إعصار عسكري وسياسي في سورية.. جيش الجبابرة يقول كلمته

إعصار عسكري وسياسي في سورية.. جيش الجبابرة يقول كلمته

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٦ ديسمبر ٢٠١٦

 بالمشية العسكرية الموزونة يزمجر ليوث القضية نحو معاقل الإرهاب في الشمال، حوالي ثلثي الأحياء الشرقية في حلب باتت محررة والباقي بانتظار التطهير، وباعتراف قادة المسلحين أنفسهم فإن حي كرم الجبل وحي الشعار بحكم الساقطين عسكرياً.
أما سياسياً فإن هناك تسونامي مدمر تمثل بموجة فيتو مزدوجة روسية ـ صينية أصابت القوى الغربية بدمار وجعلتها عاجزة أمام مشروع كانت قد قدمته بخصوص هدنة لسبعة أيام في حلب، الروسي هو أشبه بطبيب سياسي حيث أردف ضربة الفيتو تلك، بتحميلة سياسية من العيار الثقيل جعلت أقفية الأنظمة الخليجية متورمة وقد تمثلت بما قاله سيد الدبلوماسية السيبيرية سيرغي لافروف من أن هناك اتصالات روسية ـ أميركية لتدبير خروج المسلحين من حلب، لافروف قال بقوة إن الجماعات المسلحة التي سترفض الخروج سيتم التعامل معها على أنها جماعات إرهابية.
تحرير مدينة حلب بالكامل سيغير المشهد العسكري والسياسي السوري، وهذا مجمع عليه، لكن الخلاف في المحطة التالية للجيش السوري، أهي دير الزور؟ أم الريف الحلبي؟ أم إدلب التي تحولت إلى مكب نفايات يجتمع فيه كل المسلحين، وكيف سيكون السيناريو في مدينة الباب، بالتزامن مع تسريبات حول قيام تركيا بتقديم عرض للروسي يتمثل ببقاء المسلحين في الأحياء الشرقية مقابل عدم دخول الجيش التركي إلى مدينة الباب التي تراها دمشق خطاً أحمراً، بطبيعة الحال فإن موسكو ردت بشكل مباشر على تلك التسريبات من خلال إعلانها وجود اتصالات مكثفة مع واشنطن بشأن خروج كل مسلحي حلب دون استثناء واعتبار من يرفض الخروج إرهابياً، فهل ستتجرأ تركيا على دخول الباب؟ ماذا ستفعل دمشق وحليفتها موسكو حيال الأمر؟.
ماذا عن الريف الدمشقي وتحديداً الغوطة الشرقية وبالأخص "دوما" معقل الإرهاب في الجنوب والثقل الذي تعول عليه الأنظمة الخليجية وخصوصاً الرياض متمثلاً بميليشيا جيش الإسلام؟.
بالنسبة لموسكو فإن أولويتها الآن تأمين مدينة حلب بالكامل وفرض أمر واقع على الأميركي أن يتعايش معه، بعض المراقبين والمحللين السياسيين رأوا أن الفيتو الروسي ـ الصيني المزدوج ليس لإنقاذ حلب فقط بل لتوجيه ضربة سياسية إلى المحور الأميركي ـ الغربي ـ الخليجي أيضاً.
الثابت حتى الآن هو أن الكفة ترجح للجيش السوري وحلفائه، التقدم الميداني المتسارع يرسم ملامح النصر الكبير، لا سيما وأن جميع الأنظمة الإقليمية والقوى العالمية التي دعمت المسلحين وراهنت على سقوط الدولة من بوابة حلب قد خسرت رهانها، فكان المسلحون كما كل مرة، مجرد بغل عجوز تم زجه في سباق للخيول الأصيلة، للمسلحين باصاتهم الخضر التي يخرجون بها، ولجيش الجبابرة السوري كلمته التي تقول اقترب التحرير يا حلب.