باريس تبحث عن شرعية لاستمرار قواتها بزعم «بناء السلام» … البيت الأبيض يكذب ماكرون: انسحابنا من سورية «في أقرب وقت»

باريس تبحث عن شرعية لاستمرار قواتها بزعم «بناء السلام» … البيت الأبيض يكذب ماكرون: انسحابنا من سورية «في أقرب وقت»

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٧ أبريل ٢٠١٨

لم تمض ساعات قليلة على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إقناعه للرئيس الأميركي بعدم سحب قوات بلاده من سورية، حتى نفاها البيت الأبيض وأكد اقتراب سحب هذه القوات، ما دفع ماكرون للبحث عن شرعية أطول لوجود قواته في سورية بزعم «بناء السلام» على حين اعتبر خبير أميركي أن وجود قوات بلاده في هذا البلد بات غير مبرر.
وكان ترامب أعلن من ولاية أوهايو أواخر آذار الماضي، أن بلاده ستنسحب قريباً من سورية «وتترك الآخرين يهتمون بالأمر»، ما أثار استغراب وزارة الخارجية الأميركية التي أعلنت على الفور حينها أنه لا معلومات لديها بشأن خطط سحب القوات الأميركية من سورية، قبل أن تقنع ترامب بالحفاظ على وجود تلك القوات «لفترة محدودة».
إلا أن ماكرون أكد الأحد أنه أقنع ترامب بعدم سحب القوات الأميركية من الأراضي السورية، وذلك بعد يوم واحد فقط من عدوان ثلاثي على سورية شنته باريس وواشنطن ولندن بمزاعم أن الجيش العربي السوري استخدم السلاح الكيميائي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية في السابع من نيسان الجاري.
وبعد ساعات من حديث ماكرون سارع البيت الأبيض إلى تكذيبه، مؤكداً إصرار ترامب على الانسحاب من سورية «في أقرب وقت ممكن» وأن المهمة الأميركية هناك «لم تتغير». وبحسب وكالة «فرانس برس»، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز إن «المهمة الأميركية لم تتغير»، مضيفة: «الرئيس (ترامب) كان واضحاً، إنه يريد أن تعود القوات الأميركية بأقرب وقت ممكن إلى الوطن».
وذكرت وكالة «سانا»، أنه وبحسب ما اعتادت عليه إدارة ترامب من ابتزاز لأدواتها من أنظمة الخليج عادت ساندرز لتذكر هؤلاء بما يجب عليهم دفعه لتمويل خططهم في المنطقة ونقلت عنها قولها: «نتوقع أن يتحمل حلفاؤنا وشركاؤنا الإقليميون مسؤولية أكبر عسكرياً ومالياً».
وتابعت ساندرز: «نحن عازمون على سحق تنظيم داعش (الإرهابي) بالكامل وخلق الظروف التي تمنع عودته»، إلا أن «سانا» ذكرت أن حقائق الميدان كشفت، إضافة إلى الوثائق، بالدليل القاطع الدعم الأميركي المفضوح للإرهاب، بل وتصنيعه أيضاً، وأشارت الوكالة إلى أن أبرز الأدلة هو ما جاء في كتاب «خيارات صعبة» لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون من أن الإدارة الأميركية قامت بتصنيع تنظيم داعش الإرهابي بهدف خلق الفوضى في الشرق الأوسط كمقدمة لتقسيمه ونهب ثرواته.
واستمر ماكرون أمس في سيناريو الدول المعتدية الثلاث التي حشدت دبلوماسيتها منذ يوم السبت الماضي لتبرير العدوان غير الشرعي على سورية، معلناً عن تطابق الموقف بين بلاده والولايات المتحدة لجهة أن وجودهما العسكري في سورية «سينتهي في اليوم الذي يتم فيه إنجاز الحرب ضد داعش».
وزعم ماكرون بعد لقائه رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا اردرن في الإليزيه «لدينا هدف عسكري واحد: الحرب ضد تنظيم داعش»، وأوضح: أن «البيت الأبيض محق حين يذكر بأن الالتزام العسكري هو ضد داعش وسينتهي في اليوم الذي يتم فيه إنجاز الحرب على داعش، ولفرنسا الموقف نفسه». وأضاف ماكرون: «لا أخطئ حين أقول إن الولايات المتحدة، لكونها قررت هذا التدخل معنا، أدركت تماماً أن مسؤوليتنا تتجاوز مكافحة داعش وأنها أيضاً مسؤولية إنسانية على الأرض ومسؤولية تمتد فترة طويلة لبناء السلام».
في سياق متصل أكد عضو مجلس الخبراء لدى رئاسة المجمع الصناعي الدفاعي الروسي فيكتور موراخوفسكي، أن الوجود الأميركي في سورية «قد فقد معناه».
وبحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» قال موراخوفسكي: إن «التجمع الأساسي للقوات الأميركية يقع في العراق، والولايات المتحدة اليوم ممثلة في سورية بوحدات من قوات العمليات الخاصة وبأعداد غير كبيرة، ولم يعد هناك معنى لوجود هذه القوة هناك لأنها في الواقع لا تستطيع السيطرة على منطقة شاسعة داخل حدود سورية لفترة طويلة وهي قد تدخل في نزاع مع تركيا وطبعاً مع الحكومة السورية أيضاً».
واعتبر موراخوفسكي، أن وجود قوة العمليات الخاصة الأميركية في سورية، هو سيناريو مؤقت بالنسبة لواشنطن ويهدف قبل كل شيء، إلى دعم السياسية الموالية للولايات المتحدة.