إسرائيل-سورية-حزب الله: احتمالات الحرب

إسرائيل-سورية-حزب الله: احتمالات الحرب

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٧ فبراير ٢٠١٧

جلنار اليونس ومحمد سيف الدين
 شراهة إسرائيل المفتوحة دوماً على الدماء لا تحتاج غالباً إلى محفّز لتنشيطها. فالدولة التي قامت على منطق الإبادة قبل سبعين عاماً لم توفر فرصةً في شرب دماء العرب. وهي اليوم لا تنتظر جموح دونالد ترامب لتشبع نهمها إلى رائحة الدم الساخن. ورغم ارتياح تل أبيب للمشهد المأساوي الذي غزا دول الطوق حولها، وتغذيتها المستمرة للفوضى العربية المسمّاة ربيعاً، فإنها تلتقط كل لحظةٍ ممكنة لتصب حمم طائراتها على دمشق وبيروت وكل عاصمة عربية تقع في مرمى أطماعها.

حاولت إسرائيل طوال السنوات الست التي مضت أن تستدرج سوريا وحزب الله إلى مواجهةٍ معها، في وقت انشغال هؤلاء بمحاربة فوضى الإرهاب التي اجتاحت عقر دارهم. هذا بكل الأحوال لم يكن مستغرباً من الدولة التي قامت على عقيدة أن كل مدني فيها هو عسكري، وأن لا حدود ثابتةً لها. لكن المستغرب، هو السند الإعلامي والسياسي الذي تلقته في محاولاتها المتكررة من قبل من يرون في أنفسهم عروبةً أكثر من عدنان ومن قحطان. فبموازاة كل قصفٍ إسرائيلي لهدفٍ سوري أو لبناني، كانت جوقة من الشامتين تلهب الشاشات والمواقع مرددةً السيمفونية المعهودة: سوريا والمقاومة سوف تحتفظان بحق الرد إلى الوقت المناسب.

ولكن الاستفزاز، بالقصف الناري أو بالقصف الإعلامي، لم يورط دمشق والمقاومة، بل بقيت حساباتهم منصبّة على أفق المواجهة، واختيار اللحظة والنقطة المناسبة لضرب مصالح إسرائيل. فسياسة المقاومة ضد إسرائيل لا تقوم بالعراضات وإشباع الحماس الذاتي أو الشعبي، بل تقوم على التخطيط وتحديد الأهداف وانتخاب الوسائل الأنجع، والضرب في أشد نقاط الحساسية الإسرائيلية. وبالمحصّلة، فإن تل أبيب باتت تفهم من سياق المواجهة المستمرة أنها تحت مرمى نيرانٍ لن تقوم من بعدها، كما قامت من بعد حروبها السابقة.

غير أنه بالنظر إلى مقدار الكراهية التي تختزنها إسرائيل لكل من حولها، فإننا لا نستطيع الجزم باستبعاد احتمالات الحرب. خصوصاً في هذه اللحظة الإقليمية الفريدة. بل إن توازن الرعب القائم في المنطقة اليوم، وحسابات المخاطر التي يقوم بها كل من الطرفين (إسرائيل وقوى المقاومة)، لا يمنعان بالضرورة نشوب حرب مجنونة تحاكي جنوح إسرائيل إلى العنف.

عدوانية ترامب.. بيئة خصبة للحرب

سبعون عاماً ونيّف على ولادةٍ دولة مصّاصي الدماء فوق أرض فلسطين، لم ينقطع حبل الصرّة بينها وبين الغرب لا سيما أميركا. لكن مرحلة حكم باراك أوباما شكّلت علامة فارقة في مسار العلاقات الأميركية-الإسرائيلية. ففي ظل معاناة إسرائيلية مستجدة على مستوى نوعية القيادة السياسية الحاكمة فيها، وتراجع مستوى كفاءتها، واندفاع أميركي لاستعادة هيبة الاستقلالية الأميركية عن ضغوط اللوبيات والابتزاز الإسرائيلي المعتاد جسّده أوباما، غابت الكيمياء الإيجابية عن علاقة هذا الأخير ببنيامين نتنياهو، الذي طار فرحاً بوصول ترامب إلى البيت الأبيض، ربما أكثر من ميلانيا نفسها.

