هل سيبدل ترامب المعادلات في الشرق الاوسط؟

هل سيبدل ترامب المعادلات في الشرق الاوسط؟

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٦ ديسمبر ٢٠١٦

تتطلع شعوب وإتنيات الشرق الاوسط بكثير من الحماس الى الثامن من الشهر المقبل وهو موعد تسلم الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب لسلطاته الدستورية، ليتابعوا الاسلوب الذي سيعتمده تجاه قضايا منطقتهم التي تشكل أخطر القضايا العالمية لما تجره من حروب وويلات منذ سبعة عقود متتالية، ولعل أخطرها السنوات الخمس الأخيرة.
فمواقف الرئيس المنتخب التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية قد يطرأ عليها تعديل – كما حصل مع رؤوساء سبقوه – وخصوصاً في ما يتعلق منها بمحاربة الارهاب والموقف من الدولة اليهودية، وللمصادفة فقد أعلن البنتاغون منذ بضعة أيام، عن نتائج تحقيقاته حول الغارات التي نفذتها طائرات التحالف الاميركي منتصف شهر ايلول الماضي، وبشكل متعمد، على مواقع للجيش السوري في مدينة دير الزور، في حين أن مهمتها المعلنة هي استهداف الجماعات الارهابية المتواجدة على الاراضي السورية والعراقية. حيث أعلن رئيس لجنة التحقيق الجنرال ريتشارد كاو ب :”أن ما حصل كان “خطاً مؤسفاً” ناجم عن تصرفات بشرية”. وأصر المسؤول الاميركي :”على ان العسكريين الذين قاموا بذلك العمل كانوا يعتقدون أنهم يقصفون مواقع للارهابيين”!
معظم المراقبين والمتابعين اعتبروا أن تصريح هذا المسؤول الاميركي الذي يحمل رتبة جنرال يمثل “نكتة العصر” لانه ينم فعلاً عن استخفاف بعقول الرأي العام العالمي.
فهل يُعقل أن تقوم طائرات اميركية حديثة ومتطورة بقصف متواصل لمدة ساعة تقريباً من دون أن تدري ماذا تقصف، أو أين تقصف؟ في وقت كان فيه جميع الخبراء العسكريين يجزمون بأن القصف الاميركي المشار اليه كان يهدف الى افراغ الاتفاق السياسي الذي كان قد تم التوصل اليه بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف بشأن حل سياسي في سوريا من مضمونه.
واذا كان الرئيس المنتخب ترامب ينوي فعلا ترجمة وعوده بمحاربة الارهاب بالتعاون مع موسكو فالاسئلة التي يطرحها المراقبون هي من طراز: هل تمت استشارة الرئيس المنتخب ترامب قبل اذاعة نتائج التحقيق؟ وهل سيماطل ويراوغ ترامب في محاربة الارهاب كما فعلت الادارة السابقة التي كانت تغض الطرف عن الارهابيين وتصرفاتهم؟
أما بخصوص العلاقة مع اسرائيل فيبدو أن الرئيس الجديد قد حسم خياراته منذ ما قبل انتخابه فهو قد وعد الدولة العبرية بالاعتراف بالقدس عاصمة لها متجاهلاً قرار القمة العربية التي انعقدت في عمان عام 1980 والتي قررت قطع العلاقات مع أية دولة تعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل أو تنقل اليها سفارتها. في وقت ينوي فيه تعيين صهره “اليهودي المذهب” مندوباً رئاسياً الى منطقة الشرق الاوسط.مع عدم إغفال أن معظم الذين يقترح تعيينهم في إدارته هم من الصقور.