ترامب ينفذ وعده وينسحب من «اتفاق المحيط الهادئ»

ترامب ينفذ وعده وينسحب من «اتفاق المحيط الهادئ»

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٤ يناير ٢٠١٧

وقّع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس، أمراً تنفيذياً تنسحب الولايات المتحدة بموجبه رسمياً من اتفاق الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ (TPP)، الذي يضم 12 دولة تشكل نحو 40% من الاقتصاد العالمي، وكان الهدف منه «مواجهة النفوذ الصيني في منطقة آسيا ــ المحيط الهادئ»

في تشرين الثاني الماضي، وعد دونالد ترامب بالانسحاب من المفاوضات حول اتفاق الشراكة «الكارثي» في «اليوم الأول» من توليه منصبه رسمياً، وشدّد على أن إداراته ستتفاوض في المقابل بشأن «اتفاقات تجارية ثنائية وعادلة». بناء عليه، التزم ترامب وعده، أمس، ووقع على قرار الانسحاب من (TPP)، وهو اتفاق تجارة حرة متعدد الأطراف وقعت عليه 12 دولة بتاريخ 4/2/2016 في نيوزيلندا ولم يدخل حيز التنفيذ.

وكان الاتفاق يهدف إلى زيادة تحرر اقتصادات منطقة آسيا ــ المحيط الهادئ، ويضم كلا من بروناي وشيلي ونيوزيلندا وسنغافورة وأستراليا وماليزيا وبيرو والولايات المتحدة وكندا والمكسيك وفيتنام واليابان، وهي دول وجد معظمها في الاتفاقية وسيلة لوضع قواعد للتجارة الدولية، وللتصدي للنفوذ المتنامي للصين، الاقتصاد الثاني كبراً في العالم، التي استُبعدت من المفاوضات.
هذا المرسوم ينسجم مع موقف الرئيس الجديد الرامي إلى تخلي الولايات المتحدة عن جميع اتفاقات التجارة الحرة الدولية التي «تضر مصالح العمال الأميركيين»، وأيضاً مع توجهه المبدئي إلى فرض الضرائب والرسوم الجمركية على البضائع المستوردة لحماية السوق الأميركية من «المنافسة غير المشروعة».

تزامن القرار مع
تحذير واشنطن للصين بشأن النزاعات الإقليمية والتجارة

ووصف ترامب قرار الانسحاب من اتفاق الشراكة بأنه «شيء عظيم للعامل الأميركي»، في خطوة يراها المحللون أنها الأولى في سياق حرب الرجل على إرث الرئيس السابق باراك أوباما ،الذي كان من بين أشد الداعمين لهذه الاتفاقية، بل كان يقول إنها «ستعزز قيادتنا في الخارج وستدعم الوظائف في الداخل».
بعد خروج الولايات المتحدة، يبقى مصير الاتفاقية مجهولاً، ولاسيما أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وهو من المدافعين بشدة عن الاتفاقية، كان قد أعلن نهاية عام 2016 أن معاهدة التبادل الحر عبر المحيط الهادئ من دون الولايات المتحدة «لن يكون لها أي معنى».
وفي أول تعليق غير مباشر، وجّه البيت الأبيض تحذيرات لبكين بشأن النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، وهي منطقة استراتيجية في آسيا، وبشأن التجارة. وأكد المتحدث باسم الرئاسة الأميركية، شون سبايسر، أن واشنطن ستدافع عن «مصالحها» والمصالح «الدولية» في المياه الدولية لبحر الصين الجنوبي. وفي مجال التبادل التجاري بين القوتين العالميتين، أقر سبايسر بأن الصين «سوق كبيرة للولايات المتحدة» لكنه حذر من أن التجارة هي «السير في كلا الاتجاهين».
إلى جانب الانسحاب من (TPP)، وقّع الرئيس الأميركي مرسوماً، أمس، يمنع تمويل المنظمات الأجنبية غير الحكومية الداعمة للإجهاض من الأموال الفدرالية. ويثير هذا القرار قلق الجمعيات الأميركية الناشطة في مجال تنظيم الأسرة والدفاع عن حقوق المرأة، ولاسيما أن ترامب أحاط نفسه بشخصيات معارضة علناً وبقوة لحق المرأة في الإجهاض الاختياري. كما وقّع، وفق مواقع أميركية، أمراً بتجميد التوظيف في الوظائف الحكومية باستثناء الجيش.
على صعيد آخر، قال المدير العام لإدارة الاقتصاد الدولي في وزارة الخارجية الصينية، تشانغ جون، إنّ بلاده لا ترغب في زعامة العالم، لكنها قد تضطر إلى لعب هذا الدور إذا تراجع الآخرون، وذلك بعدما قال الرئيس الأميركي في أول خطاب إنه سيتبع سياسة «أميركا أولاً».
وأدلى تشانغ جون بالتصريحات خلال إفادة للصحافيين الأجانب أمس، لمناقشة زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى سويسرا الأسبوع الماضي. وأضاف: «إذا قال أحد إن الصين تلعب دوراً قيادياً في العالم، فسأقول إنها ليست هي من تسعى إلى أن تكون في المقدمة لكن اللاعبين الرئيسيين تراجعوا تاركين المجال للصين... إذا طُلب من الصين هذه الزعامة فإنها ستتحمل مسؤولياتها». كما أشار تشانغ إلى أن ترامب لن يكون قادراً على تحقيق أهدافه للنمو الاقتصادي إذا دخل في صراعات تجارية.