سياسة أميركية جديدة في المنطقة ينتظرها "بيبي" من الصديق دونالد. أولى إشاراتها كانت في عداء ترامب الواضح لإيران، ووصفه للاتفاق بينها وبين القوى الست بأنه أسوأ اتفاق وقع في التاريخ. وفي هذه الرؤية ترجمة لما يدور في خلد ستيف بانون المستشار الجديد للبيت الأبيض، والتي يهمس بها في أذن الرئيس الأميركي الجديد.

استمرار الاستيطان، وضوءٌ أميركي أخضر لبناء وحدات جديدة. تصريحات عن وطنٍ بديل للفلسطينيين. تدخلٌ بريٌّ في اليمن. ونيةٌ لإنشاء مناطق عازلة في سوريا تحد من المهاجرين. وكلامٌ كثير في أروقة الأبيض عن اتفاق أميركي-روسي يرفع العقوبات عن الأخيرة، مقابل إنشاء قاعدة عسكرية أميركية في سوريا.

تساؤلات عديدة عن سياسة ترامب الخارجية تجاه الشرق الأوسط يكتنفها التناقض والغموض. فالرئيس الجديد ثرثار جداً. وكثرة كلامه تضفي الشك دائماً حول إمكانية تنفيذه. ومع أن الإعلام الإسرائيلي لم يتعب من الاحتفال بفوز "الصديق المقرب"، غير أن تحويل الأماني إلى سياسات دونه عقبات جدّية.

إلا أن التدقيق في مواقف ترامب يكشف معانٍ مختلفة في بعض القضايا. فالحديث عن منطقة آمنة في سوريا وضعه الأميركيون والروس على حدٍ سواء في إطار الحد من تدفق المهاجرين إلى الغرب. وهذا يتلاءم مع أولوية الرئيس الأميركي المعلنة وهي "القضاء على داعش". ولكنّه في المقابل يعرب عن نيّته دعم إسرائيل "معقل الأمل الأميركي في الشرق الأوسط" بحسب تعبيره.

في هذا التناقض غير الغريب عن منطق ترامب تكمن ضبابية المشهد الذي يلف احتمالي المواجهة والسلام في المنطقة.

في ما يتعلق بمحاربة "داعش"، تقف الإدارة الأميركية الجديدة أمام ثلاثة طرق: إما مواجهة التنظيم فعلياً على أرض الواقع بإرسال قوات عسكرية بالآلاف بما يتناسب مع كم الأعداد المحتشدة في المنطقة، وهذا الخيار مستبعد وفقاً لتصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية، فهو لن يقحم بلاده في ساحة الصراع الدولية. أو استخدام القوى المحلية الحليفة وتعبئتها وتسليحها مثلما فعل سلفه، وفي هذا الخيار يتوجب على ترامب حل الكثير من المشكلات، تركيا ونزاعها مع الأكراد، السعودية ودول الخليج والحرب في اليمن، وغير ذلك من القضايا، بما يضمن تضافر الجهود وتوجهها نحو هدف واحد هو "داعش". أما الخيار الأخير فهو التحالف مع روسيا، وهو بالضبط ما تسعى موسكو إلى انتزاعه مع انطلاق ولاية ترامب، واستثماره إن أمكن لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

تكهنات عديدة لسياسة ترامب الخارجية لن تتوضح بين ليلة وضحاها، فما موقع سوريا منها؟

إسرائيل وموعد الثأر السّوري..

