الساعات الأخيرة للمسلحين في حلب.. الفوعا وكفريا بند مستجد وأساسي!

الساعات الأخيرة للمسلحين في حلب.. الفوعا وكفريا بند مستجد وأساسي!

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١٥ ديسمبر ٢٠١٦

بيروت برس -

دخلت المجموعات المسلحة، في صراعٍ خاسرٍ مع الوقت، في ظل قرارٍ سوري بحسم المعركة، إمّا بانسحاب المسلحين الى خارج الأحياء الشرقية لحلب، بشروط الجيش السوري، او القضاء عليهم. وفي هذا السياق، استجدَّ بند كفريا والفوعا في الساعات الأخيرة، ليزيد من الضغط على المجموعات المسلحة، التي خرقت الهدنة صباح يوم الأربعاء وقامت بعملية إعادة انتشار لمسلحيها، في آخر كيلومترات مربعة في الأحياء الشرقية، هدفت من خلالها استغلال انشغال الجيش السوري بإخلاء المدنيين، عبر استهداف تحركاته العسكرية، بيد ان قوات الجيش السوري والحلفاء كانت على أهب الاستعداد لمثل هكذا محاولات خبرتها سابقًا، وقامت بإخماد تحرك المسلحين في أرضه من دون اي تقدمٍ لهم.

وفي السياق نفسه، نقلت وكالة رويترز للأنباء، الأربعاء 14 ديسمبر/ كانون الأول، عن "المعارضة السورية" أن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بحلب سيدخل حيز التنفيذ خلال الليل بينما سيتم خروج المسلحين صباح الخميس. وقالت مصادر في "المعارضة السورية"، إن إجلاء المسلحين من حلب الشرقية سيبدأ في الساعة السادسة صباحا من يوم الخميس الموافق 15 ديسمبر/ كانون الأول. وأكدت رويترز نقلا عن مسؤول عسكري سوري، أن 15 ألف شخص سيغادرون كفريا والفوعة في ريف إدلب بموجب الاتفاق الجديد حول وقف إطلاق النار في حلب، لكن فصائل مسلحة نفت التوصل إلى اتفاق بشأن الفوعة وكفريا.

من جهته، نفى مصدر عسكري سوري ما يشاع عن اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن المفاوضات تشهد تعقيدات بسبب المواجهات في المدينة. وكانت المجموعات المسلحة في حلب اتهمت إيران بعرقلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإجلاء المدنيين بوضعها شروطا إضافية للشروع في تطبيق الصفقة. وأوضحت مصادر في المجموعات العسكرية أن إيران تصر على إجراء عمليات إجلاء متزامنة لمصابين من قريتي الفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما "المعارضة" بريف إدلب، وأشار "الجيش الحر" إلى أن المقاتلين الموالين لإيران طالبوا تسليمهم جثث رفاقهم الذين قتلوا في حلب والإفراج عن المقاتلين الإيرانيين المحتجزين كرهائن في إدلب. وكان مسؤول في "المعارضة السورية" تحدث في وقت سابق من الأربعاء عن أن محادثات تجري مع الجانب الروسي بوساطة تركية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بعد انهيار الاتفاق السابق.

في غضون ذلك، أعلن مركز المصالحة الروسي في حميميم أن المسلحين في مدينة حلب انتهكوا الاتفاق واستأنفوا القتال بعد يوم من إعلان وقف إطلاق النار هناك. وأشار مركز حميميم، إلى أن المسلحين استغلوا الاتفاق لإعادة نشر قواتهم واستئناف القتال لكن الجيش السوري صد الهجوم واستأنف عمليته العسكرية لبسط السيطرة على شرق حلب وتحريرها من المسلحين. وتشير معطيات وزارة الدفاع الروسية إلى أن مساحة المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين في حلب تقلصت إلى 2.5 كم مربع فقط وتشمل أحياء معدودة. وتعتبر هذه المساحة صغيرة جدا بالمفهوم العسكري، إلا أن كثافة السكان فيها وضيق شوارعها عرقلت تقدم القوات الحكومية كما يرى مراقبون.

