اتفاق في وجهات نظر دمشق وموسكو بأن تكون مكافحة الإرهاب من ضمن أولويات المحادثات .. الدبلوماسية الروسية تلقي بثقلها لتحريك «جنيف 4»

اتفاق في وجهات نظر دمشق وموسكو بأن تكون مكافحة الإرهاب من ضمن أولويات المحادثات .. الدبلوماسية الروسية تلقي بثقلها لتحريك «جنيف 4»

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٨ فبراير ٢٠١٧

ألقت الدبلوماسية الروسية بثقلها وراء تحريك عجلة مباحثات «جنيف 4» التي باتت إعادتها إلى السكة أشبه بـ«مهمة مستحيلة وطويلة». واتفقت وجهتا نظر روسيا ووفد الجمهورية العربية السورية الذي لم يعترض على ورقة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، على «ضرورة أن تكون مكافحة الإرهاب من ضمن أولويات المحادثات لحل الأزمة في سورية»، فيما يبدو أنه رغبة بتربيع طاولة المباحثات التي يريد دي ميستورا أن تكون مستندة إلى ثلاثة قوائم هي (الإدارة، الدستور والانتخابات).
وفي إشارة ذات مغاز بالنسبة لمستقبل التسوية السياسية في سورية، حرص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الإشادة بالنتائج الإيجابية الناجمة عن المحادثات السورية السورية التي استضافتها العاصمة الكازاخية أستانا، «بما في ذلك تثبيت وقف إطلاق النار وإنشاء آلية للرقابة على نظام الهدنة». وأضاف قائلاً: «لولا تلك النتائج لكان من المستحيل استئناف المفاوضات في جنيف».
ولفت بوتين في مؤتمر صحفي بعد لقائه نظيره القرغيزي ألمظ بك أتامباييف ببشكك عاصمة قرغيزستان، إلى أن العملية التفاوضية في جنيف «لا تجري بالسهولة المرجوة»، لكنه أشار إلى أن أستانا تبقى «منصة احتياطية لإجراء المفاوضات»، في تصريح دبلوماسي يشير ربما إلى تفضيل روسيا نقل عملية حل الأزمة السورية من جنيف إلى أستانا، وهو ما يتعارض مع موقف المبعوث الأممي الذي ينادي بتقسيم التسوية إلى جزئين، عسكري يتعلق بوقف إطلاق النار ومكافحة الإرهاب يتم التباحث بشأنه في اجتماعات أستانا، وسياسي، يتضمن مناقشة سبل تنفيذ القرار الدولي (2254) وجوهره، (الحكم، الدستور، الانتخابات).
وفي اليوم السادس من الجولة الرابعة من مباحثات جنيف، التقى رئيس وفد الجمهورية العربية السورية بشار الجعفري دي ميستورا، حيث من المرجح أن يكون قد أبلغه رد دمشق على الورقة التي سلمها المبعوث الأممي للوفد السبت الماضي.
وبعد لقائه المبعوث الأممي يوم السبت الماضي، أكد الجعفري أن المحادثات تركزت حول نقطة واحدة وهي وضع مكافحة الإرهاب كأولوية.
وفي وقت سابق من يوم أمس، التقى الجعفري نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، والذي أعلن بدوره أن الوفد الرسمي الحكومي «لا يعارض اقتراحات دي ميستورا، إلا أنه أكد ضرورة إدراج موضوع الإرهاب في أجندة المفاوضات». وفي تبني لموقف دمشق، قال غاتيلوف للصحفيين بحسب الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «بالطبع، الإرهاب يمثل الأولوية، ومكافحة الإرهاب تمثل الأولوية، ويجب إدراجها على جدول أعمال المفاوضات، إلى جانب غيرها من المسائل من القرار 2254».
ورفض غاتيلوف تقييم الجولة الرابعة من مباحثات جنيف واعتبر أن هذا الأمر سابق لأوانه، وبين أن المباحثات لا تزال مستمرة، معرباً عن أمله في تحقيق تقدم نحو تسوية الأزمة السورية خلال الجولة الحالية.
وأكدت البعثة الروسية الدائمة في جنيف أن غاتيلوف بحث مع الجعفري سير المباحثات السورية، مبينةً أن الجانبين اتفقا على مواصلة تنسيق الجهود الرامية إلى تحريك المفاوضات السورية.
وبدورها، نقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصادر مقربة من وفد الجمهورية العربية السورية: أن الجعفري وغاتيلوف «اتفقا في وجهات النظر على ضرورة أن تكون مكافحة الإرهاب من ضمن أولويات المحادثات لحل الأزمة في سورية».
وسيحاول غاتيلوف، الذي وصل إلى جنيف أول من أمس للمشاركة في أعمال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة حول موضوع حقوق الإنسان، تحريك الجمود على مسار تشكيل وفد واحد من منصات المعارضات السورية. ولهذه الغاية يلتقي اليوم وفد «منصة الرياض»، حيث أبلغ الصحفيين: «لا أعلم ما المواقف التي سيصر عليها؟» هذا الوفد، لافتاً إلى أن مباحثاته تهدف إلى استيضاح هذه المواقف. كما يلتقي الدبلوماسي الروسي الرفيع وفد منصتي القاهرة وموسكو، وذلك بعد لقائه أمس زعيمة حركة المجتمع التعددي، رندة قسيس، المحسوبة على منصة أستانا.
وسبق لدبلوماسيين روس أن التقوا وفد «منصة الرياض»، بحسب ما أوضح مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقية في وزارة الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين. وشدد فيرشينين، الذي يترأس وفد بلاده إلى «جنيف 4 »، على أن الوفد الروسي «منفتح وسيلتقي جميع المشاركين في الحوار من دون أي تفرقة». وأوضح أن الدبلوماسيين الروس التقوا أيضاً رئيس الوفد الإيراني حسين جابري أنصاري.
وتصر الدبلوماسية الروسية على أن تقوم المعارضات السورية بتشكيل وفد واحد للمشاركة في محادثات جنيف، تنفيذاً للقرار الدولي 2254، كما تشدد على ضرورة إشراك ممثلي الأكراد في عملية التفاوض.