ترامب والتحالف الثلاثي ضد طهران... هل تشتعل الحرب؟

ترامب والتحالف الثلاثي ضد طهران... هل تشتعل الحرب؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ٤ فبراير ٢٠١٧

ماهر الخطيب
يبدو أن الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب يضع على رأس قائمة أهدافه محاربة النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، فهو يعمد بشكل شبه يومي على توجيه التهديدات ضد طهران، منتقداً السياسات التي تبنتها الإدارة الأميركية السابقة، برئاسة باراك أوباما، في التعامل معها.
في هذا السياق، لم يمر كلام ترامب أن إيران تلعب بالنار ولم تقدر لطف أوباما معها مرور الكرام، لا سيما بعد أن تباهى بأنه مختلف عنه، حيث سارع أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الاسلامية اللواء محسن رضائي إلى دعوته لعدم الإستماع لكل من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بعد أن كان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد وصفه، في وقت سابق، بـ"السياسي المبتدئ"، الأمر الذي ينذر بأن المواجهة بين الجانبين ستكون مفتوحة في المرحلة المقبلة.
على هذا الصعيد، هناك قناعة لدى طهران بأن الرئيس الأميركي في طور بناء تحالف ثلاثي ضدها، يقوم على التعاون بين واشنطن وتل أبيب والرياض، لا سيما أن الأطراف الثلاثة تتشارك العداء لها، ولا يمكن إستثناء أي ساحة من إمكانية المواجهة، من العراق إلى سوريا إلى اليمن فلبنان وغيرهم من دول المنطقة، في حين هي في الأصل لن تبدل من وجهة نظرها إلى واشنطن، التي تصفها بـ"الشيطان الأكبر"، والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي كان قد وجه العديد من الرسائل التحذيرية مباشرة بعد توقيع الإتفاق النووي.
إلى جانب تجارب الصواريخ الإيرانية، التي تؤكد طهران أنها كانت على مدى السنوات السابقة من أجل أهداف دفاعية، فتح الرئيس الأميركي أبواب الأزمة العراقية على مصراعيه، بعد أن كانت العلاقة بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية شهدت تعاوناً لافتاً في هذا الملف في السابق، حيث تحدث أن طهران تواصل ابتلاع المزيد من العراق رغم إنفاق واشنطن أموالا طائلة بعد إسقاط النظام السابق، فهو يدرك أن العودة إلى إستخدام ورقة الأنشطة النووية غير مجدية، نظراً إلى أن الإتفاق الموقع بين طهران والدول الكبرى محصّن بموجب قرار عن مجلس الأمن الدولي، وبالتالي ليس أمامه إلا إستخدام ورقة التجارب الصاروخيّة، بالإضافة إلى الإتهامات بدعم الجماعات التي تصنفها واشنطن "إرهابية"، مثل "حزب الله" وحركة "أنصار الله" وحركة "حماس".
وفي حين يمكن الحديث عن ملفات أخرى من الممكن أن يعيد ترامب النظر فيها في الفترة المقبلة، على مستوى العلاقة مع القيادة الإيرانية، يمكن ملاحظة الحماسة الإسرائيلية والسعودية في التعامل معه، بعد أن كانت العلاقة قد توترت مع سلفه بسبب إنفتاحه على طهران، ما يؤشر إلى أن كل من تل أبيب والرياض تنفستا الصعداء مع وصوله إلى السلطة، وتأملان أن يكون السد المنيع أمام النفوذ الإيراني، لا سيما بعد أن تنامى في السنوات الأخيرة على حسابهما، بغض النظر عن دعوة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الرياض إلى التعاون، خلال مؤتمر دافوس، التي لم يتم التعامل معها بشكل إيجابي من جانب المسؤولين السعوديين.
في ظل هذا الواقع، لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالمكان الذي من الممكن أن يذهب إليه ترامب في تصعيده ضد طهران، خصوصاً أن الرجل لا يملك خلفية سياسية واضحة يمكن الركون إليها، إلا أن الأكيد أن إحتمالات المواجهة بين الجانبين ترتفع يوماً بعد آخر، وهناك أكثر من جهة لديها مصلحة بالإنتقال إلى الصدام المباشر، في المقابل تبدو ايران مستعدة لكل هذه الإحتمالات، فهي تدرك أن التهديدات لم تتوقف يوماً، فحتى أوباما كان يستخدم معها سياسة العصا والجزرة في العلاقة معها، وهي قادرة على إستخدام الأوراق التي تمتلكها لتوجيه رسائل قاسية على هذا الصعيد، سواء كان ذلك لواشنطن أو لحلفائها في المنطقة.
في المحصلة، ان الرئيس الأميركي الجديد ليس من الشخصيات التي من الممكن توقع أفعالها، لكن المؤشرات كلها تدل على أن المواجهة مع الجمهورية الإسلامية تقترب، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، وبالتالي يمكن القول أن العلاقات بين الجانبين عادت إلى سابق عهدها، أي إلى ما قبل توقيع الإتفاق النووي.
النشرة