أستانة 2: مفاجأة أمريكية لوفد المسلحين ..

أستانة 2: مفاجأة أمريكية لوفد المسلحين ..

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٧ فبراير ٢٠١٧

كامل صقر
 ليست سيئة وليست ممتازة نتائج مؤتمر أستانة 2، هذا هو التوصيف الأقرب للواقعية وفق مراقبين واكبوا المفاوضات التي جرت في العاصمة الكازاخية. المؤتمر تقني بالدرجة الأولى، إذاً لا مكان للملفات السياسية في أروقته، العاصمة المتجمدة احتضنت مفاوضات حامية تخص الجانب الميداني واللوجستي في الأزمة السورية، نجح الوفد الحكومي في تنحية الملفات السياسية التي كان وفد المسلحين يرغب بطرحها.
حاول وفد التنظيمات المسلحة بزعامة محمد علوش الإيحاء بأنه قادم إلى الأستانة بإيقاعٍ مرتفع مغايرٍ للإيقاع أستانة: تأخَّرَ الوفد عن موعد المؤتمر لأكثر من يوم، أطلق تصريحات عالية المستوى، وجاء أيضاً بمطالب بدت متشددة، واستقل نفس الطائرة التي حملت الوفد التركي. أدرك الوفد الحكومي هذا الأمر فتمكّن من إفراغ حالة وفد المسلحين وذلك بالتنسيق مع الروس والإيرانيين، داخل الغرف المغلقة انخفض المنسوب النفسي لوفد المسلحين وانحصرت النقاشات (فعلياً) بالمسائل التقنية المتعلقة بمسألتين أساسيتين هما: آلية تطبيق وقف إطلاق النار، وتبادل السجناء والمخطوفين والجثث.
وفق معلومات القدس العربي، تناهى إلى مسامع وفد التنظيمات المسلحة أن الوفد الإمريكي الذي حضر إلى مؤتمر أستانة 2 بصفة مراقب جاء تحت بند أنه يمثل إدارة الرئيس دونالد ترامب الراغب بالتعاون مع الروس وأن هذا الوفد جاء أيضاً للقيام بتحديث المعلومات بين الروس والأمريكان في جوانب تقنية متعددة أبرزها جغرافيا التداخل والفصل بين الفصائل المسلحة المعتدلة والأخرى المتطرفة والأهم أن الوفد الأمريكي أبلغ نظيره الروسي دعم واشنطن للجهود الروسية فيما يخص إدارة المفاوضات الخاصة بالأزمة السورية .. تناهى أيضاً لوفد التنظيمات المسلحة أنه من غير المفيد الاعتقاد بأن إدارة ترامب قد حزمت أمرها في مسألة المناطق الآمنة ومسألة إرسال قوات أمريكية كبيرة إلى سورية .. هذا الأمر كل ذلك ساهم في فرملة التفاؤل لدى وفد المسلحين.
مؤتمر أستانة وحسب معلومات القدس العربي خرج بورقة عمل تركز على آلية مراقبة لوقف إطلاق النار في سورية، تقوم هذه الآلية على تحديد خبراء من الدول الضامنة للاتفاق (روسيا، إيران، وتركيا) مهمتهم الحصول على معطيات ومعلومات من الحكومة السورية والمعارضة عن الوضع والخروقات وتنسيق المعلومات بين الدول الضامنة
كما خرج المؤتمر بالاتفاق على مسألة تخص تبادل الأرقام والأسماء المتعلقة بالمخطوفين والمسجونين في سورية لإجراء عمليات تبادل بهذا الخصوص.
وكانت الحكومة السورية أعلنت قبل اجتماع أستانة 2 استعدادها لمبادلة مسجونين لديها بمختطفين لدى الجماعات المسلحة. وقالت الحكومة السورية أنه "بعد التواصل مع الوزارات والجهات المعنية ونظرا لنجاح الدولة السورية في تحرير كثير من المدنيين والعسكريين الذين اختطفتهم المجموعات الإرهابية وانطلاقا من أهمية حياة وسلامة كل مختطف سوري أينما كان على الأراضي السورية، "تؤكد حكومة الجمهورية العربية السورية أنها على استعداد وبشكل مستمر وخاصة في إطار الجهود المبذولة لاجتماع أستانا المقبل لمبادلة مسجونين لديها بمختطفين لدى المجموعات الإرهابية رجالا ونساء وأطفالا /مدنيين وعسكريين/ وذلك حرصا من الدولة السورية على كل مواطن مختطف في أي مكان