لا تغفر إسرائيل لسوريا دورها المستمر في تفخيخ حدود كيانها منذ حرب 1973. فهي ترى أن دمشق انتهجت سياسةً خبيثة في المواجهة معها، حيث لم تعطِ ذرائع مباشرة لتل أبيب تمكنها من القول أمام المجتمع الدولي أن سوريا دولة عدوانية راغبة بالحرب، وبالتالي تحرض الغرب عليها، بل ثبتت خط وقف النار معها، وعملت في الوقت نفسه على دعم حركات المقاومة بالمال والسلاح وتأمين طرق الإمداد، حتى زنّرت حدود إسرائيل بصواريخ من صناعتها ومقاتلين من تدريبها، الأمر الذي أوصل الدولة العبرية إلى وضعٍ لا تحسد عليه، وجر عليها أخطاراً أضحت اليوم داهمةً، وأكثر تهديداً لها منذ تأسيسها.

هذا الحقد الإسرائيلي على سوريا يجعلها راغبة بإسقاط دمشق من دون بحث البديل حتى. فهي تفضّل وجود الشيطان في قصر الشعب على وجود بشار الأسد، وليس في ذلك شك لمن يدقق في موقفها بحيادية. تاريخٌ طويل من المواجهات والاغتيالات ومحاولات التجسس مارسته ضد سوريا، لم يبدأ مع استهداف ضباط في الهندسة النووية ومخترعين وعلماء ومفكرين سوريين، ولن ينته بدعم جماعات مسلحة "ثورية" خلال الأزمة الحالية، أخذت على عاتقها مهمة إسرائيل في مواجهة الجيش السوري.

تصريحاتٌ وأمنيات لمسؤوليين إسرائيليين أكدت بأن نظام الأسد آيلٌ للسقوط في الأسابيع الأولى من الأزمة عام 2011، ولكن هذا كله لم يحدث. ومع استعادة الجيش السوري للسيطرة على المناطق المهمة من البلاد الواحدة تلو الأخرى، كانت تل أبيب تراقب بحذر، إلى أن بدأت بالتدخل موضعياً بقصف مواقع الجيش، وقوافل قالت إنها لحزب الله، او لمساندة بعض الفصائل في هجومها على مناطق سيطرة الجيش السوري، مثل الدعم الذي كان يتوضح أكثر فأكثر لجبهة النصرة بالاخص.

رغبة إسرائيل القوية في إسقاط النظام السوري، الذي اعتبره البعض سبب بقاء الجبهة هادئة خلال أربعة عقود مضت، لم تُغيّب وعيها حيال نتائج تلاشي وتفكك هذا النظام. فسقوطه سيطرح أسئلةً جديةً حول مصير ترسانة الأسلحة الاستراتيجية التي يملكها من جهة، وشيوع الفوضى على الحدود الشمالية لإسرائيل، من جهة أخرى. رغم هذا كله لازال الإسرائيليون يعتبرون -ضمن حسابات الربح والخسارة- أن سقوط النظام أفضل من بقائه.

يعزو البعض بأن هذه الاعتداءات حقُّ شرعيٌّ في تنفيذ تدابير استباقية لحماية سياستها الأمنية، وتعزيز الحالة المعنوية للجماعات المسلحة -في أرياف المدن كدمشق- التي وصلت إلى حافة الانهيار في الشمال الغربي لوادي بردى، وإيقاف مسيرة المصالحة وخاصة في القنيطرة والأطراف الملاصقة للجولان المحتل، وهذا ما يشكل عامل تهديدٍ لها في حال استعادت القيادة السورية لقواعدها في الجولان.

أصواتٌ كثيرةُ علت تطالب بردٍ سوري يحفظ كيان الدولة ويرد اعتبارها. للمرة الأولى منذ زمن طويل رد الجيش السوري قرب حدوده مع إسرائيل على إحدى الاعتداءات الجوية الإسرائيلية بإطلاق صواريخ أرض جو. لكن هذا الرد بقي دون القدرة على إشباع الحاجة الشعبية السورية إلى رؤية إسرائيل تضرب بقوة. غير أنه لا يمكن لأحد استبعاد هذا الاحتمال، فسوريا مستمرةٌ بتفخيخ حدود إسرائيل، وهي تخوض ضدها حرباً متنوعة لا وجه واحداً لها.

