تحرير الموصل: الخطة إغراق سورية بالإرهاب

تحرير الموصل: الخطة إغراق سورية بالإرهاب

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١٥ ديسمبر ٢٠١٦

مع انتهاء المرحلة الأولى من عملية تحرير نينوى، وضمناً مدينة الموصل، بدأت تتكشف المزيد من المعطيات التي يقف ورءاها الغربيون، ولاسيما الولايات المتحدة، من أجل إعاقة الإسراع في العملية، لا بل زيادة الضغط على سورية، من خلال إبقاء خطوط التواصل والاتصال والدعم المتبادَل، وحرية الحركة للتنظيم الإرهابي بين الأراضي العراقية والسورية، وفي هذا الإطار يمكن القول "خذوا الأسرار من الصغار"، حيث إن ما كشفه بعض المسؤولين الأكراد من الجماعة الموالية لواشنطن،يدلل على الخطة المبيَّتة التي رفضتها روسيا وإيران، وتقوم على إبقاء منفذ للإرهابيين مفتوحاً باتجاه الرقة، لتسهيل انتقال الإرهابيين إلى سورية، بذريعة "تسهيل مهمة القوات العراقية"، على اختلاف تشكيلاتها،في معركة تحرير الموصل، والتي يُفترض أن يجري تطويقها من ثلات جهات فقط، وترك ثغرات تؤدي إلى الجهة الغربية، ومن هناك إلى الرقة، وبالعكس، كلما ازداد الضغط.

بالطبع، كان الأميركيون يهدفون إلى إغراق سورية بالإرهابيين، وترك باب المناورة مفتوحاًأمامهم أكثر، من خلال رفض انخراط"الحشد الشعبي" في العملية، إلا أن الإصرار العراقي على مشاركة "الحشد"، ومن ثم تشريعه كقوة رسمية وطنية، عَمِلا على سدّ المحور الغربي، من خلال السيطرة على أهم موقع استراتيجي (تل عبطة)، فضلاً عن مطار تلعفر، وتطويق المدينة،فبدأت عملية نشر المخاوف ضمن الحرب النفسية، وعنوانها أن الأكراد الذين كانوا يمنّون النفس بحصة من تقسيم الموصل، يتخوفون من أن تصبح عملية تحرير الموصل أشبه بما حصل ويحصل في حلب من حيث الاستنزاف، والتحوُّل إلى عملية شاقة وطويلة إذا تقرر اقتحام المدينة وخوض حرب شوارع، سيما أن تحرير "تل عبطة" الذي أحكم الطوق على "داعش" داخل الموصل، سيدفع مسلّحي التنظيم للاستشراس في القتال، بحيث لم يعد هناك من طريق للفرار من جهة، وللدفاع عن أهم رمز صنعته "داعش" بمساعدة الغرب والداعمين الخليجيين والأتراك، وهو الموصل،دون أن يلتفت أولئك في حربهم النفسية إلى ضرورة تحويل الموصل إلى مقبرة لـ"داعش" متعددة المنجزات،أولها الانتهاء من آلاف الإرهابيين دفعة واحدة، بحيث إن القوة المهاجمة تزيد عن مئة ألف مقاتل، وثانيها أن المشروع الذي أنشئت من أجله "داعش" يكون في مراحله الأخيرة، والأهم مدى انعكاس ذلك على التكوين والامتداد للإرهاب في بقاعه المختلفة، ما سيؤدي إلى حالات انهيار في أماكن مختلفة من العالم؛ بداية في سورية وليس نهاية في أوروبا، التي يمكنها أن تحصد نتائج هامة، من خلال اجتثاث التنظيم في العراق،بدل أن يتسرب عناصره إلى سورية ومن ثم إلى أوروبا..

بلا شك فإن معركة تحرير الموصل ستكون طويلة، ولذلك يفترض في المرحلة الثانية،أن تجترح وسائل جديدة في القتال، والتخلُّص من السيناريوهات التقليدية، بعد تحقيق كل تلك النجاحات أثناء تراجع الإرهابيين إلى المدن الكبرى،لاسيما الموصل، حيث يعتمد التنظيم في هجماته على الانطلاق من أنفاق متعددة الفوّهات؛ كما حصل في معركة مستشفى السلام، التي أراد الغرب اندفاع القوات العراقية إليها قبل عملية تطهير المنطقة، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى،ما دفع القوات إلى إخلائها قبل التموضع الكامل، خصوصاً مع استخدام عشرات الانتحاريين.

شك فيهأيضاًأن مزج الوسائل الجديدة المفترضةمع التكتيكات التقليدية في عملية التطهير قبل التموضع والاسترخاء، سيحققان ما لم يتمّ تحقيقه في الأيام الماضية.
يونس عودة