«داعش» يوقظ الفتنة في أفغانستان

«داعش» يوقظ الفتنة في أفغانستان

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٧ مايو ٢٠١٥

بينما يتّحد العالم أكثر فأكثر ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، وتدخل تركيا على خط ضرب هذا التنظيم في سورية، وتُفتح عليه معركة الأنبار- وهي أهم معركة متساوية مع معركة الموصل - يفتح التنظيم نار الفتنة داخل افغانستان، ويدفن رأسه في الرمال، وكأنه بألف خير، ما يشكّك بأهدافه الاستراتيجية التي فقدت أفقها.

ويقول المقاتل في حركة «طالبان» الأفغانية سفيان سابق لـ «الراي» ان «العصبة العوّادية (تيمّناً بزعيم«داعش»إبراهيم بن عوّاد البدري) اختارت محاربة ابناء (الإمارة الاسلامية في افغانستان) بدل ان تنضم للحرب على القوات الاميركية، ففي افغانستان جاء الآلاف من المهاجرين ايام الحرب على روسيا منذ 1979 وأنشأ هؤلاء تنظيم (القاعدة) ولهم قوانين مختلفة، وخلال أكثر من 20 سنة لم يحصل بيننا وبينهم اي معركة او خلاف، بل روت دماؤنا ودماؤهم نفس الارض ضد أعداء مشتركين، وها نحن اليوم، لم يستطع حلفاء اميركا في حلف الاطلسي التغلّب علينا ونحن نعدّ عشرات الآلاف، واجبرنا الولايات المتحدة على إطلاق بعض قياداتنا، ولسنا جبناء، بينما يملك (داعش) بضع مئات من المقاتلين، فهل يفكّر ابناء (دولة الخوارج) انهم يستطيعون التغلّب علينا؟»

وأكد ان «قيادة (الامارة الاسلامية) اتخذت قراراً بالقضاء على فتنة الدواعش وارسلت قوات الى ننغرهار وقندهار للقضاء على هذه الظاهرة التي نشك بأسبابها وظهورها في بلد، لا تزال رحى الحرب دائرة على ارضه ضد الاميركيين وحلفائهم، بينما يأتي هؤلاء مدّعين انهم على منهاج النبوة لقتالنا وقتل قياديينا، أليس هذا ما فعلته اميركا العام 2008 بالقبائل العراقية الانبارية وأنشأت منهم الصحوات لقتال (القاعدة) في العراق؟ اين وجه الفارق بين ما يحصل اليوم في افغانستان وصحوات العراق؟ فاذا اتيناهم بالنصيحة قالوا اننا مرتدون، ألا يفقهون من العلم شيئا؟».

وشرح سفيان لـ «الراي» ان «الساحة الجهادية في افغانستان تتّسع لجميع المجاهدين مهما اختلفت قيادتهم بالاسم، فكلنا على عقيدة واحدة وهدف واحد، إلا ان (داعش) أعلن هدفاً مختلفاً تماماً، ما يضعه اليوم في مكان العدو، ويعزّ علينا قتل المسلمين الموحِّدين، إلا ان ضرورة منْع الفتنة تقتضي القضاء عليهم وقلع جذورهم من افغانستان قبل ان ينتشر المرض، من خلال الاغراءات المادية التي يوفرها (داعش) لكل من يبايعه، وهكذا فقد قُدّر لافغانستان ان تجابه عدواً تعرفه وهو حلف الأطلسي، وعدواً أخطر من الداخل يستطيع التغلغل بين صفوفنا، إلا ان هذا السرطان الداعشي لن يطول عمره في (الامارة الاسلامية) تحت ظل (طالبان)».