اليمن يوصد «باب المندب» بوجه السعودية

اليمن يوصد «باب المندب» بوجه السعودية

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢ فبراير ٢٠١٧

عباس الزين - بيروت برس -
تلقّت قوى العدوان السعودي ضربةً موجعةً قبال السواحل اليمنية الغربية، استهدفت من خلالها قوات الجيش اليمني و"اللجان الشعبية" وبشكلٍ مباشر ودقيق، البارجة السعودية المسماة "المدينة"، الفرنسية الصنع، والتي تمتلك منها السعودية 4 بوارج فقط. وتأتي العملية النوعية للجيش و"اللجان" بعد نحو 4 اسابيع من محاولات الزحف لمرتزقة العدوان بهدف السيطرة على سواحل المخا انطلاقًا من منطقة باب المندب. بناءً عليه، فإنّ تنفيذ العملية من قبل الجيش اليمني بعد مراقبة ورصد وفي وضح النهار، ضمن نطاق منطقة تشهد تحركات عسكرية مكثفة للقوات السعودية ومرتزقتها، يؤكد على فشل قوى العدوان في السيطرة على السواحل اليمنية، بخلاف ما تروّج له قوات "التحالف".

وفي التفاصيل، أعلنت "القوة البحرية" التابعة للجيش اليمني واللجان الشعبية استهدافها بارجة حربية تابعة لتحالف العدوان على اليمن. وعرضت قناة "المسيرة"، التابعة لـ"أنصار الله"، مشاهد تظهر استهداف السفينة السعودية المسمّاة "المدينة" من على زورق بحري قبالة سواحل الحديدة، حيث تجري محاولات منذ أكثر من شهر تحت مسمى عملية "الرمح الذهبي" للسيطرة على باب المندب. استهداف البارجة البحرية السعودية يأتي بعد صدور تحذير يمني توعّد قوات العدوان بمفاجآت في حال استمر استهداف المدنيين، علمًا بأن قصف السفينة كما قالت القناة تمّ بصاروخ موجّه، وبعد "رصد دقيق قبالة السواحل الغربية".

على صعيدٍ متصل، نقلت "المسيرة" عن مصدر عسكري، أن "البارجة السعودية كانت تحمل على متنها 176 جنديًا وضابطًا وطائرة مروحية، وكانت قد شاركت في العدوان على السواحل الغربية والمدن والصيادين". من جهتها، أقرّت قيادة "التحالف" بـ"تعرض فرقاطة سعودية أثناء قيامها بدورية مراقبة غرب ميناء الحديدة لهجوم إرهابي من قبل ثلاثة زوارق انتحارية تابعة للميليشيات الحوثية"، مضيفةً أنّ السفينة السعودية تعاملت مع الزوارق بما تقتضيه الحالة، لكن "أحد الزوارق اصطدم بمؤخرة السفينة، ما نتج عنه انفجار الزورق ونشوب حريق في مؤخرة السفينة". وأضافت القيادة أنه "تمّ التحكم بالحريق وإطفاؤه، وقد نتج عن ذلك مقتل اثنين وإصابة ثلاثة حالتهم مستقرة".

وكانت القوات البحرية والدفاع الساحلي وخفر السواحل اليمنية قد حذرت في الحادي والعشرين من الشهر الجاري سفن العدوان من استخدام الممر الدولي لقصف أهداف مدنية. وقالت في بيان، آنذاك، إنها تحذّر أيضًا السفن التجارية من المرور في الممر الدولي "إلا بعد تشغيل جهاز التعارف الدولي حفاظًا على سلامتها". وكانت "القوة الصاروخية" للجيش و"اللجان" قد استهدفت في تشرين الأول الماضي سفينة عسكرية إماراتية تابعة لقوى العدوان أثناء محاولتها التقدم صوب سواحل المخا، فيما تعدّ "المدينة" سابع سفينة حربية تطالها النيران اليمنية، علمًا بأن الأولى استهدفت في تشرين الأول 2015 قبالة سواحل باب المندب، والثانية بعدها بأيام قبالة سواحل المخا. أما الثالثة والرابعة والخامسة التي استهدفت كلها في تواريخ متتالية ومتقاربة، فكانت أيضًا قبالة المخا.

