القاهرة تتنصل من تقديم المشروع الساقط في مجلس الأمن والصين تنتقد بحدة الموقف البريطاني

القاهرة تتنصل من تقديم المشروع الساقط في مجلس الأمن والصين تنتقد بحدة الموقف البريطاني

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٧ ديسمبر ٢٠١٦

في وقت تنصلت القاهرة من المسؤولية عن تقديم مشروع القرار حول حلب في مجلس الأمن الدولي، الذي أسقطه الفيتو الروسي الصيني المزدوج، بدا أن إعادة اصطفاف روسية صينية في طور التشكل نتيجة فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية.
ووجه الإصرار الأوروبي على الدفع بمشروع القرار أمام مجلس الأمن، رسالة امتعاض من استبعاد الدول الأوروبية عن المشاورات الأميركية الروسية حول حلب، وربما محاولة لنسف تلك المشاورات.
وطالب مشروع القرار الذي أعدته نيوزلندا ومصر وإسبانيا، بهدنة مدتها سبعة أيام في حلب، وهو ما رفضته روسيا، معتبرةً أن طرح المشروع «خطوة استفزازية»، قد يسمح للمسلحين بإعادة تنظيم صفوفهم، وألمحت إلى إمكانية تأثير إقراره في محادثاتها مع واشنطن.
وقبل شهرين، أثار امتناع الصين عن التصويت على مشروع قرار بشأن سورية «تساؤلات عن احتمال تعديل موقفها».
ومن المؤكد أن التصويت السابق لا يعكس تخلي بكين عن موقفها من الأزمة السورية، نظراً لبدئها تقديم مساعدات عسكرية لدمشق في الآونة الأخيرة.
ويبدو الفيتو الصيني المستجد في مجلس الأمن، مرتبطاً بالتحولات المنتظرة الكبرى في العلاقات بين كل من موسكو وبكين مع واشنطن بعد تولي الإدارة الأميركية الجديدة السلطة في كانون الثاني المقبل. وربما تكون عودة بكين لدعم الفيتو الروسي خلال التصويت الأخير جزءاً من هذه اللعبة الكبرى، إذ تسعى الصين إلى الاحتفاظ بمكانتها كلاعب مهم فيما يخص التسوية السورية واستعادة الاستقرار بالشرق الأوسط بشكل عام.
وشرحت الدبلوماسية الصينية موقفها الرافض للمشروع بتأكيدها أنه يتعارض مع الجهود القائمة للخروج بموقف موحد للقوى الدولية حيال أزمة حلب. وقال المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة ليو جيه في أعقاب التصويت: «أعضاء مجلس الأمن بذلوا جهوداً كبيرة من أجل التوصل إلى توافق. وكان بإمكاننا مواصلة هذه الجهود، لكي يتحدث مجلس الأمن بصوت واحد، ومن أجل تجنب تسييس القضايا الإنسانية». وشدد على ضرورة حفاظ مجلس الأمن على وحدة الصف، فيما يخص تسوية الأزمة السورية، داعياً إلى تضافر الجهود للعب دور بناء في التوصل إلى حل سياسي في أقرب وقت. واتهم ليو نظيره البريطاني في مجلس الأمن ماثيو رايكروفت بـ«تسميم الأجواء» في المجلس، ودعاه إلى الكف عن تشويه مواقف دول أخرى، وذلك في معرض رده على انتقاد لموقف بكين المؤيد لموسكو بشأن مشروع القرار الأخير حول حلب.
وقال المندوب الصيني: إن مجلس الأمن «محفل جدي وليس مكاناً لشن هجمات لا أساس لها على مواقف دول أخرى». وأشار إلى أن ذلك ليس المرة الأولى التي يتصرف فيها رايكروفت بهذا الشكل في مجلس الأمن، معرباً عن أمله في أن ذلك لن يتكرر في المستقبل.
وتسعى جميع القوى المعنية بالأزمة السورية إلى تقوية مواقفها قبل تغيير قواعد اللعبة بعد تولي دونالد ترامب مهامه في البيت الأبيض، فيما يمكن تسميته «تأثير ترامب».
وتوترت العلاقات الأميركية الصينية، في ظل إدارة باراك أوباما، لكن يتوقع أن تنفجر أزمة بين بكين وواشنطن على خلفية انتقادات ترامب لسياسات الصين، وإجرائه اتصالاً هاتفياً برئيسة تايوان.
وعندما يلوح ترامب باستعداده للتعاون مع موسكو من أجل تسوية الأزمة في سورية، فإنه لا يذكر شيئاً عن أي دور للصين وإيران في هذه العملية، وهو أمر يطرح تساؤلات كبيرة عن جدية موقف الرئيس المنتخب وعن شفافية سياسته في سورية وفي الشرق الأوسط بشكل عام.