مرجع سياسي: عند برنارد لويس الخبر اليقين ولعنة التقسيم حلّت على أمّة بدأت بالتحلّل

مرجع سياسي: عند برنارد لويس الخبر اليقين ولعنة التقسيم حلّت على أمّة بدأت بالتحلّل

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٣ مايو ٢٠١٥

مفيد سرحال
الولايات المتحدة الاميركية جمعت ولاياتها ووزعت القسمة على الآخرين تقاسما للنفوذ وتقسيمات للمجزأ من ارض العرب، ونجح العقل اليهودي القابع في اروقة مراكز القرار الاميركي في تسوية عمارة العروبة بالارض لصالح المذهبيات والقبائل والوحوش الآدمية الكاسرة بحسب مرجع سياسي مخضرم، واخرجوا مصر من دائرة الصراع ورأوا في العراق بديلا فأخذوه على حين غرة وبدأ مخطط التجزئة الذي كان مهد له برنارد لويس وترجمه المحافظون الجدد بزعامة البوشين والكل يذكر قول بوش الاب سنعيد العراق الى العصر الحجري وكأنه يرجع صدى المذمور التوراتي 137 «وأنت يا بابل المخربة طوبى لمن يأخذ اطفالك ويضرب بهم الصخر» واطلت المقاومة في لبنان وأذلت دولة الاغتصاب او اسرائيل في 93 - 96 والتحرير عام 2000 وانتصار تموز 2006 واطل معها كلام سوداء البيت الابيض «كوندي» التي تحدثت صراحة عن ولادة شرق اوسط جديد كتبت حروفه الاولى بدماء الجنوبيين، فهجع المخطط ولكنه لم ينم نومة اهل الكهف بل بقي عرضة للاستفاقة كلما سنحت الظروف.
وجاءت الحرب الكونية على سوريا منذ خمس سنوات يضيف المرجع لاسقاط الدولة الوطنية السورية المستقرة بمكوناتها كأنموذج نقيض للدولة اليهودية من جهة وكاحتياط استراتيجي في معركة المصير القومي من خلال جيشها ودورها الداعم لقوى المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق رغم عروض واغراءات وزير خارجية اميركا كولن باول عام 2003 للرئيس الاسد برفع اليد عن هذه المقاومات مقابل بسط سلطانه على سوريا ولبنان لسنوات طوال وطبعا قوبل الطلب بالرفض القاطع وبدأ التحييك لتغيير سريا ومعها خارطة المنطقة وغاية الغايات في هذا المجال حفظ امن اسرائيل الذي اهتز على يد رجال حزب الله من خلال توازن الردع وقلق اسرائيل الوجودي عقب حرب تموز وتدني الوظيفة الاستراتيجية للدولة العبرية فكان لا بد من خطة انقاذية اجترحها العقل الصهيوني القابض على السياسات الخارجية للغرب وعلى رأسه اميركا من خلال حكومة خفية تدير تلك الدول وتحدد لها مسارها بما يخدم مصالح دولة «اسرائيل» فكان الاستناد والاستئناس بخطة برنارد لويس لتقسيم العالم العربي الى دويلات على اساس طائفي واثني واغراقه في بحر من الدم والصراعات الدينية لتظهر «اسرائيل» دولة مركزية تحكم المنطقة وتحقق حلم دولة اسرائيل الكبرى.
وقد صدّق هذه الخطة، يتابع المرجع الكونغرس الاميركي عام 1983 وتقوم على اشعال النعرات الاثنية والعرقية والدينية وتقسيم كل دولة عربية الى اربعة دول وبعضها الى اكثر ويقول برنارد لويس: ان العرب والمسلمون قوم فاسد ويستحيل عليهم تكوين دولة بالمعنى الحديث لأنهم مؤسسون على مجتمع محكوم بالنظام القبلي الطائفي والى جانب فسادهم فهم فوضويون لا يمكن تحضيرهم واذا تركوا لانفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات ارهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات لذلك، الحل الاسلم احتلالهم واستعمارهم وتقسيم اقطارهم الى وحدات عشائرية وطائفية، ومن ينظر الى التوسع السريع لـ«داعش» في سوريا والعراق وخارطة دولة الخلافة التي تم توزيعها فيراها مطابقة تماما لخطة لويس ما يطرح علامات استفهام كبرى حول المصنع الذي فبرك هذا التنظيم وحديث