نقاط الاتفاق والاختلاف بين روسيا وإيران في سورية بعين أمريكية

نقاط الاتفاق والاختلاف بين روسيا وإيران في سورية بعين أمريكية

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٠ يناير ٢٠١٧

 حاول تقرير نشره معهد واشنطن رصد نقاط الاتفاق والاختلاف بين روسيا وإيران حول سوريا، مشيرا إلى احتفاظ الطرفين بأولويات مختلفة في سوريا.
وأكد التقرير الذي أعدته الباحثة حنين غدار أن روسيا تريد بالفعل إنجاح اتفاق وقف إطلاق النار، وفي المقابل يرى أن إيران لا تسعى بجدية لهذا الهدف، ما يشير، بحسب الباحثة، إلى أن لدى موسكو وطهران أولويات مختلفة في سوريا.

ولفت التقرير إلى أن روسيا وتركيا قامتا بالجهد الرئيس للاتفاق حول وقف إطلاق النار فيما كان دور إيران محدودا في الفترة التمهيدية على الرغم من أنها أرسلت وفدا إلى الاجتماع النهائي في موسكو.

وأشار التقرير إلى احتمال حدوث خلاف بين روسيا وإيران حول مستقبل سوريا، مبررا ذلك بأن موسكو تفضل حلا سياسيا فيما تسعى إيران ووكلاؤها إلى حل عسكري يأتي، بحسب التقرير، بتغيرات ديموغرافية أسرع لتعزيز ما وصفه بـ"الهلال الشيعي" الذي تعمل طهران على إقامته منذ عقود.

وعلى الرغم من أن التقرير أعدته باحثة لبنانية إلا أنه لم يخرج عما يتسم به ما ينتجه في العموم العقل البحثي الجمعي الأمريكي في الغمز من جهة روسيا بما في ذلك أثناء الثناء عليها، حتى تنسجم جوقة الأصوات في مراكز الأبحاث الأمريكية، وأيضا يتيح هذا الأسلوب مجالا للهجوم على خصم آخر بحرية أكبر، وفي نفس الوقت دس "السم في العسل" بضرب الخصمين ببعضهما بطريقة تبدو للقارئ حيادية ونظيفة.

وفي هذا الصدد تقول الباحثة اللبنانية إن تحالف إيران وسوريا لطالما بدا مؤقتا، وذلك لأن البلدين يتفقان على الحرب لكنهما يختلفان على السلام، بحسب التقرير.

وترى الكاتبة في هذا السياق أن طهران تتعامل مع الجيش السوري أو جيش الأسد بحسب تعبيرها على أنه مجرد إحدى مليشياتها في سوريا، وهي لا تثق به في تأمين "ممرها الشيعي"، وتعتمد في تحقيق أهدافها التي تراها بمجملها طائفية، على حزب الله والمليشيات الشيعية الأخرى.

وبالمقابل، تقول حنين غدار إن روسيا ليس لديها أي مصلحة في إحداث تغييرات ديموغرافية أو تقسيم طائفي في سوريا، وتذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفضل حلا سياسيا يؤدي إلى انتقال تدريجي للسلطة، وهي ترى أن مؤسسات الدولة السورية أكثر أهمية بالنسبة لروسيا من الأسد وعائلته.

وعلى الرغم من محاولة الكاتبة أن تبدو محايدة ونزيهة للغاية في طرحها إلا أنها بثت في تقريرها ما يكفي من الإشارات لتؤكد على أن موسكو تفعل كل ذلك لفرض نفوذها على تلك المؤسسات واستغلال هذا النفوذ في الموقف التفاوضي مع أوروبا، وهي تتجاهل تماما أن موسكو تصر على المحافظة على مؤسسات الدولة في سوريا بالدرجة الأولى لتجنيبها مصير ليبيا التي دمرت مؤسساتها منذ عام 2011 وسقطت في هاوية عميقة من الفوضى والفشل بكل أنواعه.

كما تصل الباحثة إلى نتيجة مفادها أن الخلاف بين موسكو وطهران حول سوريا محكوم بحاجة إيران لروسيا وهي لا تعارض بشدة في الوقت الحالي إمساك موسكو بالقرار النهائي في سوريا، وذلك لأن "إدارة ترامب القادمة قد أشارت إلى موقف أمريكي أكثر صرامة حيال الاتفاق النووي ومصالح إيرانية أخرى".