انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب المغربي

انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب المغربي

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٧ يناير ٢٠١٧

انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب المغربي

انتخب أعضاء مجلس النواب المغربي النائب عن حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" الحبيب المالكي رئيسا للمجلس.

وحصل المالكي، الذي ترشح وحيدا للمنصب، على 198 صوتا من أصل 342 - هي عدد جميع المقاعد البرلمانية في مجلس النواب. وقد صوتت الكتلة البرلمانية لكل من حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي الفائز في الانتخابات، وحليفه حزب "التقدم والاشتراكية" بأوراق بيضاء، في مشهد عكس رفض الحزبين خطوة انتخاب رئيس مجلس النواب في هذه المرحلة. كما قاطع حزب "الاستقلال" الجلسة الاستثنائية، التي عقدها النواب لانتخاب رئيس مجلس النواب.

ويقول مراقبون إن سابقة انتخاب رئيس لمجلس النواب قبل تشكيل الحكومة، ومن حزب قد لا يكون ضمن الغالبية المنتظرة، من شأنه خلط الأوراق السياسية في البلاد.

وعلق عدد من المغاربة في وسائل التواصل الاجتماعي على انتخاب رئيس البرلمان؛ حيث أبدى معظم المعلقين استغرابهم من انتخاب رئيس للبرلمان دون انتظار حسم تحالفات تشكيل الحكومة، ووصفه بعضهم بأنه انقلاب على حزب العدالة والتنمية الفائز بغالبية مقاعد البرلمان.

ويعيش المغرب أزمة سياسية مستحكمة منذ الانتخابات التشريعية، التي جرت في السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي؛ حيث تقود البلاد حكومة تصريف أعمال منذ ثلاثة أشهر. كما أن مجلس النواب لم يعقد أي جلسة طيلة هذه الفترة.

وقد تدخل العاهل المغربي الأسبوع الماضي ليطلب من رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران التشاور مع الأمناء العامين للأحزاب، التي حصلت على مقاعد في البرلمان خلال الانتخابات من أجل انتخاب رئيس لمجلس النواب، استعدادا لتشكيل اللجان البرلمانية، التي ستتولى تمرير عدد من القوانين. ويأتي تدخل الملك في سياق استعدادات المملكة للانضمام إلى الاتحاد الإفريقي بعد التصويت على طلبها خلال أيام قليلة. ويجب على المغرب التصديق على النصوص التأسيسية للاتحاد الإفريقي، وهي المهمة التي ستقوم بها لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان.

ويعتقد مراقبون أن انتخاب رئيس للبرلمان من أحد الأحزاب، التي كانت خارج المشاورات لتشكيل الحكومة، سيشكل ضغطا أكبر على بنكيران؛ حيث سيكون مجبرا على التراجع عن قرار حصر المشاورات على أحزاب الائتلاف السابق إن هو أراد كسب ود حزب "الاتحاد الاشتراكي"، الذي بات يرأس البرلمان. وكان بنكيران قد صرح قبل حصر المشاورات في الائتلاف السابق بأن حزب "الاتحاد الاشتراكي" غير معني بالمشاورات، لأنه تراجع عن الحماس، الذي أبداه في البداية للتحالف مع العدالة والتنمية بعد ضغوط من حزب "التجمع الوطني للأحرار".

وعلى الرغم من أن بنكيران ألمح إلى إمكانية العودة إلى المشاورات الحزبية، التي توقفت بعد بيان "انتهى الكلام"، فإن انتخاب رئيس البرلمان من أحد الأحزاب الحليفة للتجمع قد يدفع بنكيران إلى مراجعة موقفه.

هذا، ويلف الغموض مصير تشكيل الحكومة المغربية في ظل تمسك الأطراف كافة بمواقفها في انتظار تدخل جديد من الملك قد يأتي بعد أن يحسم ملف انضمام المملكة إلى الاتحاد الإفريقي.