إسرائيل وحزب الله والحرب الثالثة..

رغم التطورات الجوهرية التي شهدتها المنطقة منذ الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في 2006، ورغم مرور أكثر من عقدٍ كامل من دون مواجهات واسعة النطاق بين الطرفين، إلا أن العداوة بينهما راسخة لم تتبدل. فحقيقة الاستقرار النسبي على الجبهة اللبنانية فرضته -حسب "هآرتس"- معادلة الردع المتبادلة بين الطرفين. ورغم التفوق العسكري الإسرائيلي إلا أن الردع لم يعد أحادي الجانب، فخطابات الأمين العام لحزب الله واضحة في استعداد الحزب لاستخدام نظرية الردع في أي لحظة.

مشاركة الحزب في القتال إلى جانب النظام السوري، أعطت إسرائيل أملاً بإنهاك عدوه الذي اضطر لاستخدام طاقاتٍ كبرى في الحرب السورية، وخسر فيها قادة بارزين من كوادره الأولين قتلوا على يد المجموعات المسلحة في سوريا، بدلاً من عناء إسرائيل في ملاحقتهم على مدى عشرات السنين.

لم تكتف إسرائيل بذلك، بل مدّت يدها الخفية مراراً  لتطال قادةً آخرين من الحزب، منهم سمير القنطار وجهاد مغنية وغيرهم. فالأسلوب الإسرائيلي يقوم على إضعاف الروح المعنوية لجميع أعدائه.

تهديدات من نوعٍ آخر واجهها الحزب في سوريا، فهو يقاتل على أرضٍ غريبةٍ، ومساحةٍ شاسعةٍ، من دون الدعم المحلي الذي يحظى به في معاقله. فكما تمكن مع غيره من الحركات المقاومة في لبنان من استنزاف إسرائيل في الجنوب على مدى ثلاثة عقود من الزمن، وتالياً هزيمتها، فإن السؤال اليوم مطروح حول مدى استنزافه في سوريا.

تتضارب التقديرات في هذا الشأن، فمن المراقبين من يرى أن الحزب بات في مرحلةٍ حرجةٍ لم يعد بإمكانه معها دخول حربٍ جديدةٍ، ومنهم من يرى أن الخبرات القتالية والميدانية التي اكتسبها عناصره في سوريا تشكل قيمة إضافية لقدرته على مواجهة إسرائيل وهزيمتها في أي حربٍ متوقعة.

الجانب الإسرائيلي الرسمي مطمئن بأن خيار إشعال الحرب هو أحادي الجانب يقرره متى يشاء، فالحزب غير قادر على أن يشن حرباً في المدى المنظور.

جرأة إسرائيل وتماديها في تنفيذ سياستها الأمنية على اختلاف شكل درعها المستخدم، واعتقادها بأن زج حزب الله في حرب خارجية تضعف من قدراته العسكرية والعددية، هو أمر يحتمل وجهاً آخر، فأية تكتيكات إسرائيلية جديدة غير نظامية لم تعد تفلح في مواجهة الحزب الذي خاض كل أشكال القتال على الساحة السورية، ومنها ما هو شرس حتى حدود الانتحار. فضلاً عن استمراره في تطوير ترسانته التي يتوقع أنها أصبحت تشتمل على أسلحة مضادة للطائرات، وصواريخ أكثر فتكاً من ذي قبل.

استعداد إسرائيل لأي حرب لا يعني بأنها ستبدأ هذه الحرب فعلاً، وإن ما يجري يبقى ضمن حدود الجاهزية والاستعداد، فهي تعرف حق المعرفة بأن فتح جبهة مع حزب الله سيفتح معها جبهة الجولان أيضاً، ومن يدري ربما جبهة داخلية فلسطينية. معظم التوقعات والتكهنات السياسية والعسكرية الإسرائيلية والعربية تستبعد أي حرب في المرحلة الحالية بين إسرائيل وقوى "محور المقاومة"، إلا أنها تضع في الحسبان بأن أي حربٍ في المستقبل، ستكون حرباً طاحنة غير مسبوقة من حيث حجم الدمار المادي والبشري الذي ستخلفه، ومن حيث المساحة التي ستشغلها.

