بين الإنزال الأميركي والتحضير لمؤتمر الأستانة.. أوباما لبوتين : ماهكذا تورد الإبل

بين الإنزال الأميركي والتحضير لمؤتمر الأستانة.. أوباما لبوتين : ماهكذا تورد الإبل

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١١ يناير ٢٠١٧

الدكتور محمد بكر
مضت موسكو خلال الفترة الماضية في قولبة المشهد السوري سياسياً ضمن إطارها ومقاساتها الخاصة, ولاسيما بعد استعادة الجيش العربي السوري لحلب، فجذبت الركن الهام واللاعب الرئيس في تلافيف الحرب السورية لساحاتها وشكل ماتؤسس له سياسياً، وبعيداً من جملة التطورات التي خلقت مأزقاً لتركيا سواءً في الداخل التركي او خارجه، فإن توقيع سبعة فصائل مسلحة هي بطبيعة الحال تحت مظلة ووصاية أردوغان هو نقطة هامة وحجر نوعي فيما تعمل موسكو على بنائه سياسياً، شمخاني يحط رحاله في دمشق ويلتقي الأسد ليبارك ” النصر ” في حلب وليؤكد على استمرار التنسيق بين الثلاثي الاستراتيجي في محاربة الإرهاب، وتفعيل الجهود السياسية للوصول إلى حل سياسي ويضيف أن دولاً أدركت أخطاءها في المشهد السوري وتحاول تصحيح مسارها، محذراً من محاولات إفشال العملية السياسية، الأسد بدوره يبدي الاستعداد للتفاوض في الأستانة حول كل شيء إلا البقاء في السلطة، ومشككاً في القواعد الشعبية لمعارضيه، أمام كل هذا الحاصل وشكل البناء السياسي الذي تحاول موسكو تشييده ” منفردة ” يطل كيري في مؤتمر صحفي الخميس الماضي ليذكر بما سماها الفكرة الروسية الجيدة التي قدمتها موسكو في العام 2013، والتي حالت دون توجيه ضربة عسكرية لسورية، وهي التخلص من الأسلحة الكيميائية، بعدها بأيام يطفو الإنزال الأميركي في ريف دير الزور على السطح ليتصدر المشهد السياسي ويتم الإعلان عن مقتل 25 من تنظيم داعش بينهم قيادات بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، التذكير بالفكرة الجيدة، وعملية الإنزال لإدارة تشرف على الرحيل هي بمنزلة رسالة سياسية مهمة للروسي، إضافة إلى ماتعمل عليه إدارة اوباما من تهيئة أرضية الانطلاق لترامب على قاعدة ما أعلن عنه لجهة الأولوية في مكافحة الإرهاب، ولكن ليس من مبدأ التحول والانكفاء في اعتقادنا وإنما من مبدأ ترسيخ الحضور واقتسام النفوذ اقتساماً توافقياً مع الروسي ذو الاندفاعات الدولية الحادة وهي أي إدارة أوباما تعول على نقاط رئيسة للوصول إلى ذلك :
– الدور التركي الذي بموازاة ماقيل عن تحولات صاغها خلال الفترة الماضية يعود حديثه عن الانضمام للاتحاد الأوروبي وأن أوروبا لن تكون مكتملة بعيداً عن تركيا، وهو ما صرح به وزير الخارجية إضافة لما أعلنه اوردوغان عن انتظار تسلم ترامب وأن الحوار مع الأخير سيتعزز تتيجة ماسماه التقدم التركي في الملفات الإقليمية.
– الدور الخليجي الذي تتصدره المملكة العربية السعودية والوفود المرسلة بالجملة للقاء مسؤولين أميركيين للتأثير على نهج ترامب بما يجعله متوافقاً مع الرؤية الخليجية ومنظورها للساحة السورية إضافة لإيران، ومن هنا نقرأ ونفهم ما أدلى به مؤخرا ولي ولي العهد محمد بن سلمان بأن لا تقاطعات توافقية مع طهران متهماً إياها بتصدير الإرهاب، ومؤكداً على الجوانب الاقتصادية بين بلاده والولايات المتحدة وأن المملكة ستحاول إشراك أميركا في مبادرته الاقتصادية حتى العام 2030.
– الدور الإسرائيلي المتلهف لوصول ترامب وهو الأكثر تأثيراً على الرئيس الجديد لدرجة الانقلاب كلياً ربما في كل ما أعلنه مع بداية حملته الانتخابية ولاسيما في المشهد السوري إذ وجد التقدير الاستراتيجي الإسرائيلي لعام 2017 في حزب الله أنه الأخطر على إسرائيل ومن ثم تأتي إيران إضافة للاستضافة المرتقبة لمعهد ترومان الإسرائيلي في القدس الغربية لمعارضين سوريين على قاعدة ما أعلنه مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي لجهة العلاقات والتحالفات التي تصيغها دول عربية مع إسرائيل والتي أصبحت معلنة بشكل رسمي وعلى مستوى الشخصيات أيضاً وهو ما يؤسس بالضروة لخلط أوراق بالحد الأدنى ومواجهة اقليمية كسقف أعلى.
نعم الروسي نجح إلى حد كبير في تظهير هزيمة خصوم دمشق خلال السنوات الماضية لكن ثمة الكثير الذي يشي عن استمرارية تصنيع السيناريوهات ولسان حال معديها يقول : مهلاً ماهكذا تورد الإبل وانتظرونا، وحده ترامب من يعزز ذلك أو يلغيه.
رأي اليوم