"داعش" يلفظ أنفاسه الأخيرة في ساحل الموصل الأيسر

"داعش" يلفظ أنفاسه الأخيرة في ساحل الموصل الأيسر

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٧ يناير ٢٠١٧

تواصل القوات العراقية تقدمها المضطرد في تحرير الأحياء الشرقية من الموصل، ووصلت إلى تحرير ما نسبته 90% من مجمل هذا الساحل، الذي لم يتبق منه إلا مجموعة صغيرة من المناطق.

حيث يقول الخبير العسكري والاستراتيجي مؤيد الجحيشي، عن هذا الموضوع في الحوار الذي أجراه معه برنامج "الحقيقة" الذي يبث على أثير إذاعة "سبوتنيك"، "حاليا الجيش في تحريره للأحياء فقط يزيل "داعش" من الشوارع، وباقي قطعات الإسناد تقوم بعمليتي التطهير والتفتيش، وأعتقد أن إكمال تحرير الساحل الأيسر سيتم خلال أسبوع واحد فقط، ومن ثم ينتقل الأمر إلى جهود التطهير والعمل الاستخباري". ويحاول تنظيم "داعش" وقف تقدم جهاز مكافحة الإرهاب بشتى السبل، وأهم ما يستخدمه هذا التنظيم في عرقلة تقدم القوات العراقية، هو موضوع استخدام المدنيين كدروع بشرية. "وأضاف الجحيشي إن القوات الأمنية العراقية ومن خلال خبرتها المكتسبة بحرب المدن، أصبحت مشكلة الدروع البشرية لا تشكل عائقا أمام تقدمها، والجيش اليوم يحذر الأهالي قبل دخوله الأحياء، بأن يلزم المدنيون مساكنهم، ولا يحاولوا الخروج، كون القتال فقط في الشوارع، وهذه الشوارع تعتبر منطقة قتل. أما من يبقى داخل مسكنه، فلا يتعرض له الجيش."
 وقال الجحيشي "لدى "داعش" سلاح مهم أخر، وهو المفخخات التي تقاد بواسطة الانتحاريين، وهو أسلوب دائما ما يتبعه التنظيم الإرهابي، سواء في هجماته أو في دفاعه عن نفسه. وكان التنظيم يمتلك زخما كبيرا من الأليات المفخخة والانتحاريين، لكن اليوم قد يبدوا الوضع مختلفا، حيث يقول الجحيشي، "بالنسبة للمفخخات، فإن عددها قل بشكل كبير، حيث أن أغلبها تم معالجته بواسطة الطائرات، وما تبقى من تلك المفخخات، فإن أهالي الموصل يقومون بتبليغ القوات الأمنية عنها، وكان عدد المفخخات يتجاوز خمس وعشرين مفخخة في كل حي، واليوم لا تتجاوز عدد المفخخات الواحدة أو الاثنتين في كل حي، وهي لا تستطيع وصول الجيش، حيث يقوم بتفجيرها عن بعد، أو تعالجها الطائرات."

ومحاولة لتعويض إخفاقه في استخدام المفخخات، لجأ هذا التنظيم إلى وسيلة أخرى، وهي استخدام الطائرات المسيرة لضرب القوات العراقية، فقد ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في وقت سابق، إن مقاتلي تنظيم "داعش" تمكنوا من شراء طائرات مسيرة تجارية من الأنواع التي يتم بيعها في الأسواق، وهي مزودة بكاميرات للبث المتلفز الحي، ويقومون تحميلها بمتفجرات واستخدامها في هجماتهم ضد القوات العراقية. وقد قال المرصد العراقي للحريات الصحفية إن صحفيين تعرضا يوم أمس الإثنين إلى إصابة بالغة خلال تغطيتهما لمعركة تحرير الموصل، نتيجة قصف صاروخي من طائرة مسيرة عندما كان يرافقا القوات العراقية التي تقاتل تنظيم "داعش" في محور عمليات محافظة الموصل. وعن نجاعة هذا السلاح المستخدم من قبل "داعش" يقول الجحيشي، "بالنسبة للطائرات المسيرة التي يستخدمها تنظيم "داعش"، فهي عبارة عن طائرات بسيطة يتم شراؤها من السوق، ويربط بها قنبلة يدوية، وعن طريق التحكم يقوم بإسقاطها على مواقع الجيش العراقي، وهو سلاح ليس له تأثير في المعركة." والسؤال المطروح فيما إذا ستواصل القوات العراقية العبور إلى الساحل الأيمن من الموصل حال إكمال تحرير الجانب الشرقي، أم أنها ستأخذ استراحة مقاتل. في ذلك يقول الجحيشي، "إن القوات العراقية سوف تعيد تنظيم صفوفها بعد إكمال تحرير الجانب الأيسر من الموصل، وبعدها تكمل مرحلة تحرير الساحل الأيمن، وأنا باعتقادي أن عملية اقتحام هذا الساحل سوف لن تكون من جهة الساحل، وإنما عبر الالتفاف إلى جسر السلامية وتدخل من ثلاثة محاور".