غير أن إقفال الحرب السورية في المرحلة المقبلة، والنتائج المتوقعة من ذلك، وتفاوض القوى الكبرى على شكل وتوزيع النفوذ في المنطقة، قد يغري إسرائيل بإزاحة حزب الله من المعادلة، خصوصاً وأن الإدارة الأميركية الجديدة تبدو مندفعةً في حماية إسرائيل أكثر من سابقتها.

التوازن العسكري واحتمالات الحرب

يعيد توجيه الولايات المتحدة تحذيراً رسمياً لإيران إلى الذاكرة مشهداً مشابهاً قبل أربع سنوات، حين وقف أوباما متحدثاً عن الخط الأحمر السوري، الذي لم يستطع فعل أي شي حياله. فكل خطوة لإيران تتجاوز بها الخط الأحمر سيجري تصويرها على أنها اختبار لترامب الذي سيتعرض لضغوط إعلامية ولجهات في الأمن القومي وبعض الحلفاء للتنفيذ. ساحة الشرق الأوسط تزداد تشابكاً وتعقيداً يوماً بعد يوم وحدثاً تلو الآخر، يمكننا القول بأن ما نشهده اليوم هو حرب باردة ولكن تختلف عن تلك التي عرفناها في منتصف القرن العشرين، فما هي احتمالات خروج التهديدات من حدود الكلمات إلى حيز التنفيذ؟

التوازن العسكري في المنطقة في اللحظة الراهنة يشير إلى التالي:

إسرائيل تمتلك ترسانة عسكريةً هائلة، وهي تحوز دعم الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بأمنها القومي، وضرورات بقائها، ما يعزز المنطق الذي يتوقع مساندة الولايات المتحدة لها في أي مواجهة تندلع في الشرق الأوسط.

في مقابل ذلك، تقف روسيا حاميةً لحليفتها دمشق في كل ما يتعلق بأمنها القومي، ووحدتها، ووجودها، في صورةٍ تشابه الدعم الأميركي لإسرائيل.

وبين هذا وذاك، تقف إيران متسلحةً بقدرات صاروخية وقتالية عالية، وبتفاهم حول قضايا استراتيجية مع روسيا، وتمد أذرعتها في لبنان وسوريا والعراق، وتراهن إلى جانب قدراتها على الخلافات الأميركية الأوروبية من جهة، وخصوصاً فيما يتعلق بالاتفاق معها على البرنامج النووي. ومن جهة أخرى، فهي تراهن على عدم قدرة أخصامها على إطلاق حربٍ واسعة ضدها، خصوصاً وأن دول الخليج لا يبدو أنها قادرة على هزيمتها في أية حرب مقبلة، بينما يقف ترامب في موقف صعب أمام ناخبيه الذين كرر أمامهم مراراً بأنه سوف يتوجه إلى الداخل، ولن يخوض حروباً خارجية واسعة.

يبقى من هذه الصورة حزب الله، فهو الطرف الذي يعتمد بصورةٍ أساسية على قدراته الذاتية، وعلى دعم إيران له. ولكنه في الوقت نفسه، يواجه مخاطر كبرى تحملها معها لحظة رسم معالم المنطقة بعد إقفال الحرب السورية على صورةٍ جديدة. وهنا بالتحديد تكمن ضرورة الحذر من جنون تل أبيب. من دون أن يكون هذا الجنون سيئاً للحزب بالضرورة، فإسرائيل وإن غامرت، إلا أنها لن تضمن خروجها سالمةً من الحرب المقبلة. بل إن قيادة حزب الله تؤكد لها دوماً بأنها لن تخرج أصلاً من تلك الحرب، إن أطلقتها. وآخر هذا الكلام أطلقه أمين عام الحزب قبل أيام، معتدّاً بيد طويلة تصل إلى "الأمونيا" و"ديمونا".

الميادين