ثعلب أنقرة يعزف مجدداً على الوتر القومي ضد الأكراد

ثعلب أنقرة يعزف مجدداً على الوتر القومي ضد الأكراد

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢ أغسطس ٢٠١٥

توقيع الاتفاق النووي مع إيران، وتقدم الجيش العربي السوري في مناطق عدة آخرها مدينة الحسكة، وقبلها تغير الخارطة السياسية للأحزاب التركية في البرلمان، ثم تطور الأحداث الأمنية في الداخل التركي لاسيما مقتل شرطيين تركيين، حول الواقع التركي إلى كابوس.

يحاول الفريق الإخواني استغلال أي خرق أمني في تركيا، لتجريم خصومه، الأصابع الأردوغانية عادت لتشير إلى حزب العمال الكردستاني في حادثة قتل الشرطيين، بحيث سيتم اللعب على استثارة عواطف القومية التركية ضد الأكراد، قد يكون الهدف استصدار قرار يفعل الحرب ضد حزب العمال الكردستاني، وقد تكون هناك محاولات لإحراج كافة الأحزاب ذات النزعة الشعوبية كحزب الشعوب الديمقراطي الكردي الوافد حديثاً بقوة إلى البرلمان، لن نستبعد حدوث تطورات أمنية كمواجهات بين متشددين قوميين أتراك ضد القوميين الكرد، وقد تكون حادثة قتل الشرطيين بوابةً لضرب حزب الشعوب الديمقراطي بالحركة القومية، هذان الحزبان وافدان إلى البرلمان التركي على حساب أكثرية حزب العدالة والتنمية، وضرب هذين الحزبين سيحقق لأردوغان خلق شرخ بينهما وكسب الحركة القومية إلى جانبه لتشكيل حكومة ائتلافية يكون أساسها التعصب للقومية التركية، الوتر المفضل لأردوغان كي يعزف عليه إلى جانب الوتر المذهبي.

رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تشييع الشرطيين، تعهّد بمواصلة قصف مواقع الكرد و ضرب عناصر "داعش"، وعلى إثر ذلك أعلنت ولاية غازي عنتاب قراراً حددت بموجبه منطقتين على الحدود مع سوريا كمناطق أمنية خاصة لمدة عشرة أيام بذريعة دعم الوضع الأمني على حدودها مع سوريا، ووفق هذا القرار تقوم قيادة الدرك ومديرية أمن الولاية بمهمة التفتيش لدخول كافة العربات وخروجها، فيما كثفّت القوات التركية انتشارها العسكري على الحدود مع سوريا، والقرار كما يُفهم منه ليس سوى وسيلةً للبدء بحصار الأكراد السوريين ومنع وصول أية مساعدات لهم من قبل أبناء جلدتهم في تركيا، أنقرة تزعم أنها تريد قتال داعش، لكنها تفضل هذا التنظيم المتطرف على الأكراد، لا يمكن بطبيعة الحال دخول سيارات من سوريا إلى الداخل التركي دون علم السلطات التركية، وقد دخلت المئات من الشاحنات المحملة بالسلاح من الداخل التركي إلى سوريا، بعلم الاستخبارات التركية نفسها، فكيف يريد أردوغان الآن إقناع الرأي العام بأن هناك استنفاراً أمنياً في غازي عنتاب على الحدود مع سوريا لمحاربة الإرهاب؟!.