الاميركيين عن تحالف لمحاربته على مدى سنوات ما هو الا لغو وذر للرماد بالعيون لا بل رسم ممنهج لحركته على الارض ترجمة لما هو مخطط من رسم الحدود الدينية للدويلات المزمع انشاؤها وقد تبلورت او على الاقل بدأت تتمظهر على الارض بعد التمدد الملحوظ والسريع في سوريا والعراق وباشراف تركي واضح والذي يبحث عن دور على البقعة السورية يقابل الدور اليهودي من خلال دولة «اسرائيل» وبموازاة الحضور الامبراطوري المتقدم لايران خاصة وان السعودية الطامحة لمثل هذا الدور غرقت في الوحل اليمني وتحوي بذور تقسيمها من داخلها وما التفجيرات للمساجد الشيعية ناهيك عن ردات الفعل اليمنية التي لم تبدأ بعد نذير أحداث خطرة عنوانها التقسيم تنتظر المملكة. في حين ان مصر ستستنزف جيشها ولحمتها الوطنية بالصراع المفتوح مع الاخوان وتأجيج الصراع الطائفي عاجلا ام اجلا، حيث لا مكان للعرب كامة او كقومية في هذا الزمن وما يليه لان الزمن زمن خصوصيات ومذاهب وتذابح ديني وحدود مرسومة بالدم القبلي والمذهبي والطائفي.
في ضوء ذلك يقول المرجع ان تقسيم المنطقة العربية واقع لا محالة وتموضعات داعش بغطاء اميركي ملحوظ او بالاحرى «قبة باطر اميركية» يخدم المخطط المرسوم والمرحلة تقضي بتثبيت حدود دولة داعش بين العراق وسوريا ويسعى الاتراك لخلق ضوابط لتمدد الدويلة الناشئة اذا تمكنت من ذلك لانها ستشهد تشققات مذهبية مدمرة هي ايضا اذا ما استفحل شأن الفكر الداعشي في الجغرافيا السورية اللصيقة بالحدود التركية حيث من المتوقع تحرك العلويين لمناصرة اخوانهم في الساحل السوري...
ويقول المرجع: العراق انتهى كدولة موحدة والفجور الاميركي واضح في هذا المجال من خلال اقتطاع 20% من قيمة التسليح البالغة 750 مليون دولار، لصالح الاكراد والسنة في وقاحة مشهودة غرضها تقويض السلطة المركزية - العراقية وايقاظ الحساسيات المذهبية والعرقية من خلال استقلال مالي ذاتي يعني ما يعني استقلالا جغرافيا فيما بعد..
في الشأن اللبناني يقول المرجع: الثقة مفقودة بين اللبنانيين وكل النفاق المشترك ليس الا من باب المراهنة والمجاملات والهدوء المصطنع او ما سمي بالتحييد ليس الا تخدير دولي غرضه الحفاظ راهنا على لبنان مقرا لاستخبارات العالم عبر محطات الاستعلام والمراقبة عن بعد دون لفت الانظار والمتمثلة بالسفارات الغربية وفي مقدمها سفارة الولايات المتحدة الاميركية القابضة تحت غطاء الوكالة الاميركية للتنمية على مئات النخب والجمعيات والمؤسسات غير الحكومية.. وعملياً الطوائف كيانات قائمة بذاتها عبر علاقاتها بالخارج واصطفافها في منظومة الصراع الاقليمي وعلى طريقة النفاق اللبناني يطرحون التقسيم المقنع عبر اللامركزية الادارية الموسعة تحاشياً لطرح التقسيم صراحة خاصة وان الانقسام المذهبي عميق والمسيحيون تائهون بين ضفتي هذا الانقسام لا الديموقراطية العددية تريحهم ولا الديموقراطية التوافقية تنصفهم وممنوع عليهم اختيار الحكام الاقوياء على كافة المستويات لتمثيلهم ولم يبق امامهم سوى اما الغربة او الاستعانة بالاحتياطي المسيحي المتمثل بالاغتراب لانعاشهم عدديا في ضوء الانكسار البنيوي على المستوى الديموغرافي وتوطين مليون سوري و500 الف فلسطيني في لبنان ففيروس التقسيم انتشر في جسد الامة العربية والعرب ساهون لاهون في صراع اللاصوت وحده الصراع القومي مع الصهيونية ينقذ الامة ووحدها ثقافة المقاومة المعززة بوعي شعبي ومنع سقوط سوريا في يد التكفيريين يحد من الانهيارات وخلاف ذلك تابوت وبيت بيوت وحارات بدلا من وطن الانسان...