على صعيدٍ متصل، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في تسوية الوضع في شرق حلب خلال يومين أو ثلاثة أيام، معتبرا المفاوضات مع واشنطن حول سوريا "جلسات عديمة الجدوى". وقال لافروف في كلمة ألقاها أمام المشاركين في منتدى "الحوار من أجل المستقبل" في موسكو الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول، "أعول على أن ينهي المسلحون المقاومة خلال يومين أو ثلاثة أيام. وهؤلاء الذين سيرفضون ذلك.. فإنه خيار خاص بهم". وقال لافروف إن الجانب الروسي يجري محادثات مع كافة الجماعات المسلحة الموجودة "على الأرض" باستثناء تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين، مضيفا أن روسيا تجري كذلك حوارا مع كافة دول المنطقة، وأشار إلى أن التعاون مع تركيا حول سوريا يمكن أن يكون أكثر فعالية. ونفى وزير الخارجية الروسي في ذات الوقت أن تكون موسكو تجبر المدنيين على الخروج من حلب. وقال لافروف، إن موقف واشنطن في المفاوضات مع روسيا بشأن سوريا يعتمد على رغبتها في تجنيب "جبهة النصرة" الضربة، واصفا هذه المفاوضات بأنها "جلسات عديمة الجدوى".

من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية جون كيربي الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول أن وزير الخارجية جون كيري يحمل الحكومة السورية مسؤولية فشل الهدنة في حلب. وقال كيربي خلال مؤتمر صحفي: "وزير الخارجية أكد، خلال مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، على ضرورة مواصلة جهود وقف إراقة الدماء والعنف عبر هدنة حقيقية، كما وأنه إعلان اتفاق يوم أمس، من الواضح أن ذلك لن يصمد طويلا بسبب الحكومة السورية والمسلحين ذوي النوايا السيئة، الذين تدعمهم إيران ويخرقون هذه الهدنة". وأشار المتحدث باسم الوزارة إلى أن كيري دعا مجددا لاتخاذ إجراءات عاجلة من أجل ايصال المساعدات الإنسانية وإقامة المعابر لتأمين خروج سكان المدينة. وأضاف كيربي: "وزير الخارجية الأمريكية سيواصل اتصالاته الدبلوماسية في محاولة لتحقيق نتيجة أفضل بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين ما زالوا في حلب ويرغبون بالخروج، بمن فيهم المعارضة، طبعا". وكان المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أعلن في وقت سابق، عن فتح ممر لخروج المسلحين باتجاه مدينة إدلب بحي صلاح الدين، لكن المسلحين قصفوه. وأشار المركز إلى أن المسلحين استغلوا التهدئة التي استمرت يوما واحدا لإعادة تمركز قواتهم، واستأنفوا العمليات القتالية وحاولوا اقتحام خطوط القوات السورية، التي صدت الهجوم.

من جهته، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن هجوم تنظيم "داعش" الإرهابي على مدينة تدمر بريف حمص، جاء بمثابة رد على تقدم الجيش السوري في حلب. وفي مقابلة حصرية تلفزيونية، اعتبر الأسد أن الهدف من الهجوم  هو "تقويض انتصار الجيش" في حلب، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذا الهدف لم يتم تحقيقه. وفي المقابلة، لفت الأسد إلى أن الغرب لا يهتم بوضع تدمر، لأنها وقعت في أيدي الإرهابيين، واعتبر أنه لو دخلها الجيش الحكومي، لكان الساسة في الغرب قلقون بشأن التراث والمدنيين. واستطرد قائلا:" لو تمت السيطرة عليها من قبل الحكومة، لكانوا سيقلقون بشأن التراث. إذا حررنا حلب من الإرهابيين، فإنهم – أعني المسؤولين الغربيين ووسائل الإعلام الغربية الرئيسية – سيقلقون على المدنيين. إنهم لا يقلقون عندما يحدث العكس، عندما يقوم الإرهابيون بقتل المدنيين أو يهاجمون تدمر ويبدأون بتدمير التراث الإنساني، وليس التراث السوري وحسب". كما لفت الرئيس السوري إلى توقيت هجوم "داعش" على تدمر، معتبرا أنه مرتبط بما يحدث في حلب. وتابع: "هذا هو ردهم على تقدم الجيش العربي السوري في حلب. أرادوا أن يقوضوا انتصار الجيش هناك، وفي الوقت نفسه تشتيت تركيز الجيش السوري على حلب لدفعه للانتقال إلى تدمر ووقف تقدمه، لكن ذلك لم ينجح".