هستريا ترامب.. ترامب.. ترامب!

هستريا ترامب.. ترامب.. ترامب!

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٤ فبراير ٢٠١٧

 ربما لم يحظ رئيس في العالم كله بما حظي به الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، من تصريحات ومواقف وتحليلات وأخبار، قياساً للمدة الزمنية التي مضت على "توليه" عرش البيت الأبيض!

فلا يمرّ يوم، بل ساعة، إلّا وتجد مئات الأخبار المنشأة باللغة العربية أو المترجمة إليها تتناول ترامب! مع وضد! نقداً ومديحاً! تخوفاً وتأملاً! تسطيحاً وتحليلاً!


يظن البعض أنّ الأمر يتعلق حقاً بترامب وتصريحاته، متجاهلاً أنّ النظام الأمريكي واحد من أكثر أنظمة الدول في العالم "أصالة"، أو بكلمات أخرى "مؤسساتيا!" بحيث أنّ قدوم رئيس وغياب آخر يكاد لا يترك إلّا أثاراً بسيطة على "السلوك العام"، الأمر الذي يشكل الأساس المنطقي للتسمية الفريدة التي تطلق على النظام الأمريكي ولا تطلق على غيره، "الإدارة الأمريكية"!


لكن هذه الهستيريا لها وجه آخر فيما يخص منطقتنا العربية. فهي تعكس حقيقة غياب "العقل التحليلي" حتى عن الكثير من "النخب السياسية"، عداك عن الإعلام والصحافة وطبعاً الناس العاديين.


العقل التحليلي، أو ذاك الذي يأخذ بالحسبان مظاهر الأمور لكنه لا يكتفي بها، يسعى إلى معرفة وفكفكة العوامل والعناصر المكونة لأمر ما، واستكشاف علاقاتها الموضوعية بعضها ببعض، ومن ثم الوصول إلى النتائج.


"هستيريا ترامب" اليوم تظهر بوضوح إلى أي مدى انحدر هذا "العقل" لصالح التسطيح والضحالة التي غزت العالم مع "الثورة الرقمية" في عالم الاتصالات، والتي كان لها الكثير من الجوانب الإيجابية، ولها أيضاً هذا الجانب السلبي الذي قد يكون مدمراً.


ربما لا تشبه شيئا، هذه الهستيريا، قدر ما تشبه تلك الطرفة القديمة الشائعة التي تتحدث عن زوجة اتفقت مع زوجها على أن يكون في حياتهما "يوم للنق" ويوم "بدون نق".

يوم النق ينق. واليوم الذي يكون بدون نق يمضي بتكرار العبارة إلى ما لا نهاية "بكرا النق.. بكرا النق!"


بسام القاضي