زواحف "الثورة" تمشي على بطونها صوب تل أبيب.. الاتفاق مع الصهاينة "سنّة"

زواحف "الثورة" تمشي على بطونها صوب تل أبيب.. الاتفاق مع الصهاينة "سنّة"

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٢ ديسمبر ٢٠١٦

في جنح الظلام تمشي زواحف "الثورة" على بطونها خلسةً، وعلى إنارة خافتة لشمعدان "يهوه" العبراني تستدلّ تلك الزواحف إلى وجهتها نحو الهيكل المزعوم لتضمد جراحها في مستشفيات بني صهيون.
منذ العام 2013 كان الإسرائيليون يفتحون مستشفياتهم لمعالجة مسلحي المعارضة ولا زالوا، لا سيما في ريف القنيطرة ودرعا.
واليوم يضع الكيان الصهيوني عينيه على مدنيي حلب أو بالأحرى عائلات المسلحين التي يتم إجلاؤها من المدينة، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو إنه يبحث في استقبال جرحى مدنيين من مدينة حلب السورية في إسرائيل لتلقي العلاج، وقد طلب من وزارة الخارجية بحث سبل توسيع ما أسماها بالمساعدة الطبية للضحايا المدنيين في الحرب السورية، وتحديداً في حلب.
المسؤول الإسرائيلي طلب من خارجيته الإشراف على الأمر، بالتالي مع من ستتواصل الخارجية الإسرائيلية كي تنسق أمر معالجة عائلات المسلحين في حلب داخل الأراضي المحتلة؟ على اعتبار أنه يصعب نقل هؤلاء من إدلب إلى الكيان الصهيوني مباشرةً فلا مناطق محاذية مع الأراضي المحتلة كي تكون العملية سهلة.
نتنياهو يعلم تماماً أن هناك بيئة خصبة باتت في سورية تقبل بالإسرائيلي، هذه البيئة تتركز تحديداً في المناطق التي سيطرت أو تسيطر عليها الجماعات المسلحة، على اعتبار أن تلك الجماعات مستعدة لوضع يدها بيد الشيطان للوصول إلى أهدافها، كما أن الأنظمة التي تدعم الميليشيات المسلحة ترى في إسرائيل صديقاً وشريكاً في الخطر المزعوم الذي تسوق له، ألا وهو الخطر الإيراني، بالتالي فإن فكرة التقارب والتعاون مع الإسرائيلي لم تعد فكرة خيالية، بل أكدتها حقائق كثيرة منها معالجة الصهاينة لجرحى المسلحين، ومنها زيارة معارضين للأراضي المحتلة، وإجراء بعضهم الآخر اتصالات ومراسلات مع الصهاينة، بعضهم صرح بإمكانية التطبيع مع إسرائيل بعد إسقاط الدولة السورية، وبعضهم الآخر أجرى لقاءات صحفية مع وسائل إعلام عبرية، والأهم أن مراسلين للإعلام الإسرائيلي كالقناة الثانية زاروا إدلب التي تسيطر عليها المعارضة وأجروا لقاءات مع قادة مجموعات فيها، ولا تزال أصداء الكلمة التي قالها شيخ أدلبي "ثائر": "لو كان شارون يقول إنه ضد بشار الأسد لكان عيني" تتردد إلى الآن.
إذاً فإن ما قاله نتنياهو ليس بمحض صدفة، بل هو عن دراية بالبيئة والمزاج السائد في مناطق المعارضة اليائسة بعد هزيمتها في حلب.
الهدف الآخر لتصريح نتنياهو فهو إبراز الكيان الصهيوني وكأنه حريص على دماء المدنيين في سورية، كما هو حال الأنظمة الخليجية، ما يجعل إسرائيل تلتقي مجدداً مع تلك الأنظمة في الاستراتيجية والسياسة ضد دمشق.
في الأيام القادمة لن يكون مستبعداً أو غريباً أن نسمع عن وصول بعض عائلات المسلحين للعلاج في إسرائيل، فهؤلاء جلهم "راديكاليون" وقد استطاعت كلمات عبد الله المحيسني وفتاوى ابن تيمية وابن باز والعثيمين أن تقنعهم بأن حلفاً مع اليهود هو سنّة كما جرى في عهد النبي عندما وقع مع يهود بني عوف وبني النجار وبني ساعدة وبني ثعلبة وبني الأوس اتفاقيةً سلام، حيث يعتمد أساطين الفكر الوهابي والتكفيري على تلك الحوادث التاريخية لتبرير التواصل مع الصهاينة والتنسيق معهم، ويقاطعون ذلك مع فتاوى ابن تيمية التي قالت بأن مكونات سورية ولبنان ومصر والعراق أكفر من اليهود والنصارى وأشد خطراً على الإسلام من اليهود، وقد أتى من قال بأن قتال بعض الطوائف الإسلامية أولى من قتال الصهاينة في الوقت الحالي، وهو ما ترتكز عليه جميع الميليشيات الدينية المسلحة بدءاً من جيش الإسلام وجيش السنّة مروراً بحركة نور الدين الزنكي وأحرار الشام والحزب الإسلامي التركستاني وجيش الفتح وصولاً إلى "النصرة" و"داعش".