فقدان عشرات اللاجئين في "المتوسط"

فقدان عشرات اللاجئين في "المتوسط"

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٤ سبتمبر ٢٠١٥

فُقِد عشرات اللاجئين قبالة السواحل الليبية، اليوم الجمعة، بعدما غرق زورقهم المطاطي في البحر الأبيض المتوسط، فيما دعا المفوّض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين انطونيو غوتيريس، إلى توزيع مئتي ألف طالب لجوء على الأقل في الإتحاد الأوروبي، وطلب إلزام كل دول الإتحاد المشاركة في هذا البرنامج.
وقالت "المنظمة الدولية للهجرة"، التي تحدثت إلى ناجين إن سفينة لخفر السواحل الإيطالي أنقذت 91 شخصاً، وعثرت على جثة واحدة، موضحة أن الناجين الذين نقلوا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية قالوا إن زورقهم كان يقل بين 120 و140 شخصاً.
وأوضح المتحدث باسم "منظمة الهجرة العالمية" فلافيو دي جياكومو لوكالة "فرانس برس": "هذا غالباً ما يحصل، فالهواء سرعان ما بدأ يتسرب من الزورق المطاطي بعيد الإبحار فدب الذعر بين الركاب الذين تجمعوا على أحد جوانبه".
وأضاف أن "كثيرين وقعوا في الماء، وغرق البعض منهم، وتمكن آخرون من الصعود مجدداً على متن الزورق"، موضحاً أن القسم الأكبر من الركاب كانوا آتين من الصومال والسودان ونيجيريا".
وأعلن خفر السواحل الإيطاليون، في بيان، أنهم أنقذوا 91 شخصا وانتشلوا جثة واحدة على متن الزورق الذي غرق نصفه.
وفي الوقت نفسه، أنقذت سفينة أخرى لخفر السواحل زورقاً ثانياً كان يواجه صعوبات، وينقل 106 أشخاص بينهم نيجيرية حامل وضعت مولودها في سفينة الإنقاذ.
وأفادت الحصيلة الأخيرة لـ"منظمة الهجرة العالمية" بأن أكثر من 118,500 لاجئ وصلوا إلى ايطاليا عبر البحر المتوسط منذ بداية السنة، ولقي 2580 مصرعهم او اختفوا لدى محاولتهم العبور.
وفي سياق متصل، أوضح المفوّض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين، في بيان، أن برنامج توزيع اللاجئين على دول الإتحاد الأوروبي، يقضي بأن "الأشخاص الّذين يملكون طلبات حماية صالحة، يجب أن يستفيدوا بعد ذلك من عملية إيواء جماعية بالمشاركة الإلزامية لكل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي"، لافتاً الإنتباه إلى أنَّ "تقديرات أولية تشير الى الحاجة لرفع إمكانيات الإيواء إلى مئتي ألف مكان".
وأشار إلى "أنَّها أزمة لاجئين وليس مجرد ظاهرة للهجرة" لأنَّ غالبية اللاجئين إلى اليونان هم من دول تشهد نزاعات مثل سوريا والعراق وأفغانستان"، مؤكدًا أنَّ "الطريقة الوحيدة لحلّ المشكلة هي وضع "استراتيجية مشتركة تستند إلى المسؤولية والتضامن والثّقة".
وفي السياق، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اليوم الجمعة، أن لندن ستستقبل "آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين لتؤدي بذلك واجباتها الأخلاقية"، بعدما وجهّت إليه انتقادات بسبب تقصيره في المشاركة في تسوية الأزمة، معبراً عن تأثره بصورة الطفل السوري.
وأشارت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ميليسا فليمنغ، إلى أن بريطانيا تعرض استقبال 4000 لاجئ من  السوريين.
وأضافت فليمنغ "نرحب كثيراً بزيادة أماكن إعادة توطين السوريين في المملكة المتحدة. ستكون هذه الأماكن مهمة بالنسبة لحياة ومستقبل أربعة آلاف شخص."
