يوم رابع من جنيف من دون نتائج.. وورقة دي ميستورا: «السياسي» في جنيف.. و«الإرهاب» في أستانا

يوم رابع من جنيف من دون نتائج.. وورقة دي ميستورا: «السياسي» في جنيف.. و«الإرهاب» في أستانا

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٦ فبراير ٢٠١٧

من دون أي نتائج تذكر ووسط الضبابية التي غلبت عليها تواصلت أمس مباحثات «جنيف 4» في يومها الرابع، وسط تسريب مضمون ورقة المقترحات التي قدمها لوفدي الجمهورية العربية السورية و«معارضة الرياض» المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تحت غطاء «الإجرائي»، ما يرقى ليكون تعديلاً كبيراً في عملية جنيف، بنسختها الرابعة. هذه التعديلات أثارت توجس وفد «معارضة الرياض»، الذي لم يتمكن من إصدار إدانة صريحة للهجمات الإرهابية التي استهدفت المقرين الأمنيين في حمص ونفذتها «هيئة تحرير الشام»، أحدث طرز من «جبهة النصرة» المصنفة على لائحة الأمم المتحدة للتنظيمات الإرهابية.
ولم تعد طاولة جنيف مستندة إلى أربع قوائم كما كانت المباحثات العام الماضي. والقوائم الأربعة السابقة هي: العملية السياسية – وقف إطلاق النار – محاربة الإرهاب – الترتيبات الإنسانية. وعمل دي ميستورا على تقسيم العملية بحيث باتت القائمة الأولى من اختصاص المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في عاصمة المنظمات الدولية (جنيف)، في حين القوائم الثلاث الأخيرة من اختصاص مسار أستانا الذي عقد اجتماعه الثاني هذا الشهر، وتضمنه كل من روسيا، إيران وتركيا. وطاولة العملية السياسية في جنيف باتت مستندة، بحسب الورقة التي قدمها دي ميستورا لكل من وفد الجمهورية العربية السورية ووفد «معارضة الرياض» إلى ثلاث قوائم مستمدة من قرار مجلس الأمن الدولي 2254. وهذه القوائم هي الإدارة، الدستور والانتخابات، والمبعوث الأممي يقترح على المتفاوضين، التفاوض بشأنها عبر ثلاث مجموعات عمل بالتوازي.
والتقى دي ميستورا أمس وفدي «منصة القاهرة ومنصة موسكو، حيث توقعت مصادر أن يقدم المبعوث الأممي للوفدين الورقة ذاتها التي عرضها قبل يومين على وفد الجمهورية العربية السورية ووفد «معارضة الرياض»، حيث من المتوقع أن يتسلم ردود هذين الوفدين اليوم أو غداً على تلك الورقة.
وتولى وفد «معارضة الرياض» تسريب الورقة لمجموعة واسعة من وسائل الإعلام، في خرق لأصول التفاوض وتأكيدات فريق المبعوث الأممي على الالتزام بسرية المحادثات. ونقلت وكالة الأنباء عن مصدر في وفد «معارضة الرياض»، أن جدول أعمال المحادثات يتضمن «شكل الحكم السياسي والدستور والانتخابات»، على أن تتم دراستها في مجموعات عمل منفصلة. ويقول في ورقة دي ميستورا أيضاً بحسب المصدر: إنه «لن يتم الاتفاق على شيء لحين الاتفاق على كل شيء»، وأن ينقل ملف وقف إطلاق النار والإرهاب إلى محادثات أستانا.
وذكرت الورقة التي جاءت في خمس صفحات، أن الجولة الحالية من جنيف، و«ضمن الجدول الزمني للمحادثات التي بدأت في 23 (شباط)، يتم اقتراح إجراء محادثات الحكم والدستور ومرحلة الانتخابات في أيام منفصلة متتابعة اعتباراً من 26 شباط». وأوضحت أن المحادثات ستشهد «تخصيص يوم واحد لبحث كل موضوع (من الثلاثة) بشكل ثنائي»، وأشارت إلى أن فريق المبعوث الأممي مستعد لطرح «خطة عمل محددة ومقترحات تقنية لكل موضوع على حدة»، ورحب الفريق بـ«كل فكرة أو عرض».
ولفتت الورقة إلى أن دي ميستورا مستعد للمشاركة بشكل مباشر في المحادثات، وأنه يمكن مناقشة وقف إطلاق النار، ومكافحة الإرهاب، وتدابير بناء الثقة في حال طلب الأطراف ذلك.
وطالبت الوثيقة بأخذ فترة راحة في الخامس من شهر آذار المقبل، من أجل التحضير للجولة الجديدة من المحادثات.
وأكد المصدر أن المعارضة تريد بحث المرحلة الانتقالية «أولاً».
وقال دبلوماسي غربي كبير: «في الواقع لا يحدث شيء… الورقة التي سلمها دي ميستورا إجرائية. ليست مستقبل سورية».
وبدوره أشار عضو وفد «معارضة الرياض» عبد الحكيم بشار إلى أن مقترح دي ميستورا بحث بنود القرار 2254 «بشكل متزامن»، «لا يتماشى مع الآلية المتفق عليها في مجلس الأمن، والتي تقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية، ثم صياغة دستور جديد للبلاد، وإجراء انتخابات حرة بإشراف الأمم المتحدة».
وأضاف بشار: إن دي ميستورا أشار إلى إمكانية طرح بحث وقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية في حال رغب الطرفان بذلك، لكنه يرى أن المكان المناسب لهذا البحث هو «محادثات أستانا».
طالب رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى محادثات «جنيف 4» بشار الجعفري أول من أمس المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا وكافة منصات المعارضات المشاركة في هذه الجولة من المحادثات بإصدار بيانات واضحة لا لبس فيها تدين التفجيرات الإرهابية التي نفذتها جبهة النصرة الإرهابية في حمص، مشدداً على أن أي طرف يرفض إدانة ما جرى «فسنعتبره شريكاً في الإرهاب». وشدد الجعفري على أن «مكافحة الإرهاب لا تحل في اجتماعات أستانا فقط وإنما يجب أن تكون أولوية على جدول مجلس الأمن والتعامل مها بجدية في أستانا ونيويورك وجنيف، إذا كنا نؤمن بأنه يجب ألا يستخدم الإرهاب كسلاح ضاغط على السياسة لأن رعاة الإرهاب إذا سمحوا للإرهاب أن ينتصر فهذه يعني الانتصار على القانون في العالم كله وستعم الفوضى في العالم قاطبة ولن يكون بمقدورنا العودة إلى أستانا ولا إلى جنيف».
ومن جهة أخرى، دعا دي ميستورا في ورقته المعارضين إلى تشكيل وفد موحد للمفاوضات، لأنه من شأنه أن يسهل الانتقال إلى مفاوضات مباشرة. وفي المقابل طالب وفد «معارضة الرياض» منذ اليوم الأول في جنيف بمفاوضات مباشرة مع الحكومة السورية، إلا أنه لا يزال يعارض فكرة انضمام ممثلين من منصتي موسكو والقاهرة إلى عداد وفده.