وفي سياقٍ متصل، تعتبر البارجة واحدة من بين أربع فرقاطات مماثلة تمتلكها البحرية السعودية، صُنعت جميعها في فرنسا، مزودة بقدرات تسليحية لافتة وبتقنيات حرب إلكترونية، في حين أنها تخفي مهبط طوافات متوسطة الحجم مثل يوروكوبتر دوفين ويوروكوبتر بانثر وطائرة إن إتش 90، ويخدم هذه القدرات طاقم مؤلف من 176 جنديًا وضابطًا. كما ان البارجة المستهدفة واحدة من مجموعة تشكل قوة ضاربة في سلاح البحرية السعودية، والتي تم تجهيزها بهدف حماية سواحل المملكة على البحر الاحمر، وحيث أنها مزوّدة بصواريخ موجهة لقتال الغواصات، ولتوفير الدفاع الجوي وتأمين مجموعات القتال البحرية، وتأمين القوافل البحرية الصديقة. وتلعب هذه البارجة مع البوارج الثلاث الأخرى المذكورة دورًا أساسيًا في المعركة البحرية لقوات التحالف بقيادة السعودية على اليمن، دفاعيًا أو هجوميًا، وهي تؤمّن إسنادًا مباشرًا لمشاة هذه القوات ولوحداتها الخاصة، التي تحاول جاهدة دون جدوى منذ ما يقارب العامين، السيطرة على باب المندب او على احدى مدن الساحل الغربي اليمني، كالمخا جنوبًا او الحديدة وسطًا، او حرض أو ميدي شمالا.

الى ذلك، افادت مصادر عسكرية مواكبة، ان نظام الحرب الإلكترونية السلبية المزودة به هذه البارجة قد فشل في اعتراض او اكتشاف الصاروخ اليمني، حيث ان الأنظمة الغربية المتطورة، والتي هي بأغلبها فرنسية أو ألمانية، كنظام إطلاق الرقائق المعدنية والمشاعل الحرارية، من النوع داجي Dagaie، ونظام الاستطلاع الإلكتروني، من النوع DR 4000 S، ونظام الإعاقة الإلكترونية من النوع جانيت Janet، قد اصيبت (هذه الانظمة المذكورة) جميعها بنكسة في قدراتها وفي إمكانياتها التقنية، وبالتالي سيؤثر ذلك سلبًا على مكانتها وصورتها الدولية في التجهيزات العسكرية المتطورة وفي سوق الأسلحة العالمي، وهذا ما يهم الدول الغربية وخاصة الفرنسيين أكثر من تحقيق أهداف هذه الحرب على اليمن.

في غضون ذلك، دخلت الإدارة الأميركية خط المواجهة المباشرة في اليمن، وقالوا إن الهجوم، الذي استهدف فرقاطة سعودية، ربما كان يستهدف إحدى بوارجهم؛ ما يفتح الباب أمام تصعيد عسكري أميركي جنوب البحر الأحمر. ووفقًا لما نسب الى مسؤولين أميركيين، فإنّ الهجوم، الذي شنه الحوثيون على فرقاطة سعودية قبالة ميناء الحديدة اليمني، ربما كان يستهدف بارجة أميركية، في موقف من شأنه وضع واشنطن في صدارة هذه الحرب، ويعيد إلى الأذهان حادثة الهجوم على إحدى بوارجها في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وردها بقصف عدد من المواقع العسكرية في السواحل اليمنية. وطبقًا لما يراه مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية، فإنه استنادًا إلى تحليل جديد لشريط الفيديو الخاص بالهجوم يتبين أنّ ما حصل "كان في الواقع هجومًا انتحاريًا اندفع فيه قارب صغير صوب أحد جوانب الفرقاطة السعودية".

من جهتها، ذكرت مصادر عسكرية سعودية أن الهجوم على الفرقاطة، التي كانت تتولى مراقبة ميناء الحديدة، تم بتخطيط وإشراف إيراني، حيث يظهر في التسجيل الصوتي المرافق للمقطع التسجيلي للعملية صوت شخص إيراني، بحسب زعمها. ووفقًا لهذه الرواية، اشتركت في الهجوم "الانتحاري" 4 زوارق بحرية، ارتدى من كان على متنها ملابس الصيادين، وتعمّدوا الاقتراب شيئًا فشيئًا من الفرقاطة السعودية، وأوهموها بأنهم يستغيثون بطاقمها إلى أن اقترب الزورق الملغم بمتفجرات "تي إن تي" من البارجة، وفجروا أنفسهم، ما أدى الى إصابة الفرقاطة. الى ذلك، قال الناطق باسم قوات "التحالف العربي" اللواء أحمد عسيري إن ميناء الحديدة يشكل في الوقت الراهن تهديدًا حقيقيًا للملاحة البحرية، وأصبح منطلقًا للعمليات الإرهابية. وقال عسيري في أول تعليق له على استهداف الفرقاطة إنّ "الإرهاب لم يعد حكرًا على تنظيم "القاعدة"، بل إنّ الحوثيين أيضًا يمارسون العمليات الإرهابية" في مناطق سيطرتهم باليمن، على حد تعبيره.

إن التعليقات مه