هل "قمة سنغافورة" هي نهاية كوريا الشمالية النووية؟

هل "قمة سنغافورة" هي نهاية كوريا الشمالية النووية؟

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٣ يونيو ٢٠١٨

في حين ان ترامب يراجع النتائج لقمة سنغافورة ويقيمها متفائلا كخطوة اولى في إغلاق الملف النووي لكوريا الشمالية، يبدو ان زعيم كوريا الشمالية "كيم جونغ اون" يعتبر التركيز على الوضع الراهن اساسا هاما في المفاوضات مع ترامب.
 بيد أن وسائل الاعلام و المسؤولين الاميركيين كانوا ينتظرون قمة اليوم بين ترامب وكيم منذ أشهر ويتذكرون ذلك كنقطة تحول في التاريخ المعاصر، وفي حال ان الولايات المتحدة خاصة الرئيس ترامب يعتبرها نجاحا للضغوط الاميركية وتشديد التهديدات وفرض العقوبات ضد بيونغ يانغ، فيبدو انه لانية لدى كوريا في نزع السلاح النووي وهذا الامر واضح من خلال التأمل في تصريحات و بيانات القيادة والحكومة الكورية الشمالية. حيث ان تدمير محطة نووية و تفكيكها كانت المبادرة الوحيدة التي أنجزتها كوريا الشمالية لإظهار حسن النية.
وهذا يدل على ان كوريا الشمالية تسعى في ظل هذه الظروف إلى تثبيت المستوى الجديد لقوتها الاستراتيجية ولاتريد التخلي عن قدرتها النووية التي حصلت عليها في ظل استمرار العقوبات الأجنبية خاصة الاميركية وقد دفعت ثمنا باهظا لها وتكلفت الكثير للوصول اليها.
من النقاط اللافتة للنظر في اجتماع اليوم هو أن كل طرف من الأطراف ينظر إلى الاجتماع من وجهة نظره الخاصة به. في المعسكر الاميركي يوجد ترامب وهو قليل الخبرة في عالم السياسية وبوصفه رجل أعمال حكيم يعتقد أن كل شيء مثل السلع يمكن شراؤه وبيعه وله سعره الخاص. وهو يعتقد أيضًا أنه وباعتباره من أهل السوق كلما علا صوت صراخه ، فقد زاد من فرص نجاحه وكسب الصفقات.
في المقابل، في المعسكر الكوري الشمالي، خلال ستة عقود على الأقل من التجربة السياسة في مواجهة العداء، التهديدات والعقوبات الأميركية، وخاصة التجربة الإيرانية - الأميركية الأخيرة في التعاون النووي كوثيقة أساسية، تجعل البلاد أكثر حساسية للنكث بالعهود من قبل الطرف الأميركي.
وقد جربت كوريا الشمالية النكث بالعهود من قبل الطرف الاميركي والوعود بتفكيك السلاح النووي مقابل المساعدات السياسية والاقتصادية.
لقد وضعت كوريا الشمالية نصب عينيها نتائج شراكة الولايات المتحدة مع الدول الكبرى الأخرى في الوصول الى اتفاق نووي مع إيران وموضوع الانسحاب الاميركي من الاتفاق خلال الأيام الماضية، ولذلك ستتفاوض بذكاء وسوف تكون دقيقة جدا عندما تتفاوض وحدها مع الولايات المتحدة.
وفي الختام، فان كوريا الشمالية لم تعد بوضع التخلي عن التجربة النووية و الصاروخية، وهنا سيجلس الطرف الكوري الشمالي امام الاميركي نداً لند على طاولة المفاوضات، ولذلك نتوقع ان تكون نتائج القمة في سنغافورة التي تسمى "تاريخية" بعيدة جدا عن ما يبتغيه ترامب.