وبالنسبة إلى مسألة التوزيع العادل لحصص اللاجئين بين الدول الأوروبية، ستكون من ضمن أولويات المفوضية الأوروبية التي ستكشف في التاسع من شهر أيلول الحالي، أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ عن مقترحات جديدة، قائمة على إنشاء آلية دائمة للتوزيع، لكنّ إزاء الوضع العاجل خصوصاً في المجر وايطاليا واليونان، سيطلب رئيس المفوضية جان كلود يونكر، من الدول الأعضاء "توزيع 120 ألف لاجئ إضافي بشكل عاجل داخل الإتحاد الأوروبي". وهي مهمة لن تكون سهلة نظراً للاعتراضات المعلنة من العديد من الدول على طلب سابق للمفوضية لاستقبال 40 ألف طالب لجوء وصلوا الى اليونان وايطاليا.
وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان: "لا أحد يريد البقاء في المجر أو سلوفاكيا أو بولندا او استونيا. جميعهم يريدون التوجّه إلى ألمانيا"، معلناً رفضه لنظام الحصص.
ورأى أن الأوروبيين قد يصبحون "أقلية في قارتهم"، ودافع عن موقف بلاده المتشدّد من اللاجئين بعدما قضى المئات ليلتهم عالقين في قطار مكدّس في محطة للسكك الحديدية غرب بودابست يحيط به أفراد من الشرطة، رافضين الذهاب إلى مخيم قريب لطالبي اللجوء.
وقال اوربان للإذاعة الرسمية، في مقابلة تجرى معه بانتظام: "الواقع هو أن أوروبا مُهدّدة بتدّفق بشري هائل. يمكن أن يأتي عشرات الملايين من الناس إلى أوروبا. إننا الآن نتحدث عن مئات الآلاف لكننا سنتحدث العام المقبل عن الملايين ولا نهاية لهذا"، مشيراً إلى أننا "سنجد أنفسنا فجأة أقلية في قارتنا."
ومن المتوقّع أن يُقرّ البرلمان المجري، اليوم، مجموعة إجراءات لإغلاق الحدود الجنوبية للبلاد مع صربيا وإقامة مناطق احتجاز يظلّ اللاجئون فيها إلى أن يتم النظر في أوراقهم وربما إعادتهم إلى صربيا.
وقال اوربان: "لا يمكن للمجر تجاهل قواعد شنغن في إجراءاتها"، في إشارة إلى المنطقة الأوروبية التي يُمكن التنقل في داخلها من دون تأشيرات سفر.
وأضاف: "يجب أن يتعاون اللاجئون مع السلطات المجرية والسلطات الألمانية وإذا أرادت ألمانيا استقبال السوريين فعليها إصدار تصريح لهم بالذهاب إلى ألمانيا".
وتابع: "نحن المجريون إذا ما أردنا الاستمرار في التنقّل بحرية داخل أوروبا. يجب علينا أن نحمي حدودنا ونلتزم بقواعد الاتحاد الأوروبي في محطة القطارات الشرقية في بودابست أيضاً".
وقال: "يجب أن يكون الجميع مستعدون لهذا: صربيا ومقدونيا واللاجئون ومهربو البشر. نحن أنفسنا سنكون مستعدين لهذا. سيبدأ عهد مختلف يوم 15 ايلول".
ومن المقرّر أن يبحث وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في الرابع عشر من الشهر الحالي، في تعديل اتفاقيات دبلن، التي تُنظّم عملية التكفّل باللاجئين في الاتحاد الأوروبي.
هذا وأعلنت المفوضية العليا للاجئين أن نحو "5600 مهاجر ولاجئ دخلوا الخميس إلى مقدونيا من اليونان، أي اكبر بمرتين من الرقم العادي ليوم واحد، الذي يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف شخص".
وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمينغ إن "5600 شخص دخلوا الخميس".
وفي بلغاريا، اعتقلت السلطات 39 سورياً في غابة قرب بلدة بيرنيك الغربية بعد تركهم في ما يبدو على طريق سريع، بينما كانوا يُحاولون العبور من بلغاريا إلى صربيا المجاورة.
وقالت رئيسة بلدية بيرنيك إيرينا سوكولوفا: "ليس معهم وثائق...هؤلاء أناس اجتازوا المقابلات الأولية والإجراءات المطلوبة للحصول على وضع اللاجئين. إنهم الآن في مركز الشرطة حيث سيتمّ أخذ بصماتهم للتعرّف عليهم".
وذكر مدير إدارة المنطقة في شرطة بيرنيك فالنتين بوتشينسكي أنهم سوريون. ولم يتّضح بعد أين أجريت المقابلات أو من قام بنقل المجموعة التي قال بوتشينسكي إنها تضم 20 رجلاً و14 امرأة وخمسة أطفال.