الأردن يصعّد جنوب سورية: لماذا الآن؟ وماذا يريد؟

الأردن يصعّد جنوب سورية: لماذا الآن؟ وماذا يريد؟

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١٢ فبراير ٢٠١٧

أسامة يونس
بعد استقرار نسبي، عادت جبهة الجنوب للاشتعال، وفي تطور لافت ومفاجئ، إرهابيون من جبهة النصرة وبأعداد كبيرة يشنون- وعبر الحدود الأردنية- هجوماً واسعاً في درعا، ضمن معركة أطلق عليها اسم "الموت ولا المذلة".
جاء ذلك في توقيت كان من غير المتوقع أن يشهد تطوراً كهذا لأسباب منها:

1 ـ كان الأردن أعلن ـ في الإجتماع الماضي الذي شهدته العاصمة الكازاخستانية أستانا ـ استعداد "الجبهة الجنوبية للمعارضة السورية" للانضمام إلى الهدنة بل ومواجهة الإرهابيين، وقال ممثلو الأردن في الإجتماع إن"الفصائل المسلحة" في الجنوب السوري تتوجه نحو الانضمام لنظام وقف الأعمال القتالية، وأنها مستعدة لإجراء عمليات قتالية ضد التنظيمات الإرهابية الدولية مثل داعش وجبهة النصرة في جنوب سورية.

2 ـ شارك الأردن في أستانا بصفة مراقب، وربما يكون التصعيد الأخير محاولة لإيصال رسالة مفادها: أنه ما لم يتم التعامل معه جدياً فإنه يستطيع تحريك "أدواته" في سورية، وممارسة مزيد من الضغط.

الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد المتقاعد هيثم حسون يقول إن الأردن يحاول أن يظهر قدرته على التأثير في المجموعات الإرهابية، ومن الأسباب فكرة المناطق الآمنة، وذلك بعد فترة ارتباك أصابت حلفاء واشنطن في الفترة الانتقالية، وكان حلفاء واشنطن ينتظرون دور ترامب في سورية، والنظام الأردني يتحدث عن أن المنطقة الجنوبية يمكن أن تكون ساحة لمناطق آمنة إن أرادت الولايات المتحدة دعم هذا المشروع، وهناك جهات ممولة لهذا الأمر.

ويتابع العميد حسون أن غرفة عمليات "الموك" في الأردن (التي تشارك فيها "إسرائيل" والولايات المتحدة، والمخابرات الفرنسية والبريطانية إضافة إلى دول خليجية) هي التي دفعت بتلك العملية التي انطلقت ليل أمس باسم "الموت ولا المذلة" وذلك لتحقيق هدفين:

الأول: الضغط على الحكومة السورية فيما يتعلق بالوضع العسكري، ومحاولة خلق خطوط اشتباك جديدة.

الثاني: الضغط السياسي على سورية من أجل تقديم تنازلات في المحادثات المقبلة في أستانا، أو في جنيف.

ويؤكد العميد حسون أن تلك العملية لم تحقق أي إنجاز على الأرض.

آسيا نيوز