اجتماع الرياض بحث «ما بعد داعش»

اجتماع الرياض بحث «ما بعد داعش»

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٧ يناير ٢٠١٧

هيمنت مرحلة ما بعد تنظيم داعش على اجتماع رؤساء أركان 14 دولة من «التحالف الدولي» ضد تنظيم داعش الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض. وأعرب المجتمعون عن دعم بلدانهم لعملية «درع الفرات» التي ينفذها الجيش التركي لطرد تنظيم داعش من ريف حلب الشمالي.
وانتقدت تركيا تلكؤ «التحالف الدولي» في دعم الحملة التي يشنها الجيش التركي والميليشيات السورية المتحالفة معه على مدينة الباب بريف حلب الشمالي أكبر معقل لداعش في المنطقة.
واستمر التعتيم التركي على تطورات الحملة، حيث تعرضت أماكن في منطقة الباب لقصف جوي استهدف المدينة وريفها، وذلك في حين سمع دوي قرب منطقة جب البرازي التابعة لبلدة قباسين شرقي الباب، ناجم عن تفجير مسلحي داعش سيارة مفخخة.
واكتفى الجيش التركي بإيراد حصيلة يوم الأحد من القصف والاشتباكات من دون توضيح ما إذا كانت القوات المهاجمة قد أحرزت أي تقدم..!
وأفادت هيئة الأركان التركية في بيان لها، أن القوات التركية قصفت بواسطة المدفعية الثقيلة والدبابات وراجمات صواريخ، 180 هدفاً لداعش في منطقة الباب بينها مخابئ، ومواقع دفاعية وأسلحة وعربات. وذكر البيان الذي نقلته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، أن مقاتلات تركية استهدفت 8 أهداف للتنظيم الإرهابي بمنطقة الباب، ما أسفر عن تدمير 5 مبانٍ ومقر وسيارتين مفخختين. ولفت البيان إلى أن وحدات الكشف عن المتفجرات أبطلت مفعول 6 قنابل مصنعة يدوياً في المناطق المحررة من أيدي داعش.
في الرياض، وبعد اجتماع تنسيقي لرؤساء أركان 14 دولة من دول التحالف الستيني، صدر بيان ختامي، أكد فيه المشاركون مساندتهم لعملية «درع الفرات». واقتصر حضور الاجتماع على ممثلي الولايات المتحدة وتركيا وماليزيا ونيجيريا وعشر دول عربية، على حين تغيبت عنه الدول الأوروبية الرافضة على ما يبدو للحملة التركية شمال حلب، والتي تلقي كامل ثقلها وراء «وحدات حماية الشعب» الكردية في منبج وعملية الرقة.
وشدد بيان اجتماع الرياض، حسبما نقل موقع «هفنغتون بوست»، على «ضرورة اتخاذ جميع الوسائل والإجراءات اللازمة للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي، والتأكيد على عدم انتشاره في المناطق والدول المجاورة». وأوضح البيان، أن الدول المشاركة في الاجتماع اتفقت على اتخاذ الخطوات اللازمة والضرورية لمعالجة مرحلة ما بعد (داعش)، معربةً عن أملها في منع انتشار قدرات التنظيم المتطرف، وتمدده إلى الدول المجاورة.
ويعكس البيان القلق الخليجي الأردني التركي المشترك من مرحلة ما بعد داعش ضمن النتائج الظاهرة لعمليتي الموصل والرقة. وتعتقد دول الخليج أن سيطرة الجيش العراقي مدعوماً من «الحشد الشعبي» على مدينة الموصل من شأنه أن يعزز من وضعية الأخير، ويمنحه الإمكانات اللازمة سواء للانتقال إلى سورية أو لتهديد دول الخليج وبالأخص الكويت. أما تركيا فإنها ترفض سيطرة «الحشد» على تلعفر وانتقاله إلى الأراضي السورية لاستكمال الحرب ضد تنظيم داعش.
وأكثر ما يقلق الأتراك هو سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية المتخفية تحت غطاء «قوات سورية الديمقراطية»، والمدعومة أميركياً، على كامل محافظة الرقة وبالتالي تعزيز سيطرتهم على الجزيرة الفراتية، وإمكانية وصل أراضيها مع مناطق سيطرة حزب العمال الكردستاني في سنجار وجبال قنديل بالعراق. وإذا تحقق هذا السيناريو فإنه يمثل أسوأ الكوابيس بالنسبة لأنقرة، لأن من شأن «حماية الشعب» و«العمال الكردستاني» (تعتبر تركيا الوحدات ذراعاً سوريةً للحزب) أن يجمعا قواهما ويمارسا ضغوطاً على الداخل التركي، انطلاقاً من العراق وسورية.
وضمن المرحلة الثانية من حملة «غضب الفرات» التي تستهدف طرد داعش من محافظة الرقة، سيطرت «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة بطائرات «التحالف الدولي»، على بيوض وتريجية والتكماني في منطقة الطبقة بريف الرقة الشمالي الغربي، وذلك بعد اشتباكات مع مسلحي داعش. وانتقلت الاشتباكات، أثناء إعداد هذا التقرير، إلى محيط قرية الفتيح الواقعة تحت سيطرة التنظيم المتطرف. وخلال ليل أول من أمس تصاعدت حدة الاشتباكات بين الجانبين في محيط منطقة السويدية صغيرة الواقعة شمال سد الفرات عند الضفاف الشمالية لنهر الفرات.
وبدوره، قصف تنظيم داعش بقذائف صاروخية ومدفعية تمركزات «الديمقراطية» في محور الدحلان والسويلم شمال الطبقة.
أنس وهيب الكردي