الكونغرس الأميركي يُحقق بفشل بلاده الإستخباري في روسيا

الكونغرس الأميركي يُحقق بفشل بلاده الإستخباري في روسيا

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٨ أكتوبر ٢٠١٥

بدأ الكونغرس الأميركي تحقيقاً في إمكانية حدوث ثغرات بنشاط أجهزة الإستخبارات، في ما يتعلّق بالتدخّل العسكري الروسي في سوريا.
وقالت مصادر في الكونغرس ووكالات الأمن القومي، بعد أسبوع من مشاركة روسيا مباشرة في الحرب السورية، إن لجنتي الإستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب، تسعيان للتحقّق من مدى إغفال أجهزة التجسس لأي مؤشرات تحذيرية ومدى سوء الحكم عليها.
وأكدت المصادر أن اللجنتين ستفحصان التقارير التي أصدرتها الوكالات، وتستجوب الضباط الذين شاركوا في وضعها، مشيرين إلى أنه من غير المقرّر في الوقت الحالي عقد جلسات استماع علنية.
وسيمثِّل العثور على أي ثغرات كبرى، الحلقة الأحدث في سلسلة من الإخفاقات للإستخبارات الأميركية في السنوات الأخيرة، من بينها مفاجأة استيلاء موسكو على شبه جزيرة القرم الأوكرانية العام الماضي، والتوسّع الصيني السريع في إقامة جزر في بحر الصين الجنوبي.
وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، إنه على الرغم من أن وكالات التجسّس سعت لتعزيز عمليات جمع المعلومات عن روسيا منذ الأزمة في أوكرانيا، إلا أنها ما زالت تعاني من عدم كفاية الموارد بسبب التركيز على مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط ومنطقة أفغانستان وباكستان.
وأصرّ مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، طلب عدم نشر اسمه، على أنه لا تُوجد "مفاجآت"، وأن المسؤولين عن رسم السياسات "مرتاحون" لما تلقّوه من استخبارات قبل الهجوم الروسي.
وكانت أجهزة الإستخبارات تابعت بحرص الحشد العسكري الروسي في سوريا في الأسابيع الأخيرة، والذي أثار انتقادات من البيت الأبيض وطالب موسكو بتفسير أفعالها.
لكن المسؤولين الذين تحدّثوا مشترطين عدم الكشف عن أسمائهم، قالوا إن ضباط الإستخبارات والإدارة الأميركية فوجئوا بالسرعة والجرأة التي تحرّكت فيها روسيا لاستخدام قواتها الجوية، وكذلك قائمة الأهداف الروسية التي شملت مواقع مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة.
وقال مصدر: "توقّعوا أن يحدث بعض من هذا، لكنهم لم يدركوا جسامة ما يحدث."
وأثار التحرّك الروسي المفاجئ في الأزمة السورية الشكوك حول استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما في الشرق الأوسط، وكشف تآكل النفوذ الأميركي في المنطقة.
ومن المحتمل أن يُعرقل نقص المعلومات والتحليلات الموثوقة جهود أوباما لإعداد ردّ يستعيد من خلاله زمام المبادرة من موسكو.
وقال السفير الأميركي السابق في موسكو مايكل مكفول: "لم يتوقّعوا السرعة التي صعَّد فيها بوتين الأمور. فهو يُحبّ عنصر المباغتة."
وقال مسؤولون إن وكالات الإستخبارات الأميركية تابعت بالفعل، وعن كثب، تحرّكات روسية لتوسعة البنية الأساسية في قاعدة جوية رئيسية في اللاذقية، بالإضافة إلى نشر معدات ثقيلة من بينها طائرات قتالية في سوريا.
وأضاف المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية: "نحن لا نقرأ ما في الاذهان. فلم نكن نعلم متى ستُطلق روسيا الطلعة الأولى. لكن تحليلنا للقدرات الموجودة هناك أنها موجودة لغرض."
وأوضح مسؤولون آخرون أن الوكالات الأميركية تأخّرت في تقييم نيّة الروس، والسرعة التي ينوون بدء عملياتهم بها، حتى أن السكرتير الصحافي للرئيس أوباما، جوش ارنست، امتنع عن استخلاص "استنتاجات مُحدّدة" بشأن استراتيجية روسيا.
وأشار مصدر إلى أن الخبراء الأميركيين اعتقدوا في البداية أن الحشد العسكري الروسي، ربما كان لمناورة عسكرية مفاجئة أو استعراض موقت للقوة، لا الإستعداد لهجمات متواصلة على نطاق واسع على أعداء الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال مسؤول آخر إنه بعد مراجعة أولية، يعتقد محقّقون في الكونغرس أن "المعلومات الخاصة بذلك لم تكن تنتقل بالسرعة الكافية عبر القنوات"، بينما أوضح مصدر آخر أنه حدث تأخير يُعادل أسبوعاً، قبل أن تبدأ الوكالات في التحذير من قرب بدء عمليات عسكرية روسية.
وأيّد السفير الأميركي السابق في موسكو الرأي القائل إن إدارة أوباما كانت مسيطرة على الوضع أثناء استعداد روسيا للهجوم، وأوضح أنه لو تيسر للإدارة الاميركية تقييماً أسرع أو أدق للإستخبارات، لما تغير من الأمر شيء يذكر على الأرجح.