضد روسيا، وجهت هيئة محلفين اتحادية  اتهامات إلى 13 مواطنا روسيا وثلاثة كيانات روسية بالتدخل في الانتخابات الأمريكية والعمليات السياسية. وقالت عريضة الاتهام إن بعض المتهمين انتحلوا شخصية أمريكيين وتواصلوا مع أشخاص على صلة بحملة ترامب الانتخابية لكن هؤلاء الأشخاص لم يكونوا على دراية بنواياهم.

وفي الأردن، التقى وزير الخارجية الأمريكي بالعاهل الأردني عبد الله بن الحسين الذي كان يعتزم الذهاب الى موسكو مع رئيس أركانه ووزير دفاعه للقاء الرئيس فلاديمير بوتين واجراء مباحثات معمقة حول الوضع في سوريا والمنطقة. كما التقى تيلرسون مع شخصيات من المعارضة السورية من الداخل السوري والخارج، الذين التقوا بدورهم ضباط استخبارات أمريكيين في السفارة الأمريكية بعمان حيث طلب منهم تعطيل مسار جينيف.

وتجدر الاشارة هنا الى أن  تيلرسون وقع في عمان (الاربعاء)، مذكرة تفاهم مع نظيره الاردني أيمن الصفدي تقدم بموجبها الولايات المتحدة مساعدات سنوية للحكومة الاردنية بقيمة 1.275 بليون دولار اعتباراً من العام الحالي وحتى العام 2022. وهذه اول مذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة. وهي تتضمن زيادة سنوية بمقدار 275 مليون دولار من المساعدات الخارجية الاميركية للمملكة عما كانت عليه.

وتنص المذكرة على ان تلتزم الولايات المتحدة تقديم ما لا يقل عن 750 مليون دولار سنوياً دعماً اقتصادياً و350 مليون دولار مساعدات عسكرية للاعوام من 2018 لغاية 2022. ولكن تنفيذ هذه المذكرة-حسب المعلومات الواردة الينا- مشروط بانشاء قاعدة عسكرية أمريكية على الحدود الأردنية السورية للطيران المسير، وتوسيع قاعدة موفق السلطي الجوية في الأزرق، شرق المملكة، في محافظة الزرقاء، وتفعيل غرفة الموك التي مقرها الرئيسي عمان، وتصعيد جبهة الجنوب السوري التي تشهد اليوم اقتتالا داميا بين الجيش الحر والفصائل المسلحة الأخرى.  

 وعقب لقائه بتلرسون قال رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة نصر الحريري "إن المباحثات مع تيلرسون ركزت على "ضرورة البدء الفوري بتطبيق البنود الإنسانية، ومحاسبة مجرمي الحرب، وضرورة التحرك لمحاسبة النظام لاستخدامه السلاح الكيميائي، والالتزام بالعملية السياسية في جنيف، والالتزام باتفاقات خفض التصعيد"."

وقبل وصول تيلرسون، التقى ديفد ساترفيلد وريتش أوتزن من وزارة الخارجية الأميركية أعضاء الوفد السوري المعارض، وتحدثا معهم بشأن مؤتمر الحوار السوري في منتجع منتجع سوتشي الروسي الذي اختتم أعماله في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، وأخبروهم أن الوزير رحب بأفكارهم بشأن سير الأمور. وكان المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية يحيى العريضي صرح قبيل الاجتماع "إن الإطار لمثل هذه اللقاءات صار أكثر وضوحا، خاصة مع تبلور السياسية الأميركية تجاه سوريا." وذكر العريضي أن ملفات النقاش تشمل التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا وما وصفه بالاستعصاء في هذا الملف، وكذلك مقترح الدول الخمس الذي عُرف بـ"اللا ورقة" لإحياء العملية السياسية في جنيف بشأن الأزمة السورية.

وكان تيلرسون قد زار لبنان والتقى الرئيس ميشيل عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ودار النقاش حول امكانية تطبيع العلاقات اللبنانية-الاسرائيلية من بوابة الغاز والنفط غير المستخرج في الأراضي اللبنانية، لكن الرد كان قاسيا من قبل الحكومة اللبنانية التي أوضحت لتيلرسون أن  أي مساومة على الحقوق اللبنانية في ثرواته الطبيعية غير مقبولة.

وفي تركيا، حاول تيلرسون رأب الصدع مع أوردوغان من خلال اظهاره تفهم الولايات المتحدة للمخاوف التركية من تشكيل دويلة كردية في شرق الفرات، لكنه لم يعط تطمينات للجانب التركي بأن الادارة الأمريكية ستعزف عن تقديم الدعم لقصد (وحدات حماية الشعب الكردي مع العشائر) وكان الكونغرس الأمريكي قد خصص 400 مليون دولار لدعم الجيش الحر و500 مليون لدعم قصد.   

وفي ذات السياق، يعتزم حلف شمال الأطلسي "الناتو" إنشاء قاعدة عسكرية في العراق، بغرض تدريب القوات الأمنية المشتركة في إطار "مكافحة" تنظيم داعش المتطرف ومعالجة العبوات الناسفة محلية الصنع. ويذكر ان حلف شمال الاطلسي لم يشارك لحد الآن في الحرب ضد تنظيم داعش، بالرغم من أن تحالفا دوليا يضم العديد من دول الحلف يحارب داعش في العراق وسوريا بقيادة الولايات المتحدة الاميركية. وهذه القاعدة ستكون بمثابة حربة متقدمة في قلب العالم العربي والاسلامي، خاصة وأن الولايات المتحدة تعد العدة الآن مع حلفائها لضرب ايران عسكريا. والناتو أيضا يمتد نحو الشرق تمهيدا لانشاء مسرح عسكري على الحدود مع روسيا.

ومن جهته، قال السيد توم دوغان (بريطاني الجنسية) الذي يعمل مراسلا حربيا  (للأزمنة) "اسرائيل ستضرب أهدافا في دمشق في وقت قريب، سيكون هذا الهجوم استباقي ومدوي، وهذا يتطابق مع المعلومات التي حصلنا عليها من الولايات المتحدة والتي تقول أن أولوية اسرائيل الآن هي تدمير القوة الصاروخية السورية وتوجيه ضربة موجعة لايران وحزب الله في الداخل السوري لاجبارهما على الانسحاب من سوريا.

وحول زيارة تيلرسون للمنطقة، أضاف أن "محور الشر الذي تقوده أمريكا سيتشكل من جديد لمواجهة ايران عبر افتغال أزمات داخلية، وخارجية باللعب على الوتر الطائفي الشيعي-السني، وسيعتمد الأمريكان على الحكومة البريطانية في ترويض الأردن، كما سيجرون اصلاحات حكومية  العراق ومصر لوضع كل الدول العربية التي تدور في فلكهم في مواجهة مباشرة مع سوريا، ايران، حزب الله وروسيا."

وقد وردت معلومات عاجلة للأزمنة تقول بأن الأمريكان وحلفائهم يحشدون قواتهم لصد هجوم مرتقب من الجيش السوري وحلفائه على درعا، جنوب سوريا، ومنطقة دير الزور الواقعة شرقا لاجتياز نهر الفرات. ويقول الأمريكيون أن سوريا جهزت أسلحتها السورية المضادة للطيران للرد على الضربات الجوية الأمريكية والطائرات الاسرائيلية.